عادت إلى منزلها مع نجلتها الكبرى، لتدخل بيتها الكائن بعقار سكنى قديم بمنطقة كرداسة، وتوجهت إلى غرفة النوم للاطمئنان على طفلتها الصغرى "ريتاج" فوجدتها غارقة فى النوم، حاولت إيقاظها لإطعامها إلا أن زوجها منعها من ذلك، متعللاً بأن الطفلة تلهو وتلعب طوال النهار وتحتاج إلى الراحة، وفى صباح اليوم التالى حاولت إيقاظها إلا أنها لم تستيقظ، واكتشفت فى تلك اللحظة أن ابنتها فارقت الحياة.
قرر والد الطفلة دفنها دون إصدار تصريح بالدفن، خاصة أنه لم يوثق مولدها بشهادة ميلاد مسجلة بقطاع الأحوال المدنية، ما جعل والدة الطفلة "شيماء.ب" تشك فى الأمر، وأخذت تعود بذكرياتها للخلف فتتذكر كيف كان زوجها يعامل طفلتها، وكيف أنه طلب منها فى بداية حملها إسقاط الجنين، متعللاً بعدم قدرته على توفير اعتمادات مالية لها ولنجلته الكبرى، تذكرت حينما تركت منزل الزوجية، ورحلت إلى بيت أسرتها بعد مشاجرة عنيفة نشبت بينهما لاعتراضها على إسقاط الجنين، وحينما أنجبتها رفض تسجيلها باسمه.
كل تلك الأحداث جعلت "شيماء" تشك فى أن يكون زوجها قد قتل طفلتها الصغيرة "ريتاج"، خاصة أنها تعانى من مرض مزمن فى أعصاب القدم، ما جعلها فى حاجة إلى علاج مستمر، ومبالغ مالية كبيرة هو لا يستطيع تغطية نفقاتها، ربطت كل تلك الخيوط التى تجمعت إليها فى لحظة واحدة ببعضها البعض، وغلفتهما بمعاملة الأب السيئة للطفلة واعتياده ضربها بشكل مبرح، وفى لحظة غضب حينما تذكرت طفلتها الصغيرة وكادت الدموع تنهمر من عيناها واجهته بما يجول فى خاطرها، واتهمته بقتل الطفلة، فنهرها وتعدى عليها بالضرب وحبسها داخل الشقة رافضاً خروجها، وهددها بالقتل.
استطاعت "شيماء" الهرب من المنزل وتوجهت إلى قسم الشرطة وحررت بلاغاً اتهمت فيه زوجها بقتل طفلتها الصغيرة "ريتاج"، وقالت أمام المستشار مصطفى توفيق رئيس نيابة كرداسة، إنها يوم وفاة طفلتها اصطحبت نجلتها الكبرى وذهبت إلى الكوافير، وتركت الطفلة مع والدها ووالده وشقيقاته، وعندما عادت سألت الأب عنها فاخبرها أنها نائمة وطلب منها عدم دخول الغرفة، ومع حلول الليل أخبرها زوجها أنه سينام بجانب الطفلة فاستغربت لذلك، إلا أنها وافقت، وفى صباح اليوم التالى فوجئت بابنتها متوفاة، وبفحص جسدها تبين لها وجود خدوش بالظهر وكدمات بالصدر، وعليه صدر قرار من النيابة باستخراج جثة الطفلة الصغيرة لتشريحها وبيان سبب وفاتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة