فسر محمد جاد الزغبى الباحث فى شئون حركات التيارات الإسلامية، والمتخصص فى شئون الشيعة، الخلاف الذى حدث بين قيادات الشيعة حول صلاة التراويح، يرى يرى فريقًا منهم غير موجودة فى الإسلام بينما يرى فريقا آخر بأنها سنة مؤكدة عن رسول الله، مشيرًا إلى أن هذه الخلاف الهدف منه تشويه الصحابة وعلى رأسهم "عمر بن الخطاب" ثان الخلفاء الراشدين.
وقال "الزغبى": "مشكلة الشيعة ليست مع التراويح، بل مع عمر بن الخطاب والصحابة رضى الله عنهم، مضيفًا فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "مع اقتراب شهر رمضان المعظم خرجت بعض أقوال الشيعة الفقهية التى تنكر صلاة التراويح كسنة مؤكدة عن النبى عليه السلام، ويخطئ كل من عالج هذا الأمر إذا نظر له على أنه مسألة فقهية، فحرب الشيعة على صلاة التراويح وعلى بعض الثوابت لا علاقة لها بالفقه وأصوله وإنما هو موقف عقائدى بحت يرجع لموقفهم الراسخ من الصحابة رضى الله عنهم ومن عمر بن الخطاب رضى الله عنه تحديدا الذين يسعون لتشويه.
وأضاف "الزغبى": "لولا ارتباط صلاة التراويح باسم عمر بن الخطاب لأجازوها واعتبروها سنة مؤكدة بلا خلاف، والتراويح كسنة مؤكدة ثابتة عن النبى عليه السلام وكان يصليها بمسجده ويأتى من شاء من الصحابة فيلحق به فإذا كثر الناس خلفه كان يقوم إلى بيته ثم يعود إذا انفض الناس ويفعل هذا مرارا لهدف واحد وهو ألا يجعلها بعده فى مقام الفرض المفروض وليبين للناس على أنها سنة".
وتابع: "أى أنها سنة نبوية لا علاقة بأحد غير النبى عليه السلام، فلما جاء عهد عمر بن الخطاب وانتشر الناس فى رمضان يؤدونها فرادى وفى جماعات كثيرة متعددة فى المسجد النبوى، هنا جاء دور عمر وسر ارتباط اسمه بصلاة التراويح حيث أمر الناس أن تجتمع على إمام واحد فى المسجد لصلاة التراويح بدلا من جماعات متفرقة يشوش بعضها على بعض، وعمر رضى الله عنه هنا طبق مبدأ أصوليا جازما فى الشريعة وهو مبدأ الحرص على ( الجماعة ) ونبذ التفرق , وهو أحد أصول الإسلام الأصيلة، ومنذ ذلك اليوم صارت صلاة التراويح تؤدى خلف إمام واحد لكل مسجد , فاعتبرها الشيعة أمرا ملتصقا بعمر رضى الله عنه، لا بالشرع".
وأردف: "بطبيعة الحال حاربوها لهذا الارتباط متجاهلين أن عمر جمع الناس على إمام واحد امتثالا لأمر الشرع نفسه، هذا فضلا على إجماع الصحابة بالرضا لما فعله عمر مما يكسب الأمر حجية الإجماع فقها بلا أى خلاف من أى عالم سنى على مر التاريخ، لكن كما قلت الأمر عند الشيعة لا علاقة له بأحكام الفقه أصلا وإنما كل فتاواهم الفقهية نابعة من موقف عقيدتهم الرافضية القائمة على عنصرين أساسيين، الأول: "انتهاك حرمة الصحابة أجمعين والتنقص من قدرهم وأفعالهم وحتى تاريخهم وفضلهم فى نشر الإسلام، والثانى: "الترصد والتربص العنيف بشخصيات محددة فى الصحابة وفى أبطال الإسلام يعتبرون كراهيتها من أصول عقيدتهم وعلى رأس هؤلاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأبى بكر من قبله، وذلك باعتبارهم من أسقطوا دولة وإمبراطورية فارس المجوسية، التى يدين الشيعة بالولاء لها حتى اليوم، وأيضا يمقتون بشدة الخليفة العباسى هارون الرشيد الذى قضى على نفوذ البرامكة الفرس الذين تحكموا بالخلافة فى عهده وأنهى سطوتهم، وكذلك صلاح الدين الأيوبى لكونه الرجل الذى قضى على الدولة العبيدية فى مصر وحرر القدس".
وتابع: "ولكن لا توجد شخصية يحملون لها الغل قدر كراهيتهم لعمر بن الخطاب رضى الله عنه، حتى أنهم اتخذوا مواقف عقائدية وتاريخية أقرب إلى الجنون بسبب هذه الكراهية، ولم يقتصر الأمر على تحريم صلاة التراويح أو إعادة إباحة زواج المتعة فحسب، بل أن موقفهم من المسجد الأقصى ـــ الذى حررته جيوش الإسلام بعهد عمر ـــ يوضح لنا كيف أنهم يبرمجون مذهبهم على كراهيته فالثابت لدى الشيعة ـــ كعقيدة ـــ أن المسجد الأقصى لا يوجد على الأرض أصلا , وأنه مسجد فى السماء كالبيت المعمور ولا وجود له فى القدس".
وتابع "الزغبى": "وما فعلوها هذا وخالفوا صريح القرآن والسنة إلا لأن عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبى يحملون شرف تحريره من زنادقة الرومان والصليبيين، ولعل هذا الأمر يفسر لنا كثيرا من الكراهية المتعمدة المبثوثة فى إعلامنا وعلى لسان بعض مفكرى هذه الأيام تجاه عمر وصلاح الدين وغيرهم من أبطال الإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة