أحمد إبراهيم الشريف

المجد للشيطان.. يحدث فى فرنسا ونيجيريا

الثلاثاء، 23 مايو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يفتتح الشاعر الكبير أمل دنقل قصيدته الشهيرة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة» بقوله «المجد للشيطان معبود الرياح/ من قال لا فى وجه من قالوا نعم»، وبالطبع يعجبنا هذا الشعر لأن محوره بطل ضحى بحياته من أجل الإنسان، لكن فى فرنسا ونيجيريا، هناك شىء غريب يحدث يؤكد أن العالم يفقد عقله.
 
ففى فرنسا يستعدون لافتتاح كنيسة للشيطان فى شهر أكتوبر المقبل، وهى الأولى من نوعها فى العالم، حدث ذلك بعد انتشار عريضة تم تداولها على شبكة الإنترنت منذ فترة طويلة، جمعت أكثر من 236 ألف توقيع يطالبون، بشكل رسمى، بافتتاح كنيسة للشيطان على الأراضى الفرنسية، علمًا بأن هذا المشروع حصل على موافقات من مختلف السلطات الرسمية فى البلاد.
 
 وفى نيجيريا.. يثير الكاهن تى بى جوشوا، المعروف بـ«طارد الشياطين» نوعًا من الجدل داخل الحكومة النيجيرية، بعدما قرر أن ينقل مركزه العالمى لطرد الأرواح الشريرة من نيجيريا إلى ضفاف بحيرة طبريا فى فلسطين المحتلة.
الحكومة النيجيرية لا تريد لـ«جوشوا» أن يترك البلاد لكونه شخصية رئيسية فى مجال القطاع السياحى فى نيجيريا، فهو معروف كساحر مسؤول عن 60٪ من القطاع السياحى فى نيجيريا، وهناك نحو 50 ألف شخص يشاركون فى مراسم إبعاد الشياطين التى يجريها «جوشوا» فى مركزه العالمى فى نيجيريا أسبوعيًا، كما يشاهد مئات الآلاف عبر شاشات التلفاز فى المنازل المراسم المتبعة، والبركات التى يوزعها الكاهن النيجيرى على تابعيه الذين يصلون إليه من كل أنحاء العالم.
 
هل رأيتم ما نحن فيه، وكيف ينتشر التفكير الغريب الذى ينحى العقل بعيدًا، ويفرض ثقافته التى تقتل المنطق تمامًا، وتعود بنا إلى عصور الظلام الأوروبية والحكايات القديمة، حيث كانت صكوك الغفران هى وسيلة رجال الكنيسة للتحكم فى عباد الله؟
 
وبغض النظر عن الحكومات وموقفها، ففى فرنسا ينطلقون من مذهب الحرية، وفى نيجيريا يتحركون من باب المصلحة والسياحة، لكن هل لاحظتم الأعداد التى تقف وراء الأحداث هناك؟، ففى حالة كنيسة الشيطان الفرنسية نحو 236 ألف شخص طالبوا ببناء هذه الكنيسة بشكل رسمى، بينما فى نيجيريا 50 ألف إنسان كل أسبوع يذهبون إلى هذا المركز الغريب.
 
كلما ظننا أن العقل الإنسانى يتحرك للأمام، وأنه يستفيد من تاريخه الطويل، يضعنا الواقع فى حجمنا الطبيعى، وتصدمنا الحقائق، وتجعلنا نكتشف أننا ندور فى حلقة مفرغة، وأننا نسعى دائمًا نحو نقطتنا الأولى «البدائية» ليقول بعضنا «المجد للشيطان».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة