أكرم القصاص - علا الشافعي

"معركة الأمعاء الخاوية".. 1700 أسير فلسطينى فى سجون إسرائيل يدخلون الشهر الثانى فى إضراب الطعام.. نقل العشرات لمستشفيات والبرغوثى يمتنع عن الماء.. دراسة إسرائيلية: تل أبيب غير قادرة على مواجهة احتجاج غير عنيف

الجمعة، 19 مايو 2017 08:00 ص
"معركة الأمعاء الخاوية".. 1700 أسير فلسطينى فى سجون إسرائيل يدخلون الشهر الثانى فى إضراب الطعام.. نقل العشرات لمستشفيات والبرغوثى يمتنع عن الماء.. دراسة إسرائيلية: تل أبيب غير قادرة على مواجهة احتجاج غير عنيف مروان البرغوثي
تحليل يكتبه – هانى جريشة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هانى-جريشة
 
يخوض الأسرى الفلسطينون فى سجون الاحتلال معركة جديدة من مقاومة المحتل، لكنها ليست معركة بالسلاح بل معركة بأمعائهم الخاوية عبر إضراب عن الطعام والذى أطلقوا عليه"إضراب الكرامة" ، فى محاولة منهم لإسترداد حقوقهم المسلوبة داخل السجون. 
 
أكثر من 30 يوما خاضها الاسرى فى الإضراب، ورغم ذلك يُصر مئات الأسرى فى سجون الاحتلال، على مواصلة إضرابهم عن الطعام؛ رغم تدهور حالتهم الصحية، وتصاعد الإجراءات العقابية "الإسرائيلية" بحقهم.
 
وقالت اللجنة المواكبة للإضراب إنه مع دخول الاسرى شهرهم الثانى من الإضراب نقل العشرات من المضربين إلى ما سماها الاحتلال بالمستشفيات المدنية، كما نُقل الأسير حافظ قندس إلى مستشفى "سوروكا"، بعد إصابته بنزيف داخلي. 
 
وأشارت اللجنة إلى أن القيادى الأسير مروان البرغوثى سيتوقف عن شرب الماء، إن لم تناقش إدارة سجون الاحتلال مطالب المضربين عن الطعام، وهى خطوة أعلنها قبل يومين خلال زيارة المحامى له.
 
مروان البرغوثى
مروان البرغوثى

لماذا إضراب الأسرى ؟ 

يخوض أكثر من 1700 أسير فلسطينى فى سجون الاحتلال، إضراب الحرية والكرامة، منذ يوم الاثنين 17 أبريل الماضي، تزامنًا مع يوم الأسير الفلسطيني، من أجل انتزاع حقوقهم الإنسانية التى سلبتها إدارة سجون الاحتلال، والتى حققوها سابقًا بالعديد من الإضرابات.
 
وجدير بالذكر أن الأسرى المضربين عن الطعام هم ليسوا كل الاسرى فى سجون الاحتلال ، حيث يخضع 6500 أسير للاعتقال فى سجون الاحتلال الصهيوني، بينهم 58 امرأة، و300 طفل، و500 معتقل إداري، و1800 أسير مريض.
 
وتتلخص المطالب التفصيلية للأسرى فى الأتي: 
 
تركيب هاتف عمومى للأسرى الفلسطينيين فى جميع السجون والأقسام بهدف التواصل إنسانيًا مع ذويهم.
فى ملف الزيارات : انتظام الزيارات كل أسبوعين وعدم تعطيلها، وأن لا يمنع أى قريب من الدرجة الأولى والثانية من زيارة الأسير، وزيادة مدة الزيارة من 45 دقيقة إلى ساعة ونصف، السماح للأسير بالتصوير مع الأهل كل ثلاثة أشهر، إدخال الأطفال والأحفاد تحت سن 16 مع كل زيارة.
وفى الملف الطبى : إنهاء سياسة الإهمال الطبي، وإجراء الفحوصات الطبية بشكل دورى ، إجراء العمليات الجراحية بشكل سريع واستثنائي،إدخال الأطباء ذوى الاختصاص من الخارج، إطلاق سراح الأسرى المرضى خاصة ذوى الإعاقات والأمراض المستعصية، عدم تحميل الأسير تكلفة العلاج.
التجاوب مع احتياجات ومطالب الأسيرات الفلسطينيات سواء بالنقل الخاص واللقاء المباشر بدون حاجز خلال الزيارة.
إضافة قنوات فضائية تلائم احتياجات الأسرى.
إعادة المطابخ لكافة السجون ووضعها تحت إشراف الأسرى الفلسطينيين بشكل كامل.
إدخال الكتب، الصحف، الملابس والمواد الغذائية والأغراض الخاصة للأسير على الزيارات.
إنهاء سياسة العزل الانفرادي.
إنهاء سياسة الاعتقال الإداري.
إعادة التعليم فى الجامعة العبرية المفتوحة.
السماح للأسرى تقديم امتحانات التوجيهى بشكل رسمى ومتفق عليه.
 
 
سجون اسرائيل
سجون اسرائيل

إسرائيل لا تعرف مواجهة احتجاج غير عنيف

اعتبرت دراسة صادرة عن 'معهد أبحاث الأمن القومي' فى جامعة تل أبيب، أن 'الإضراب عن الطعام هى عمليا أداة أخرى فى صندوق الأدوات الفلسطينى ضد إسرائيل، ولا تشمل نضالا عنيفا، وإنما ممارسة ضغط على إسرائيل فى البُعد الإدراكي، ومن خلال الإشارة إلى إمكانية فقدان السيطرة على الوضع، فى حال موت أحد الأسرى جراء الإضراب عن الطعام.
 
وقالت الدراسة إن 'الهدف المركزى لهذا الاحتجاج غير العنيف هو تغيير سياسة دولة إسرائيل بأدوات جديدة'. 
 
وأشارت هذه الدراسة أيضا إلى مركزية الاعتقالات الإدارية فى الإضرابات عن الطعام التى يخوضها الأسرى الفلسطينيون. ولفتت إلى أن الاعتقال الإدارى غير شرعى من وجهة النظر الدولية والفلسطينية، وأن إسرائيل تستخدمها فى إطار قوانين الحرب.
 
ولفتت دراسة 'معهد أبحاث الأمن القومي' إلى نقطة بالغة الأهمية، إذ قالت إنه 'لا توجد اليوم لدى الحكومات أدوات لمواجهة ظاهرة احتجاج غير عنيف بحجم كبير من هذا النوع (إضراب قرابة 1700 أسير عن الطعام)، ولذلك ثمة حاجة إلى إستراتيجية جديدة من أجل مواجهة هذه الظاهرة، التى تضع تحديا مرة تلو الأخرى أمام حكومة إسرائيل'. 
 
ووفقا لهذه الدراسة، فإن إضرابا عن الطعام خاضه الأسرى الفلسطينيون فى العام 2012، أدى إلى مفاوضات بين قيادة الأسرى المضربين وجهاز الأمن العام الإسرائيلى (الشاباك)، وبوساطة مصرية، أسفرت عن اتفاق جرت من خلاله الاستجابة لعدد من مطالب الأسرى، لكن كما هو الحال فى كافة الاتفاقيات بين إسرائيل والفلسطينيين، انتهكت إسرائيل هذا الاتفاق، وعادت إلى ارتكاب جرائمها فى السجون، والدوس على حقوق الأسرى، وكان ذلك أحد أسباب الإعلان عن إضراب الأسرى الحالي.  
 
مي وملح
مي وملح

#إضراب_الكرامة و#مي_وملح 

وتكتسب الإضرابات عن الطعام تأييدا واسعا لها من خلال الشبكات الاجتماعية، التى تمنح هذه الإضرابات تغطية إعلامية واسعة. وتجدر أهمية الإشارة إلى أن شبكات التواصل الاجتماعى أبرزت خلال الايام الماضية هشتاجان وهما #إضراب_الكرامة و#مي_وملح ، واللذان حققا ترند عالمى عبر تويتر وفيس بوك 
 

الجوع ثائر

 لم يكن الإضراب عن الطعام يوماً هو الخيار الأول أمام الأسرى، كما لم يكن هو الخيار المفضل لديهم، وليس هو الأسهل والأقل ألماً ووجعاً، وإنما هو الخيار الأخير وغير المفضل، وهو الأشد إيلاماً والأكثر وجعاً، فهم لا يهوون تجويع أنفسهم ولا يرغبون فى إيذاء أجسادهم، كما لا يرغبون فى أن يسقط منهم شهداء فى السجون.
 
لكنهم يلجؤون لهذا الخيار مضطرين ورغما عنهم، تجسيداً لثقافة المقاومة فى انتزاع الحقوق المسلوبة وصوناً لكرامتهم المهانة، ودفاعاً عن مكانتهم ومشروعية مقاومتهم للمحتل.
 
ولقد قيل منذ القدم إن الجوع كافر، لكن هناك مِن الفلسطينيين مَن جعلوا من الجوع ثائراً خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي.
 
اضراب الكرامة
اضراب الكرامة
 وجدير بالذكر أن الأسرى خاضوا منذ عام 1967 عشرات الإضرابات عن الطعام، وكان سجن عسقلان شهد فى يوليو 1970 أول إضراب جماعى ومنظم يخوضه الأسرى، واستشهد خلاله الأسير عبد القادر أبو الفحم الذى يُعتبر أول شهداء الإضرابات.
 
وقد أحدث هذا الإضراب وهذه الشهادة تأثيراً كبيراً على واقع الحركة الأسيرة فيما بعد، وشكّل حافزاً للأسرى للاستمرار على ذات النهج، فتوالت الإضرابات بعد ذلك فى إطار الصراع الدائرة رحاه فى ساحات السجون كافة، وقدم خلالها الأسرى تضحيات جساماً وسقط من بينهم شهداء
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة