باحثون يطورون تقنية جديدة للتحكم فى مستويات السكر بالدم

طور باحثون صينيون تقنية جديدة للتحكم فى نشاط الخلايا الحية داخل أجسام الحيوانات، من خلال أوامر يصدرها تطبيق على الهواتف الذكية. واستخدم هذا المزيج من علم الأحياء والتكنولوجيا للتحكم فى مستويات السكر فى دم فئران مصابة بمرض السكر، ويمكن تطبيق هذه الفكرة فى التعامل مع عدد كبير من الأمراض، وكذلك العلاج بالعقاقير المختلفة، حسب ما جاء فى دورية "ساينس ترانسلاشنال ميديسن" الأمريكية.

ووفقا لموقع "بى بى سى" فقال الباحثون إن الخطوة الأولى فى استخدام تلك التقنية هى تحويل الخلايا العادية إلى ما يشبه المصانع الحية لإنتاج العلاج اللازم، ثم تعدل هذه الخلايا باستخدام الهندسة الوراثية لإنتاج العقاقير التى تتحكم فى مستويات السكر فى الدم، مثل الإنسولين، لكن بالاستجابة للتعرض للضوء. وتسمى تلك التقنية "أوبتوجنتيكس"، أو علم البصريات الوراثى، ويتم تحفيز الخلايا عند تعرضها لموجات من الضوء الأحمر بطول معين.

وبعد ذلك يأتى الجانب التقنى بتثبيت صمامات ضوء ثنائية (LED)، تعمل لاسلكيا، ويجرى التحكم فيها من خلال تطبيق على الهاتف الذكى. ونجح فريق الباحثين، فى جامعة "إيست تشاينا نورمال" فى شنغهاى، فى زراعة هذا النظام داخل أجسام الفئران، وتمكنوا من التحكم فى مرض السكر بالهاتف، مؤكدين أن هذا الكشف "يمهد الطريق لمرحلة جديدة من العلاج الشخصى والرقمى والعالمى الدقيق".

ويتطلب استخدام التقنية الحصول على قطرات صغيرة من الدم لقياس نسبة السكر، ومن ثم حساب كمية العلاج الذى يحتاجه جسم الفأر المريض. والهدف النهائى من تطوير هذه التقنية هو إنشاء نظاما آليا بالكامل، يمكنه اكتشاف مستويات السكر فى الدم، وإفراز الكمية المناسبة من العلاج. ورغم أن تلك الفكرة مازالت فى مراحلها الأولى، إلا أنها لا تقتصر على مرض السكر.

ويمكن تعديل الخلايا وراثيا لإنتاج مجموعة كبيرة من العلاجات الأخرى. ووصف البروفيسور مارك جوميلسكى، خبير البيولوجيا الجزئية فى جامعة يومنج الأمريكية، الدراسة بأنها إنجاز مثير، مضيفا أن الأمر ما زال بعيدا عن حيز التنفيذ "لكن العمل البحثى الحالى يمدنا بلمحة لمستقبل العلاج القائم على الخلايا الذكية".