كرم جبر

الأزهر هو الحل!

الثلاثاء، 23 مايو 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استعادة الوعى هى أقصر طريق لمقاومة الإرهاب، وضرب عمليات سرقات العقول، فمن يصدق ويؤمن فى القرى والأرياف بأن الجن هو من يقوم بحرق بعض المنازل، بسبب قيام أحد الأشخاص بالتنقيب عن الآثار، مما دفع حراس المقبرة الروحانيين للانتقام من الأهالى بحرق منازلهم، يكون سهلا إقناعه بالإرهاب لدخول الجنة، وتملأ عقله بالعبوات الناسفة، وأن الجن يمكنهم غزو القرية، معلنين الحرب على سكانها، على طريقة أفلام حرب النجوم، كما حدث فى إحدى قرى الصعيد الأسبوع الماضى، حيث تهبط كائنات غريبة من الفضاء، لتأديب أهل الأرض، ولم يصدقوا ما قاله الدكتور أحمد كريمة فى حالات مشابهة، بأن روث البهائم الذى يخزنه الأهالى فى بيوتهم لاستخدامه كوقود هو السبب.
 
 من يؤمن بذلك يقدم عقله «تسليم مفتاح»، للخرافات والشعوذة والدجل والنصب والاحتيال، ويكون سهلا إقناعه بأن حزام الديناميت هو باقة من الزهور، فينتشر المشعوذون الذين يقومون بذبح جوزين حمام زغاليل، فوق بطن المريض لشفائه من فيرس سى، جنبا إلى جنب صناع الموت، ويسلم الأهالى ابنتهم المريضة نفسيا لدجال يقوم باغتصابها وضربها حتى الموت، فتخرج روحها من جسدها ولا تخرج العفاريت، وبعدها فقط يدركون أنهم سلموا روح ابنتهم وجسدها للشيطان، ولكن بعد فوات الأوان، ويهلل المخدوعون والبسطاء للدجالين، وهم يخرجون الجن مكبلين بالسلاسل فى طوابير أمام أهالى إحدى فرى الصعيد، دون أن يرى الأهالى عفريتا واحدا يخرج أمامهم، فكل شىء يجرى بالإيحاء والتنويم العقلى، والجهل المستوطن فى العقول والأفكار.
 
الجهل أقصر طريق للإرهاب!
من يؤمن بذلك من السهل إقناعه بلف حزام ديناميت حول خصره، وتفجير نفسه فى كمين شرطة فيه عساكر غلابة، قد يكون بعضهم من أبناء قرى الجن، وهيا أيها الاستشهادى فجر نفسك، فأنت أمام أبواب الجنة وعلى موعد مع حور العين، المنتظرات على أحر من الجمر، ولا أتصور أن إنسانا يقدم على التخلص من حياته، إلا إذا كان موعودا بحياة أفضل.
 
إنهم نفس عينة البشر الذين تكاثروا بشكل كبير فى حكم الإخوان، فكانوا يصلّون الفجر وراء سيدنا جبريل، ويطوفون بملابس الإحرام حول مدرسة عبدالعزيز جاويش لأداء مناسك العمرة ولا يدرى أحد إذا كان هؤلاء، الذين جاءوا من قرى الجن والعفاريت، يؤمنون بما يفعلون أم يستهبلون، وهل نحن أمام حالة مستعصية من غيبوبة العقول، أم توظيف الدين فى تخدير الوعى والتفكير؟
 
الأزهر الشريف هو الحل!
لن تنهض مصر ولن يعلو شأنها، إلا إذا تسلح شعبها بالاستنارة والضمير، وتحررت العقول من الخرافات والأباطيل، وساد خطاب دينى يحترم الفكر المستنير المستمد من صحيح الإسلام، وينشر الوسطية والمحبة والتراحم والتسامح، وهذا يقتضى رفض محاولات تغييب الوعى، وتنقيح العقول من تيارات الجهل، وتنقيتها من الغيبيات والتركيز على الجانب الأخلاقى، والوصول بالخطاب الدينى الإسلامى للمستوى الذى يتواكب مع مقتضيات العصر.
 
الأزهر الشريف هو الحل، شريطة أن ينفض عن ثوبه غبار الانغلاق، فلم يكن يوما إلا منارة تهتدى بها الأمة فى عصور التدهور، والتجديد ليس عيبا ولا انتقادا ولا انتقاصا، فحين تتطهر المناهج من التشدد، ترتقى العقول إلى مكارم الأخلاق، وتكون بدايات طيبة، لخلق جيل جديد من أهل الدعوة، يملأون الفضاء فكرا إسلاميا صحيحا، يلم شمل الأمة، ويصحح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.
 
كهنة الإرهاب وأولاد الفقراء!
كهنة الإرهاب يبعثون أولادهم لأمريكا وأوروبا، ليتمتعوا بالحياة ويحصلون على جنسيات تلك الدول ويتزوجون أجنبيات، ويرسلون الشباب الغلابة المخدوعين إلى جهنم، ويقتلوا فى عمليات انتحارية دنيئة تحت شعار الجهاد والاستشهاد ودخول الجنة وحور العين، وبدلا من أن يسلحوهم بالعلم ليصبحوا مهندسين وأطباء، يبنون أوطانهم ويخففون آلام المرضى، يزرعون أجسادهم بأكاليل الديناميت والمتفجرات، لتحصد أرواحا ليس لها ذنب ومسالمين أبرياء، والنموذج الحى هو «عبد الله الرشيد» السعودى الذى قتل خاله رجل الشرطة فى الرياض منذ عدة شهور، بحزام ناسف لفوه حول جسده، فتحول جسده النحيل إلى قطع متناثرة فى الهواء، وفجر خاله الذى يتولى تربيته هو وأمه بعد انفصالها عن والده، واستخدم السيارة التى اشتراها خاله لوالدته، ويا مصيبة الأم التى قُتل أخيها بيد ابنها، وكتب عليها العذاب والكراهية والشقاء.
 
ذئاب متوحشة ترتوى بالدماء!
هذه هى هداياهم لأبناء وطنهم، ولا فرق بين إرهابى يعبث بعقول الشباب فى الرياض، وآخرين يعيشون فى مصر والعراق وسوريا وليبيا، جميعهم صنف واحد، ذئاب متوحشة لا ترتوى إلا بالدماء، ويعشقون الموت والدمار والخراب، ويبحثون عن أمجادهم الزائلة فوق الجثث والقنابل والمتفجرات، وكأنهم خلقوا فى الحياة لصناعة الموت وإفساد الفرحة وشقاء الناس، واحتفل المسلمون فى دول الجحيم العربى بالأعياد فى الجنازات والمقابر والسرادقات، ولسان حالهم يقول: امنعوا الفرح وانشروا الأحزان.
 
لا يختلف ما يفعله الإرهابيون فى مصر عما يفعله المجرمون فى أى مكان، تكبيراتهم الخرطوش وقنابل المونة والشماريخ، فيسقط القتلى وتسيل الدماء، وحسم المصريون منذ دخول الإسلام مصر قضية الصراع المذهبى، وجميعنا مسلمون تكتسى ممارستنا للشعائر بالسماحة والهدوء وليس العنف والقسوة، ولما حاول مرسى وجماعته استنساخ الصراع السنى الشيعى فى مصر، اصطدم بحائط صد قوى، وأسرعت الدولة المصرية بالانتصار للقانون، فلا يمكن أن يترك مصير هذا الوطن للفوضى والقتل خارج القانون.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة