وائل السمرى

مفسدة مكبرات الصوت

الثلاثاء، 23 مايو 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعلك تذكر سلسلة المقالات التى هاجمت فيها الدكتور «مختار جمعة»، وزير الأوقاف، حينما قرر أن يعمم خطبة الجمعة ويجعلها مكتوبة يقرأ هذا الشيخ ما يقرأه ذاك، ويستشهد هذا الإمام بما استشهد به آخر منذ دقيقة، ووقتها قلت إن هذا الأسلوب فى التعامل مع الأئمة والوعاظ لا يصب فى مصلحة الدين أو الدولة، لكنه يصب فى مصلحة الجمود العقلى والجفاف الفكرى والفقر المعرفى فحسب، لكنى مع هذا لا أخفى عليك أننى فى غاية الدهشة من تلك الحملة المسعورة التى يتعرض لها «جمعة» بعد قرار منع مكبرات الصوت فى صلاة التراويح التى تستمر فى بعض المساجد لساعات طويلة، بل إن الكثير من المساجد تكاد توصل التراويح بالتهجد بالفجر، فيصبح المقيمون بجوار المساجد فى حالة ضيق شديد.
 
بكل صراحة ووضوح، أنا لا أفهم ما الأساس الذى يرتكن إليه المعارضون لهذا القرار، فلا وجود لمكبرات الصوت فى قرآن أو سنة أو إجماع، كما أنها تتعارض مع مبدأ المصالح المرسلة، وتعارض الكثير من القواعد الفقهية وأشهرها قاعدة «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع» وإن نظرنا إلى المبادئ المدنية لوجدنا أن مثل هذه المكبرات تنتهك الحقوق وتفسد أوقات الليل التى يخلد فيها الجميع للراحة، وإذا نظرنا إلى المبادئ الدينية فسنجد أن مبدأ الرحمة مقدم على ما عداه من مبادئ، وقد أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالتخفيف على الناس وعدم إيذائهم بالإطالة فى مدة الصلاة «فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة» فما بالنا بمن هم خارج المسجد، بالإضافة إلى هذا فإن الإلحاح على الناس بترديد الآيات والتكبيرات عبر مكبرات الصوت يسىء إلى الإسلام نفسه، فهذا الإلحاح يولد الضيق والضجر، وهو موضع لا يليق بالإسلام ولا يوفر للقرآن القداسة المطلوبة.
 
كل هذا فى جانب وأصوات الأئمة الذين يقرؤون القرآن بأصواتهم النافرة فى جانب آخر، وفى الحقيقة فإن مسألة صوت المؤذن أو القارئ هذه مسألة فى غاية الأهمية، لأنها قد تنفر مما يسمع وقد تقرب الناس إليه، وهو أمر أدركه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاختار أعذب الأصوات لأداء الأذان، كما وضع عذوبة الصوت كأحد الشروط الواجب توافرها فى الإمام، وفى الحقيقة فإن هذا الأمر هو ما يجب أن تنتبه إليه وزارة الأوقاف لتقدم الإسلام فى أبهى صورة وترحم المسلمين ممن يسيئون إلى الكون كله بأصواتهم المزعجة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة