فى إطار تطوير وسائل الخطاب الدينى، اتجه الأزهر الشريف من خلال مجمع البحوث الإسلامية للتواصل المباشر مع ثلاثة ملايين مواطن يوميًا يترددون على المترو، حيث تم تفعيل بروتوكول التعاون بين مجمع البحوث الإسلامية وشركة مترو الأنفاق لتنفيذ برنامج دعوى من خلال إذاعات ومحطات المترو ينفذه وعاظ الأزهر الشريف طوال العام.
الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أكد فى كلمته خلال حفل التدشين بمحطة مترو محمد نجيب، أن الهدف الأساسى لإطلاق هذا الاتفاق هو الوصول للناس فى أماكنهم المختلفة لتقديم رسائل توعوية مناسبة من خلال الإذاعات الداخلية للمترو.
أضاف الأمين العام : "أننا فى الأزهر نحرص دائمًا لأن يكون عمل الوعاظ عملًا ميدانيًا يقوم على التلاحم مع الناس والاستماع إلى أسئلتهم واستفساراتهم والإجابة عليها وهو ما يترجمه مثل هذه الاتفاقيات والبروتوكلات التى يعقدها المجمع مع مؤسسات الدولة المختلفة".
أوضح "عفيفى"، أن رسائل الوعاظ لركاب المترو سوف تكون مختصرة وتلامس واقع الناس، كما تدعوهم للحفاظ على وطنهم والعمل من أجل رفعته، فضلًا عن محاربة الخطاب المتشدد عن طريق التواصل الدعوى الجديد، مؤكدًا أنه من واقع دور الأزهر الشريف لنشر الوسطية فإننا على أتم الاستعداد للوصول إلى الناس فى أى مكان.
وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عقب المؤتمر ، أكد عفيفى أن العنصر النسائى سيكون حاضرًا بقوة حيث يتردد على المترو أعداد ضخمة من النساء، لذلك قررنا توفير واعظات بمحطات المترو فى خطوة لاحقة من أجل الإجابة على استفسارات النساء، بالإضافة إلى الدفع بواعظات باللغة الإنجليزية.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن بروتوكول التعاون بين المجمع ومترو الانفاق يأتى ضمن خطة المجمع والتى تقوم على التحركات الميدانية، ويأتى هذا البروتوكول ليقوم وعاظ الأزهر بتقديم رسائل توعوية من خلال الإذاعة الداخلية للمترو، ولجان إفتاء داخل كل المحطات، بالإضافة إلى مساجد المحطات، وذلك لتلبية احتياجات المواطنين.
وتابع: "الأزهر يقدم خطاب دعوى معاصر للناس ويذهب إليهم فى أى مكان يتواجدون فيه، فالمواطن يحتاج إلى من يبعث فيه الأمل، واستشعار التحديات التى تواجه الوطن ونمو قيم الانتماء فنحن نجدد العزيمة لبناء هذا الوطن".
واستطرد: " سنواجه الفكر المتشدد فى كل مكان ولن ننتظر أن يأتوا إلينا بل سنذهب لهم نحن، كذلك لم نغفل دور المرأة وذلك من خلال دور واعظات الأزهر".
وأوضح أن البروتوكول يأتى تفعيلًا لدور وعاظ الأزهر الشريف فى التواصل المباشر مع مختلف شرائح المجتمع من خلال الإذاعة الداخلية لمترو الأنفاق وبث رسائل تتعلق بجوانب القيم وجوانب السلوكيات والمعاملات، وترسيخ مفاهيم المواطنة وتقوية الهوية الوطنية لدى كل مصرى، والحفاظ على مقدرات الوطن، والتوعية بتحديات المرحلة الراهنة التى يمر بها الوطن، وترسيخ مفاهيم وقيم التعايش السلمى والتعاون المشترك بين أبناء الوطن.
فيما أكد المهندس على الفضالى، رئيس شركة مترو الأنفاق، أن الاتفاق على تنفيذ هذا البرنامج من خلال علماء الأزهر الشريف يأتى إيمانًا بدورهم على مر التاريخ فى دعم القيم ونشر صحيح الدين بين الناس.
وقال المهندس على الفضالى، رئيس شركة مترو الأنفاق، أن شهر رمضان هذا العام سيشهد تعاون بين مترو الانفاق ومجمع البحوث الإسلامية، يستفيد منه 3 ملايين متردد على المترو يوميًا، سواء عن طريق الإذاعة الداخلية ببث الأدعية والدروس الدينية، أو عن طريق التواجد داخل محطات المترو وقطاراته، والإجابة عن أسئلة الجمهور.
وأضاف فى كلمته خلال مؤتمر تدشين بروتوكول تعاون بين شركة مترو الأنفاق ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، لتقديم برامج دعوية من خلال الإذاعة الداخلية ومساجد محطات مترو الأنفاق بشكل يومى، أن التعاون يهدف إلى بث منهج الوسطية الذى يتميز به الأزهر الشريف، لافتًا إلى الأزهر هو منارة الوسطية فى العالم الإسلامى.
ومن ناحيته، أشار الدكتور سعيد عامر الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية إلى أن ما يميز البرنامج أنه يستهدف شريحة كبيرة من المواطنين تصل إلى ما يقرب من 3 ملايين راكب يوميًا تختلف ثقافاتهم وتوجهاتهم وهو ما يجعل من هذا البرنامج أهمية كبرى فى استعادة القيم والأخلاق للمجتمع.
و قال الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن منهج الأزهر هو منهج الوسطية ليس فيه تطرف أو غلو، موضحًا أنه تقرر أن تخصص محطة الشهداء بمترو الانفاق، مركزًا للجنة الفتوى، وذلك من أجل الرد على استفسارات جميع من لديه أسئلة.
و أضاف الأمين العام المساعد، أن البرنامج الدعوى تبدأ فعالياته مع أول يوم رمضان ويُعرض بشكل يومى فى قطارات الخط الثانى للمترو لوجود الإذاعة المركزية به، فى حين أن الخط الأول يقوم البرنامج على اللقاء المباشر مع المواطنين فى المحطات نفسها وقبل ركوب المترو.
وأوضح أن ذلك البروتوكول يأتى عقب نجاح قوافل وعاظ الأزهر الشريف للتواصل والمواطنين والتى أطلق عليها "المقاهى الثقافية" ونظمها مجمع البحوث الإسلامية فى عدد من محافظات الجمهورية بداية من أسوان وحتى الإسكندرية، لمناقشة هموم المواطن وتبسيط معانى الإسلام وإحياء القيم الإنسانية المهجورة فى حياة الناس، وبيان أهمية التراحم والتعاون والتكافل والتفاؤل والأمل وغير ذلك من القيم التى يحتاجها كل مواطن خاصة فى هذه المرحلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة