ألبوم صور لزوجة أمريكية "حامل" عارية يجذب رومانسية "السوشيال ميديا".. كيف تختلف نظرة الرجل الشرقى والغربى لـ"العرى".. برلمانى يرى الملابس سبب التحرش: "أول سؤال بسأله لأب ابنته اتخطفت كانت لابسه إيه؟"

- تأمل المرأة من واقع "الفراش" يحتاج اتساع أفق "شرقية"

- تجاهل عمق فى تفاصيل "المرأة" ورومانسيتها.. وحبها لذاتها وأنوثتها ظالم

قبل أن تقرأ هذه السطور.. هل تقبل أن تستمع إلى من يختلف بعض الشىء عن رأيك.. ندرك جيدا أنك رجل شرقى محاط بعادات وتقاليد شرقية، ربما لا تسمح لك بتأمل "عمق" صورة عارية، والهدف الكامن فيها، بل تكتفى بغلق عينيك، متجاهلا البحث عن ما وراءها، وقد تجعلك هذه العادات، ترفض قراءة فحوى السطور والهدف منها بمجرد أن ترى العناوين التى تعكس الفكرة المطروحة.

هل يمكنك أن تشاركنى العمق وتحليل التفاصيل الدقيقة قليلا!.. إذا كنت لا تفضل ذلك، فأدعوك للقراءة حتى من باب الفضول الذى قد يكون عاملا مساعدا لتجاوز بعض العادات بحثا عن العمق - الاحتمال يحتاج المجازفة فى كثير من الأحيان - أما إذا كانت إجابتك بـ"نعم"، فلنبدأ الآن.

هل تقبل أن تتصور زوجتك خلال فترة حملها عددا من الصور التى تبرز شكل جسمها والتغيرات التى تطرأ عليه خلال فترة الحمل.

لا تتسرع بالإجابة.

هل تقبل أن تنشر هذه الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا"، ليراها متصفحيها، ربما قبل أن تراها أنت!

أنت كرجل شرقى ستقول حتما، أو بنسبة تقترب من الـ90%‏  "لا طبعا".. فى موقف ليس مشابه، أثار النائب بدير عبد العزيز عضو مجلس النواب قضية التحرش بالمرأة، معتبرا أن ملابس المرأة سبب فى تعرضها للتحرش أو الاغتضاب!

النائب قال فى تصريحات نشرها "اليوم السابع" إنه يسعى لإعادة الانضباط الأخلاقى للمجتمع بعد موجة تقليد الغرب التى ضربت الشباب.. تصريحات نائب البرلمان تعكس وجهة نظر غالبية الرجال الشرقيين للمرأة، كيف يتأملونها كجسد مثير من واقع الفراش فقط، دون عمق فى تفاصيلها، رومانسيتها، حبها لذاتها وأنوثتها التى قد تخونها فى اختيارتها لملابسها فى محاولة منها للتعبير عن اعتنائها بنفسها وجمالها.

النائب يرى أن الفتيات يسعون لتقليد "أعمى" للغرب، لكنه تقاعس عن فهم مفهوم الغرب للمرأة بالأساس، فكان من الأولى أن يسعى هو لتقليد الغرب فى فهم عقل وعمق المرأة، دون اعتبارها وتحليل تفاصيلها.. دون أن يجتهد كثيرا فى سؤال أب اختطفت ابنته: "هى بنتك كانت لابسة إيه؟".

النائب لا يدرك أن غالبية حوادث الاغتصاب التى تناولتها المواقع الإخبارية مؤخرا كانت غالبيتها من أب لابنته، وعم لابنة شقيقه، وخال لابنة شقيقته..!

مساحة الأفق لابد وأن تتسع قليلا، كيف يكون لهذا النائب الذى اختاره عدد من الناخبين فى دائرته دورا فى التأكيد أن تدنى نظرة الرجل للمرأة هى السائدة، وليست الملابس المتهم الأول.

على النقيض تماما، حدث بالفعل.. قصة صحفية مصورة تناولها موقع Buzzfeed، عن امرأة متزوجة من أحد جنود القوات الجوية الأمريكية.. طبيعة عمل زوجها فرضت عليه أن يكون بعيدا عنها طوال فترة حملها، ففكرت.. ماذا تفعل لتوصل رسالة رومانسية لزوجها تشعره من خلالها أنه يشاركها لحظات سعادتها انتظارا لمولودهما القادم.

الصور المرفقة بالقصة تبرز جسد "فيرونيكا".. بالتأكيد لا يمكن إخفاء تغيراته خلال فترة الحمل، خاصة أنها ارتدت فيها مجموعة الأزياء التى تتعمد بها إظهار أنوثتها وحملها فى آن واحد.

فى جلسة التصوير التى التقطتها المصور جنيفر مكماهون مصور بولاية فلوريدا، اقترحت "فيرونيكا" أن ترتدى إحدى سترات زوجها، واقترحت أيضا أن يستخدم المصور التكنولوجيا المتاحة بشأن إمكانية تكوين صوره يظهر فيها زوجها وكأنه يلمس "جنينها" ليشاركها لقطاتها التذكارية.

الحفاوة على السوشيال ميديا بالصور، ووصولها لأكثر من مليون شخص، ووصفهم لها بأنها أكثر "عاطفية ورومانسية"، وسعادة الزوجين بها، مقارنة بتصريحات نائب البرلمان حول ملابس المرأة، تطرح عددا من التساؤلات حول اختلاف مفاهيم العرى بين الثقافات واختلاف نظرة الرجل للمرأة - رغم اختلاف الموقفين - لماذا لا يخجل الرجل الأمريكى أو الغربى عموما من صورة تكشف من جسد زوجته؟.. وكيف يرى الرجل الشرقى المرأة.

كيف لا ينظر الغرب إلى البكينى والفساتين عارية الظهر والمينى جيب، باعتبارها مجرد ملابس مثيرة فحسب، لكن إلى العقل الذى اعتلى هذا الجسد.. ما الذى يفكر فيه.. كيف يفسر ارتداء ملابس عارية لتوصيل رسالة عاطفية جذبت قلوب آلاف من المتابعين، كيف أثرت فى قلب وعقل الشخص المقصود بالرسالة!

لماذا نجتهد نحن فى نقد ملابس المرأة عارية أم محتشمة قصيرة أم لا.. تناسبها أم أن ارتداء لون آخر كان سيكون أفضل بكثير.. ماذا تقول وماذا قالت، لماذا ارتفع صوت ضحكتها هنا! .. الأمر يحتاج مزيدا من الانفتاح فى العقول والعمق فى التفكير، والنظر للمرأة بعين أخرى.