أكد المهندس طارق توفيق الرئيس الجديد للغرفة الأمريكية للتجارة بالقاهرة، على أهمية الاهتمام بقطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر باعتبارها أهم آلية فى نمو الاقتصادات العالمية.
وأشار توفيق فى أول تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، بعد توليه رئاسة الغرفة رسميًا خلفا لأنيس إكليمندوس الذى انتهت ولايته الثانية، أن الاقتصاد حاليًا بدأ يتخطى مرحلة الانكماش منذ 2011، مؤكدًا أن الواردات بدأت فى التناقص، وزادت الصادرات 20% خلال الخمس أشهر الماضية.
وطالب طارق توفيق بضرورة وجود عدد من الآليات الجديدة لزيادة الصادرات تعتمد على جذب الاستثمار فى المقام الأول، موضحًا أنه تلاحظ اتجاه عدد من الشركات متعددة الجنسيات لنقل خطوط إنتاجهم من دول أخرى إلى مصر، لأن تكلفة الإنتاج أصبحت أرخص عن أى مكان آخر بعد تحرير سعر الصرف .
وأضاف أن بعض الشركات تعثرت خلال فترة ما بعد تعويم الجنيه، نتيجة السحب على المكشوف بالدولار، وأيضًا نتيجة سوء تقدير لتكاليف الإنتاج، دون مراعاة ظروف السوق وقتها، ودون مراعاة سعر الدولار فى السوق الموازى، معتبرًا أن الاقتصاد تخطى مرحلة الصدمة ومستعد للانطلاق بشكل كبير.
وأوضح المهندس طارق توفيق، أن بعض الشركات تعرضت لظلم، خاصة الشركات التى لا تستطيع تدبير العملة من السوق الموازية فى ذلك الحين، وكذلك عدد من الشركات الكبيرة والتى كانت مرتبطة بتعاقدات ملزمة مع القطاع الحكومى.
وحول عودة العمل بنظام المناطق الحرة الخاصة، أشار طارق توفيق إلى أن المناطق الحرة الخاصة تصدر سنويًا بما قيمته قرابة 2 مليار دولار، بخلاف الاستثمارات القائمة وآلاف فرص العمل فى تلك المشروعات، معتبرًا أنه بحساب ما تدفعه المناطق الحرة الخاصة للدولة نجد أنه لا يتعدى كثيرًا عن ما تم دفعه من ضرائب.
وحول اعتراض وزارة المالية على استمرارها بسب عمليات التهريب، لفت إلى ضرورة اللجوء إلى تشديد الحراسة والمراقبة، لمنع دخول المنتجات المهربة إلى السوق المحلية والردع حال ضبط عمليات تهريب .
وأشاد رئيس الغرفة الأمريكية بالجيش المصرى ودوره الأساسى فى استقرار البلاد، قائلًا : أن "الجيش المصرى هو جيش وطنى وليس جيش نخبة، وهو جيش الشعب الذى قاد البلاد لبر الآمان، ولا يوجد اقتصاد فاعل أو استثمار بدون أمن وأمان واستقرار"، كما أشاد أيضًا بالدور الكبير للجهِاز المركزى للتعبئة والإحصاء وما يصدره من مؤشرات ومعلومات اقتصادية، موضحًا أنها تحتاج إلى جهود كبيرة للتعامل معها وتحليلها، والمطلوب استغلال تلك البيانات بشكل أكثر فاعلية .
وحول الاستثمارات المتوقعة المقبلة، قال إن الاستثمار "قادم لا محالة"، خاصة أن السوق المصرى كبير وواعد، ولكن من المهم جذب الشركات الصغيرة والمتوسطة لدورها فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة، مؤكدًا أن اقتصادات أمريكا وأوروبا نمت على الصناعات الصغيرة والمتوسطة .
وأشار إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمصر تعانى من الروتين والبيروقراطية بشكل كبير، ما يحول دون دمجها فى الاقتصاد الرسمى، ولابد من تقديم تسهيلات لهم ومنحهم الآمان وعدم محاصرتهم بالبيروقراطية والإجراءات المعقدة بما يضمن دخولهم إلى الاقتصاد الرسمى.
وأضاف طارق توفيق: أن "نحو من 50 إلى 60% من الاقتصاد يعتبر اقتصاد غير رسمى، طبقًا للعديد من التقديرات الدولية، وهى نسبة مرتفعة، ويحتاج إلى دمجه بشكل متسارع"، معتبراً أن كل القائمين عليه لديهم قدرات إبداعية كبيرة ونحتاج إليهم، ويمكن تحفيزهم من خلال مزايا هى بالفعل موجودة لكنها غير مستغلة، مثل العديد من برامج تدريب العمالة، والقروض الميسرة والمدعمة، ومبادرات دعم الصادرات.
وأوضح أن قطاعات عديدة ناجحة بشكل كبير من خلال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، مثل الكلابس والأغذية بالإضافة إلى القطاع الزراعى، موضحًا أن الغرفة نفذت أكثر من 35 بعثة طرق أبواب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ساهمت بشكل كبير فى توضيح ما يحدث فى مصر، خاصة على المستوى الاقتصادى، وتمكنت من تهيئة مناخ ملائم لجذب الاستثمار الأمريكى إلى مصر وتدعيم العلاقات المشتركة بين البلدين.
واختتم حديثه قائلًا : أن "الجانب المصرى يتعامل مع الجانب الأمريكى كشريك استراتيجى هام فى منطقة الشرق الأوسط، وأمريكا تتعامل مع مصر من هذا المنطلق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة