أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد مصطفى

رمضان فى شارع كليوباترا بديروط

الأحد، 28 مايو 2017 09:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شارع كليوباترا بديروط له مذاق خاص، هو يجسد بحق المواطنة فى وقت لم يكن أحد يتحدث عنها شارع كليوباترا كله مسيحيون ما عدا كام بيت مسلمين.. الشارع ده ليه ذكريات جميلة أوى فى رمضان، كنّا نبدأ الاستعداد بحملة مكبرة تبدأ من نصف شعبان لجمع الكتب والكراريس القديمة من كل ولاد وبنات الشارع مسلمين ومسيحيين لصناعة أعلام الزينة.. كان دور عمى لمبى وولاده إعداد الصبغة بتاعة الألوان، حيث كان يعمل "جزمجى" وله خبرة فى الصباغة، أما عمى كمال توفيق فكان يمدنا بالنشا المصنع عشان نلزق الورق، حيث كان لديه مصنع "بخوتة" جمع بخت، فى حين كان عمى أنور يدينا الخيط والحبال، حيث كان يمتلك محلا لبيع المفارش ونول لغزل السجاد، فى حين دور فريد الكهربائى كان مسئولا عن التوصيلات والسلوك والكهارب مش بس كدة وكل أعمال الصيانة.. على فكرة كل الأسماء اللى ذكرت دول مسيحيين من ديروط أسيوط.
 
بعد كدة يأتى دور تركيب الزينة، نبدأ فى الأول ببيت عمر روحى بتاع القماش ثم بيت أخوه قدّامه ثم بيت عمى روبيل ثم بيت عمى حنا أبو لمبى، وبيت عمى عدلى، وعمى سيد، وعمى فتحى، وصولا لبيت عمى فرج طخة آخر الشارع أثناء التركيب للزينة تبدأ صوانى الشاى تنزل من البيوت، والكل يتسامر فى ود وجيرة ومحبة.
 
فى الشارع من شرق كانت توجد خالتى لندة جارتنا مسنة تعيش لوحدها، والويل لأى عيل يتعكش غاب من المدرسة لازم يتروق لكن آخر النهار، وبدء لعب الكرة تكون فاتحة الباب ومجهزة قدرة المية لزوم العطش.
 
شارع كليوباترا ليه طقوس فى ابتدائى لازم ولاد الشارع ياخدوا دروس عند أستاذ مكرم خليل، وفى إعدادى الرياضة لازم عند أستاذ ظريف، أما فى ثانوى لازم تحجز مكان عند أستاذ فيليب.
 
المسحراتى بتاعنا عمى أحمد راغب يسحرنا بالليل، وفى الصباح نروح نشترى منه الكنافة البلدى على بعد خطوات من الكنافة لازم تصحى بدرى وتحجز دور عند عمى سعد طماطم بتاع الطرشى البلدى، وآه لو كنت على معرفة فى المحل هاتضمن تمشى بسرعة وكميات كتير كمان، ثم عليك أن تتجه قاصدا شارع الوكالة لتزاحم للفوز بعدد من الأرغفة الشامى التى تصنع فى فرن الخوجاية ثم تتوجه للبيت لتسمع الشيخ محمد رفعت، يشدوا من سماعة عربية مركبها أشرف المفتى فى البلكونة بعد سماع شوية قرآن عليك التواجد على رأس شارع كليوباترا من غرب لترى مأذنة جامع السايح أو القبلى، كما كان يلقب قد أضيئت إذانا بدخول المغرب والإفطار ثم تبدأ نوبة من الصياح والتهليل لإخبار الصائمين بالبيوت، يعقب ذلك إطلاق عبوات البمب والحبش "حرب أطاليا" ثم يقوم بعض الجيران والمقيمين بشوارع أخرى بإطلاق عدد من الأعيرة النارية ابتهاجا بأذان المغرب وبدء الإفطار. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

يا احلي زمان

قول للزمان ارجع يا زمان وخلينا نعيش بدون حرمان

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

أجمل سنوات الصبا

قضيتها فى ديروط فى المدرسة الاعدادية وكان لنا نشاط رياضى كبير بجوار ذهابى الى مكتبة المدرسة ومنها نهلت أروع القصص العالمية وكنت من أصدقاء المكتبة، وتعلمت النسيج فى المدرسة، وكنت بطلع الأول أو الثانى على المدرسة، وكل أصدقائى كانوا مسلمين ومسيحيين ومنهم من رحل فى حرب أكتوبر : الشهيد المهندس / أحمد عبد الحكيم مسعود، وكان أشهر جناح أيسر فى فريق جامعة أسيوط، وصديقى عبد الجواد الكيلانى وده جائنا من وجه بحرى، وصديقى المهندس / أحمد حلمى بدرة وصديقى بكر وكنا مسمينه "أبو حديد" والدكتور / شفيع عبد الغفار ناهيك عن أصدقائى الأقباط، وأريد أن أذكر اسم استاذ التربية الرياضية الأستاذ / فرح لوز، وياما اتخانقنا معاه ........... كانت أيام. د. سامح فايق (جنوب-غرب، فرنسا).

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن قطب

ليالي رمضان

ولا تنسي يا استاذ احمد اللعب في الوسعه للفجر وبعد الفجر ومدرسة الانجلية وعم فهيم وشهدي والشيخ احمد والاستاذ نصحي ايام كانت جميله فعلا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة