سيطر الهجوم الإرهابى الذى استهدف مدينة مانشستر البريطانية، على الصحافة العالمية، اليوم الخميس، فى ظل تواصل التحقيقات وفرض حالة الحذر الأمنى لأعلى درجة. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن تحقيقات الهجوم، الذى أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة العشرات، سوف تمتد إلى ليبيا، حيث تم اعتقال اثنين من أقارب مرتكب الهجوم سلمان العبيدى، الانتحارى البريطانى الليبى.
وتشير التطورات إلى أن العبيدى كان جزءا من مؤامرة أوسع وأكثر تطورا، ما كان يعتقد فى البداية، حيث بات التوصل على أصل القنبلة أولوية فى البلاد التى تعانى جراء الهجوم الأسوأ منذ أكثر من عقد.
وبحسب تفاصيل جديدة حول القنبلة، استنادا على صور من موقع التفجير، فإن العبوة الناسفة ربما قام العبيدى بدسها فى حقيبة ظهر زرقاء، وأن العبوة تم صنعها بدقة لإحداث أضرار كبيرة. واستهدف العبيدى حفلا فى مدينة مانشستر البريطانية، الاثنين الماضى، حيث قام بتفجير نفسه وسط الحفل ما أسفر عن مقتل 22 بينهم أطفال وأصيب أكثر من 60 شخصا.
وأفاد موقع " Conservative Review" الأمريكى المحافظ إن المعهد الإسلامى الذى تردد عليه لفترة طويلة سلمان العبيدى، منفذ هجوم مانشسر، له صلات عميقة على ما يبدو مع تنظيم الإخوان العالمى، الذى تم إدراجه على قوائم المنظمات الإرهابية فى العديد من الدول، ليس من بينها الولايات المتحدة.
وأشار الموقع إلى أن مسجد "ديدسيرى" الذى يعرف أيضا باسم المركز الإسلامى فى مانشستر، يوظف قيادة عليا على صلة مباشرة بالإخوان. وقال تقرير لموقع مراقبة الإخوان عالميا إن إمام المسجد مصطفى عبد الله جراف، على صلة بالتنظيم الذى يترأسه يوسف القرضاوى الزعيم الروحى للإخوان. وفضلا عن ذلك، فإن المسئول عن قسم الشريعة بالمسجد ويدعى سالم الشيخى، عضو فى مؤسسة أخرى تابعة للإخوان يقودها القرضاوى.
وعلى جانب آخر قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن وثيقة سرية يقول المسئولون الأمريكيون إنها لعبت دورا أساسيا فى معالجة مدير الإف بى آى السابق جيمس كومى للتحقيق الخاصة بقضية البريد الإلكترونى لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، طالما اعتبرت داخل مكتب التحقيقات الفيدرالية أنه لا يمكن الوثوق بها، وربما تكون مزيفة، بحسبما أفاد أشخاص مطلعون على محتواها.
وأوضحت الصحيفة أنه فى خضم السباق التمهيدى لانتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضى، تلقى "الإف بى آى" ما يوصف بأنه وثيقة للاستخبارات الروسية تزعم أن وجود تفاهم ضمنى بين حملة كلينتون ووزارة العدل حول التحقيق فيما كان قد كشف عمدا معلومات سرية باستخدامها سيرفر خاص لبريدها الإلكترونى.
الصحف البريطانية
وكشف الصحافة البريطانية عن مزيد من التفاصيل الخاصة بالهجوم حيث قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن صورة رجل مسلم وهو يواسى امرأة يهودية مسنة بعد حادث مانشستر الإرهابى فى بريطانيا الثلاثاء الماضى، تظهر مدى التضامن والوحدة فى المدينة بعد مصرع 22 شخصا فى الهجوم الذى استهدف حفل موسيقى.
وجاء صديق باتل وقام بمواساة رينيى راشيل بلاك، التى كانت منزعجة بشكل واضح وقام بالصلاة بجوارها إلى جانب عرض الزهور فى ساحة ألبرت، حيث أقيمت وقفات من أجل ضحايا الحادث المروع. ثم ساعدها وأمسك بيدها وقام بحمل الكرسى الخاص بها فى اليد الأخرى.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "الإندبندنت"، إنها علمت من الشرطة وأجهزة الأمن أنهم عثروا على مواد تصنيع القنابل التى يمكن أن تستخدم فى شن هجمات وشيكة، وذلك خلال المداهمات الواسعة التى أعقبت حادث مانشستر. وقد انفجرت عبوة ناسفة فى انفجار محكم، وقالت المصادر الأمنية إن هناك احتمال حقيقى بأن يكون هناك مواد أخرى لم يتم العثور عليها بعد.
وفيما يتعلق بتصريحات أمير قطر، تميم بن حمد آل ثان، قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، إن التوترات تتصاعد بين قطر وجيرانها فى الخليج العربى بشأن التصريحات المثيرة التى أدلى بها الشيخ تميم والتى نفتها الحكومة القطرية فيما بعد بزعم تعرض وكالة الأنباء القطرية لقرصنة إلكترونية.
وأضافت الصحيفة أن العلاقات بين قطر وجيرانها تعانى توترا حيث ترى دول الخليج القطريين قريبون جدا من الحركات الإسلامية التى تهدد الأنظمة فى بلدان المنطقة خاصة الإخوان، فضلا عن نظرتهم بريبة لقناة الجزيرة التى تمولها الحكومة القطرية.
وطالما كانت الدوحة على خلاف مع غيرها من الدول العربية بشأن دعمها لجماعة الإخوان، التى تصنفها كل من مصر والإمارات العربية المتحدة جماعة إرهابية، ولفتت الصحيفة إلى أنه فى 2014 قامت كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من الدوحة احتجاجا على الدعم القطرى للإخوان.
الصحف الإيرانية
وتناولت الصحافة الإيرانية أيضا تصريحات تميم والتى امتدح فيها إيران وأساء فيها لدول الخليج، وهاجمت الصحف المتشددة الإيرانية المملكة العربية السعودية، وقالت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثورى، فقاعات قمة الرياض فجرتها قطر، فى إشارة للقمة الإسلامية التى أدانت سياسات طهران.
وقالت الصحيفة، يبدو أنه هناك اختلاف فى الرأى بين الدول العربية تجاه كيفية التعامل مع طهران، مشيرة إلى اتهام طهران فى القمة الإسلامية بدعم الإرهاب. وأضافت، رغم مساعى السعودية لممارسة ضغوط إقليمية ودولية على إيران، إلا أن بعض الدول الخليجية، تؤكد على الارتقاء بالعلاقات مع إيران على حد تعبيرها.
الصحف الإسبانية والإيطالية
وأبرزت الصحف الإسبانية والإيطالية عدد من الموضوعات، أبرزها مطالبات فى روما بإعادة السفير الإيطالى لمصر فى أقرب وقت، واستمرار الأزمة الفنزويلية، وقلق الولايات المتحدة الأمريكية من امتلاك فنزويلا 5000 صاروخ روسى.
وتعالت أصوات الدعوة إلى إعادة العلاقات بين مصر وروما، وذلك فى مبادرة "الحقيقة من أجل ريجينى" لمرور 16 شهرا منذ مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر. ووفقا لصحيفة "لابيرسون أى ديجنينتا" الإيطالية فإن هناك العديد من الدعوات للإيطاليين تطالب بإعادة السفير الإيطالى إلى مصر فى أقرب وقت ممكن.
وأكدت الصحيفة أن السلطات المصرية تكرس جهودا كبيرة للوصول إلى المدان فى مقتل ريجينى.
وفى توتر جديد بين ألمانيا وتركيا بسبب الاستفتاء ومنع برلين إقامة مؤتمرات للدعاية لدستور الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ورد تركيا بمنع برلمانيين من دخول البلاد لزيارة القاعدة الجوية، قال أردوغان" إذا قررت برلين سحب قواتها من قاعدة إنجيرليك الجوية فإن تركيا ستقول "مع السلامة".
ووفقا لصحيفة "تيرا" الإسبانية فإن العلاقات بين البلدين تشهد توترا كبيرا بسبب رفض تركيا السماح لنواب ألمان بزيارة قوات ألمانية فى قاعدة أنجيرليك الجوية.
وأوضحت الصحيفة أن قاعدة أنجريليك التى تعنى باللغة التركية شجرة التين ورقة جديدة فى أيدى أردوغان يستخدمها لابتزاز ألمانيا، ومن المرجح أن يؤدى إلغاء هذه الزيارة إلى زيادة تأزم العلاقات بين البلدين الشريكين فى حلف شمال الأطلسى، وذلك بعد أن أعربت برلين عن "أسفها" لإلغاء هذه الزيارة، ما يتوافر معه دليل جديد على التوتر القائم بين ألمانيا وتركيا، ويتمركز نحو 250 جنديا ألمانيا فى إنجيرليك، حيث يسهمون فى قتال تنظيم داعش الإرهابى ضمن تحالف تقوده الولايات المتحدة.
أما عن فنزيلا، فقد أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها إزاء الأوضاع فى فنزويلا، وأيضا عن امتلاك فنزويلا أكبر مجموعة أسلحة فى أمريكا اللاتينية من 5000 صاروخ من أصل روسى.
ووفقا لصحيفة "الدياريو" الإسبانية، فإن فنزويلا تمتلك أكبر ترسانة أسلحة فى أمريكا اللاتينية، وهو ما يثير قلق واشنطن، خاصة فى الوقت الذى تشهد فنزويلا احتجاجات عنيفة ضد الرئيس نيكولاس مادورو، والتى أسفرت عن مقتل أكثر من 60 شخصا فى خلال 54 يوما.
وأشارت الصحيفة إلى أنه أصيب أكثر من 60 شخصا أمس، الأربعاء فقط، أثناء المظاهرات المناهضة لمادورو، فى شوارع منطقة باروتا فى عاصمة فنزويلا كاراكس، وأكدت بلدة منطقة باروتا، أن من المصابين عضو فى البرلمان الفنزويلى، حيث جرى تقديم المساعدة لكافة الإصابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة