عمرو «مشتاق».. علمانى فى عصمة «الإسلامجية».. رحلة أستاذ العلوم السياسية تعيد إحياء شخصية مصطفى حسين الشهيرة «عبده مشتاق».. حمزاوى يختار الدخول فى عصمة الإسلاميين فى لقاء ببيت قيادى إخوانى بالأردن

الجمعة، 19 مايو 2017 06:13 م
عمرو «مشتاق».. علمانى  فى عصمة «الإسلامجية»..  رحلة أستاذ العلوم السياسية تعيد إحياء شخصية مصطفى حسين الشهيرة «عبده مشتاق».. حمزاوى يختار الدخول فى عصمة الإسلاميين فى لقاء ببيت قيادى إخوانى بالأردن عمرو حمزاوى
كتب حازم حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كيف تحول موقف «عمرو» من الحزب الوطنى بعد الحصول على وعد من «الجماعة» بعدم عزله؟

 

الأكاديمى المشهور يكذب فى لقاءات تليفزيونية ويزوّر تصريحات لوزير دفاع إسرائيل

 

لعب «حمزاوى» دوراً كبيراً فى الإعداد لمؤتمر «فيرمونت» لتسهيل وصول «مرسى» للرئاسة

 
 
«الصمت على العنصرية يمثل البداية لإطالة عمر الوباء الذى يستغل مخاوف الناس لنشر الكراهية.. الحديث فى الأمر سيدين من يروجون للعنصرية، ومن يتورطون فى القتل باسم الدين.. رفض الصمت على العنصرية يستدعى رفض الصمت على ما يحدث باسم الدين من جرائم»، بهذه العبارات التى تبدو واضحة ومخلصة لموقف ناضج وعقلانى، وجّه عمرو حمزاوى النصيحة لابنه «لؤى»، بحسب مقال له فى «القدس العربى» قبل يومين، مقدمًا له آلية للتعامل مع ما يواجهه فى مدرسته الألمانية من اتهامات ترتبط بأصوله المصرية المسلمة، ولكن بعيدًا عن نصيحة الأب للابن، هل أخلص «حمزاوى» نفسه لهذا الموقف؟
 
تتبع مسيرة عمرو حمزاوى طوال سنوات اختلاطه بالمجال العام، يكشف انحرافات عديدة عن هذه الوجهة التى رسمها لابنه، التناقض المسيطر على شخصية أستاذ العلوم السياسية لا يرحم حتى دوره كأب، يُفترض أن يكون قدوة عملية لا ماكينة نصائح هشّة، بينما تنحو مواقفه وأفكاره المتضاربة مناحى واتجاهات أخرى، يجوز فى قانونها الانتماء للحزب الوطنى، ثم ادعاء الثورية، ثم العمل فى خدمة الإخوان، ويجوز أيضًا المشاركة فى 30 يونيو، ثم اتهامها بأنها انقلاب، كما يجوز انتقاد معارضى مصر من الخارج، ثم السفر للالتحاق بقطار الهجوم والتلسين المنتقل من محطة «دويتش فيله»، لتليفزيون «العربى»، ومن «الجزيرة» لـ«القدس العربى» لـ«الشرق الأوسط» لـ«هافنجتون بوست»، وقبلها «كارنيجى» بالطبع، وفق مدونة آراء وانحيازات إسلاموية، ما يمكن إيجازه بأن قانون «حمزاوى» يقبل أن يدخل العلمانى راضيًا ومختارًا فى «عصمة الإسلامجية».
 
 

«العلمانى» يغسل سمعة الإخوان

 
فى مؤتمر عقده عمرو حمزاوى بنقابة الصحفيين، عقب فوزه بمقعد مجلس الشعب عن دائرة مصر الجديدة، فى ديسمبر 2011، شكر الرجل الذى يصف نفسه دائمًا بأنه ليبرالى علمانى، منافسه عن حزب «الحرية والعدالة»، الإخوانى محمد سعد أبوالعزم، لأنه كان أول مهنئيه بالفوز، مؤكدًا أن البرلمان الجديد سيكون متوازنًا، والتيارات الليبرالية والإخوان لا يختلفون على المواطنة ومدنية الدولة، وأضاف: «لا داعى للمزايدة على الوتر الدينى، يجب التوقف عن استخدام خطاب التخويف من حصول التيار الإسلامى على نسبة عالية».
الرجل نفسه هو من هاجم الإخوان والتيار الدينى فى وقت سابق، وتحديدًا خلال عضويته بالحزب الوطنى، ولجنة «مصر والعالم»، المنبثقة عنه، وقدم وقتها أوراقاً بحثية ورؤى استشارية بشأن السيطرة على التيار الدينى، وحصار الإخوان وتنظيمهم الدولى، فى إطار تجفيف موارد الجماعة، وتحجيم قدرتها على الحركة فى المجال العام، بما يخصم من حضورها فى أية منافسة سياسية، ويقضى على تهديدها لمشروع جمال مبارك.
 
فى وقت لاحق التحق «عمرو» بركب الإخوان، هكذا كشفت تسريبات لمكالمات هاتفية مع قيادات بالجماعة، منهم عصام العريان، ومعلومات عن اقترابه من الدوائر السياسية داخل التنظيم وحزبه، وعمله مع الهيئة الاستشارية لمحمد مرسى، وهو ما سبقه تورطه فى التخطيط والترتيب لمؤتمر «فيرمونت»، الذى جمع «مرسى» بعدد من قيادات الأحزاب والحركات السياسية قبل إعلان نتيجة الإعادة بالانتخابات الرئاسية فى يونيو 2012، وبينما خطط معهم للمؤتمر ومحاوره، لم يظهر فى الصورة، ورغم تراجع كل المشاركين فى المؤتمر عن موقفهم لاحقًا، بعد اكتشاف تلاعب الإخوان بهم، وتوظيفهم فى إطار الضغط على أجهزة الدولة للتلاعب بنتيجة الانتخابات، لم يتراجع «حمزاوى»، ولم يصدر عنه أى انتقاد للمؤتمر، وما أسفر عنه من نتائج كارثية.
 

رحلة الدخول فى عصمة «الإسلامجية»

 
دخول عمرو حمزاوى فى عصمة «الإسلامجية» لم يكن وليد انتخابات 2011، ربما كانت الأخيرة نتيجة مباشرة لاستجابة الرجل لإغراءات الجماعة، العلاقة بدأت قبل هذا بوقت طويل، حينما صدر تكليف للإخوانى علاء بيومى، رجل الجماعة فى واشنطن، بالاقتراب من «حمزاوى»، وتوطيد علاقته به، وهو ما لم يستغرق من «بيومى» وقتًا طويلًا.. كانت استجابة الباحث السياسى كبيرة وسريعة، لينتقل للمرحلة اللاحقة. وفتح قنوات اتصال مباشرة مع قيادات التنظيم، بشكل أسرع مما توقع التنظيم نفسه.
 
البحث عن سبب استجابة باحث وسياسى ليبرالى علمانى لنداءات جماعة دينية شمولية، قد يبدو أمرًا مدهشًا وخارج حدّ المنطق للناظر من بعيد، بينما تحمل خلفيات الصورة تفسيرات عملية كاشفة، يمكن إلحاق موقفه من الحزب الوطنى بعد خسارة المنافسة مع الوجه الشاب محمد كمال، ومقابلة جهوده فى خدمة الحزب ولجانه بالتجاهل والنكران، ضمن باقة الأسباب التى قادته للارتماء فى أحضان الإخوان، ولكن إلى جانب منطق الكيد والإغاظة، لا يمكن إغفال الطموح الشخصى الذى لا حد له ولا ضابط، ويقود خطوات الرجل بشكل أكبر مما يقودها العقل والمنهج العلمى.
 
فى لقاء محدود بمنزل أحد قيادات جماعة الإخوان بالعاصمة الأردنية عمان، ضم عددًا من عناصر الفرع الأردنى للجماعة، خلال العام 2012، وبعضهم كتب عنه بعدها بشهور، كرر «حمزاوى» اتهاماته لـ«30 يونيو» بأنها انقلاب، أنتج حالة من «المكارثية»، ولكن أخطر ما قاله فى اللقاء الكاشف، أن «المثقف الديمقراطى العربى يعيش أزمة كبيرة، فقد فشلنا إلى الآن فى كسر حالة الثنائية القطبية فى المشهد بين الدولة والإسلاميين، وتلك الثنائية ولّدت ما أسمّيه بالإلحاق التاريخى، فالمثقف يجد نفسه مضطرًا للالتحاق بأحد المعسكرين: إمّا الدولة والسلطة، والوقوع فى فخّ الديكتاتورية والاستبداد، ليتحوّل لجزء من هذه الماكينة الإعلامية والسياسية، وإمّا أن يلتحق بمعسكر المعارضة الذى يقوده الإسلاميون»، هكذا اختصر «حمزاوى» معادلة الصراع بين الدولة، بما ألحقه بها من اتهامات وهجوم، والمعارضة التى يقودها الإسلاميون، وهى بيضاء الثوب ولا ملاحظة عليها، وبفضل هذا البياض الذى ادعاه، أو بالأحرى السواد الذى أغفله، اختار الالتحاق بركب المعارضة التى يقودها الإسلاميون، أو بدقة أكبر بـ«ركب الإسلامجية».
 

التلفيق والتدليس لخدمة الجماعة

 
شخصية انتهازية وصولية، تمتلئ بالغطرسة واليقين والتسلط، لا تحب الآخرين، وتتعالى على الجميع، سريعة البديهة، وتجيد التلاعب بالمعلومات واللغة، ويمكنها توظيف أى شىء من أجل الوصول لمرادها، هكذا حلل أحد أساتذة علم النفس شخصية عمرو حمزاوى، متحفظًا على ذكر اسمه، عبر قراءة إطلالة الرجل وتعبيرات وجهه، ولغة جسده، وقاموسه اللغوى، وطريقة كلامه السريعة، ونظراته، وحشوه لكلامه باصطلاحات وعبارات مركبة، وفى ضوء هذا التحليل يمكننا تقديم قراءة عملية للمواقف والممارسات.
 
فى الأشهر الأولى من 2011 طالب «حمزاوى» بقانون للعزل السياسى لقيادات الحزب الوطنى ونوابه، بينما بالعودة لمؤتمر الحوار الوطنى الذى عُقد قبلها بأسابيع فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، ثارت مشكلة بشأن حضور مرتضى منصور، وعدد من أعضاء الحزب الوطنى، وعُقد اجتماع ضم «حمزاوى»، وصفوت حجازى، وعمرو عبدالهادى، وآخرين من أعضاء الإخوان، للتصويت على بقائهم أو طردهم، وكان «عمرو» أبرز المتشددين فى رفض طردهم، ورفض فكرة العزل السياسى، ولكن فى وقت لاحق حصل على تطمينات من الإخوان بعدم إثارة اسمه ضمن أسماء أعضاء الحزب الوطنى المطلوب عزلهم، وتجاهل عضويته فى الحزب، فكان اتجاهه لاقتراح قانون العزل، والتشدد فى المطالبة بإقراره.
 
فى حلقته مع يسرى فودة ببرنامج «السلطة الخامسة» على قناة «دويتش فيله» الألمانية قبل شهرين، قال عمرو حمزاوى إن هناك تعاونًا أمنيًا غير مسبوق بين مصر وإسرائيل، ولا أحد من المصريين يعلم تفاصيله وحجمه، مضيفًا: «يُسمح بموجب هذا التعاون لإسرائيل بتوجيه ضربات مباشرة داخل سيناء»، ولم يُشر إلى مصدر هذه المعلومات، وسبب اليقين الذى يؤكد فى ضوئه وجود هذا التعاون، بينما لم يصدر عن الجانبين المصرى أو الإسرائيلى ما يفيد هذا، بل وتجاوز هذا الحد بتأكيد صدور تصريح عن وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، يؤكد تنفيذ ضربة لعناصر إرهابية داخل سيناء، فى كذب وتلفيق واضحين، بينما كان تصريح «ليبرمان» يستنكر إثارة الأمر، ويقول بطريقة ساخرة إنه لم يحدث.
 
فى الحلقة نفسها، قال «حمزاوى»: «مستوى الحريات، وإعلاء دولة القانون فى مصر سيئ عما قبل ثورة يناير، إذ تُنتهك الحريات بشكل يومى تحت رعاية السلطة، بل لا تُحترم نصوص الحريات فى الدستور»، والكلام على إطلاقه الغريب يحمل فى جوهره دفاعًا عن دولة «مبارك» والحزب الوطنى، وهو الموقف نفسه الذى يحمله كثير من تصريحاته الأخيرة، التى تنتقد الدولة لصالح الدفاع عن الإخوان، ونظامها السياسى بكل كوارثه، فبينما قال إن مجلس الشعب الذى سيطرت عليه الجماعة فى 2011 متوازن وفاعل، قال إن برلمان 2015 تابع للسلطة وغير مستقل، دون تقديم دليل على الشهادة للأول أو القدح فى الثانى، والتناقض نفسه تورط فيه فى حلقته مع خيرى رمضان، إبريل 2015، قائلًا: «أحاول ضبط المسار، وليس إسقاط النظام، هذا خط فاصل يجب أن يعلمه الشعب، ومن يقرأ تاريخ مصر يعلم أن بناءها تم من الداخل لا من الخارج، لا يجوز أن يجلس أحد فى الخارج ويغرد ولا يحاول التغيير من هنا، وهناك فرق بين من يحاول التغيير من مصر، وآخر من الخارج»، ولكنه التحق بعد شهور من هذا الحديث بركب الهجوم من الخارج، وبمن انتقدهم بشكل مباشر، وعلى عكس ما قاله فى الحلقة أيضًا «مؤمن بالتحول الديمقراطى عن طريق التنمية، وهناك انتخابات رئاسية تمت، ورئيس منتخب، ودستور تم إقراره بمشاركة الشعب، وبنسبة عالية»، لكنه خرج ليهاجم الانتخابات، والرئيس، والدستور، والتنمية، فى تناقض صارخ لا يبدو أن وراءه ذاكرة فئرانية ينسى صاحبها ما قال، ولكن وراءه تحولات وصفقات فى الكواليس، وربما توجيهات لا نعلمها.
 

حمزاوى.. التناقض يقود إلى الكذب

 
تبدّل عمرو حمزاوى بين الاتجاهات والتيارات السياسية، المتناقضة أحيانًا، وإخلاصه لمصلحته الشخصية قبل كل شىء، قاده لمفارقة حقائق وتصريحات صدرت عنه فى أوقات، والتحول لغيرها فى أوقات أخرى، بالجرأة واليقين نفسيهما، بل وصل الأمر لترديد أكاذيب ومعلومات غير دقيقة أحيانًا، فالرجل الذى مارس حالة من التأثير العاطفى فى مقال نشره مؤخرًا بعنوان «المنفى»، وتباكى فى حلقة «السلطة الخامسة» بينما كان يسرى فودة يقرأ مقطعًا منه، قال إنه محروم من زوجته «بسمة» وابنتهما «نادية»، بسبب ما أسماه بـ«المنفى»، وإن «بسمة» تواجه حصارًا فى عملها الفنى بسبب مواقفه، بينما قد يتصل الأمر فى حقيقته بالقدرات الفنية والقيمة السوقية لها، خاصة أنها مقلّة فى عملها أصلًا، فمنذ بدايتها فى 1997 مع داود عبدالسيد فى فيلم «المدينة»، لم تشارك إلا فى 15 فيلمًا و8 مسلسلات طوال 20 سنة، والرجل الذى سافر باختياره ليس منفيًا ولا يواجه حصارًا.. مقالاته المعارضة والمهاجمة للدولة، وفق منطق انتقائى تزييفى، تُنشر فى واحدة من كبريات الصحف المصرية، وزوجته وابنته تسافران له، وهذه المراوغة نفسها سبق أن رددها إبان منعه من السفر بين يناير 2013 وفبراير 2014، متحدثًا فى تدوينات ومقالات عن حرمانه من رؤية ابنيه الألمانيين طوال هذه الفترة، بينما قال فى حوار تليفزيونى مع خيرى رمضان فى إبريل 2014، إن فترة المنع من السفر كانت مفيدة فى توطيد علاقة ابنيه ببلدهما الأم، إذ زارا مصر 6 مرات خلالها.
 
قرار المنع من السفر جاء على خلفية إهانة عمرو حمزاوى للقضاء فى قضية تمويلات المنظمات الدولية، إلى جانب قائمة طويلة من أصدقائه الإخوان والإسلاميين، إذ اتهم «حمزاوى» القضاء بالتبعية وعدم الاستقلال، وبأن أحكامه مسيسة، بينما فى وقت لاحق، وحينما كانت المصلحة تقتضى العكس، قال إن قانون الهيئات القضائية الصادر برقم 13 لسنة 2017 ينتقص من استقلال القضاء، ويؤكد تبعية البرلمان للدولة، متجاهلًا تقديم المشروع عبر نائب باللجنة التشريعية، لا من خلال الحكومة، وإعلان الهيئات القضائية التزامها به بعد صدوره، وهو أمر أيًا كانت خلفياته، لا يمكن أن يغيب عن طرح قضية ومناقشتها فى إطار من الدرس العلمى، ولكن المواقف السياسية للحلفاء والداعمين الإسلاميين التى قادت «حمزاوى» للهجوم على القضاء فى 2013، هى نفسها أجبرته على الدفاع عنه فى 2014، وفى المرتين كان موقفه موجهًا ومخادعًا ومراوغًا.
 
الخداع والمراوغة اللذان يصلان لمستوى الكذب، رددهما عمرو حمزاوى فى ديسمبر الماضى، حينما كتب فى تدوينة عبر «فيس بوك» تحت عنوان «عن الجريدة والكاتب والرقابة»، متهمًا صحيفة «الشروق» بمنع مقالاته، ليرد عماد الدين حسين، رئيس تحرير «الشروق»، قائلًا: «قرار عدم نشر مقال عمرو حمزاوى جاء لأنه سبق أن نشره فى صحيفة القدس العربى، واعتذرت الشروق لأنه غير معتاد فى أى صحيفة تحترم نفسها أن تنشر مقالًا نشره مكان آخر، والدكتور عمرو أرسل مقالًا آخر للنشر، وأرسلته للمستشار القانونى لإبداء الرأى، وأوصى بعدم نشره إلا إذا حُذف كل ما يخالف القانون»، وهذه النقطة تفتح الباب لأمر آخر، فـ«حمزاوى» اعتاد تكرار نشر مقالاته فى المواقع والصحف التى يتعامل معها، وببحث سريع يمكن اكتشاف أن بعض مقالاته نُشرت فى أكثر من ثلاثة من الأماكن التى يتعامل معها، وكأنه تكليف بنشر وترويج أفكار محددة، إلى جانب ما يحمله من تلاعب وشبهة استغلال ونصب، بإعادة بث المحتوى نفسه والحصول على مقابله أكثر من مرة، فى إطار «الثقافة الإسلامجية» التقليدية التى تدمن إعادة بيع «المبيع»، وتغليف القديم بغلاف جديد، لمزيد من الانتشار والمكاسب.
 

«عمرو مشتاق» بريشة الإخوان

 
طموح «حمزاوى» الذى قاده للانضمام لمعارضة يقودها الإسلاميون، بحسب حديثه لإخوان الأردن، لم يقف عند الانتقال من قطار الحزب الوطنى لقطار الإخوان، فسعى لتقوية علاقته بباقى فصائل الإسلاميين، وتواصل مع حزب النور السلفى، ومع الجماعة الإسلامية، رغم أنهما يكفرانه، وهو من موقعه كعلمانى يراهما راديكاليين مجرمين، وفى إطار التحرك نفسه كتب الرجل عبر صفحته على «تويتر» فى ديسمبر 2016، مستجيبًا لحملات الإسلاميين الواسعة خلال تحرير الجيش السورى لمدينة حلب من قبضة الإرهابيين: «أى إنسانية هذه التى تترك الأطفال للقتل؟ أى إنسانية التى تتجاهل صرخات مدنيين يعدمون؟ حلب جريمتنا جميعًا، مأساتنا جميعًا، مات ضمير العالم»، وسبقه بمقال فى صحيفة «الشروق»، قال فيه: «ديكتاتور سوريا وجيشه مستمرون فى قتل وتعذيب السوريين دون رادع إقليمى أو دولى، ومن أين يأتى الرادع والجامعة العربية تنظر للديكتاتور على أنه حاكم البلاد الشرعى؟»، متجاهلًا الميليشيات الإسلامية، والعناصر المدعومة من قطر وتركيا بشكل كامل، فى اجتزاء وتسطيح للقضية، اعتادهما فى مقارباته للشأن المصرى، فالرجل لا يراهن على الدولة المصرية ولا العقلانيين فيها، وإنما على الإسلاميين الذين يقودون المعارضة بحسب وجهة نظره، ولهذا يولى وجهه شطرهم.
 
قبل سنوات طويلة ابتكر الكاتب الساخر أحمد رجب شخصية «عبده مشتاق»، وترجمها الفنان مصطفى حسين بريشته، عن أكاديمى باحث عن السلطة والمصلحة الشخصية، لا يتورع عن الظهور فى أى محفل والإدلاء بدلوه فى أى موضوع، ولا يضع نصب عينيه إلا الظهور والشهرة والسلطة والمكاسب، لهذا يضرب كل القيم والمبادئ وقواعد العلم والمنطق، يتورط فى تناقضات وعلاقات هشّة، يأخذ مواقف سطحية، ويلعب على أحبال الجميع، يخاصم ويصالح ويحب ويكره على ضوء مصلحته، والحقيقة أن شخصية أحمد رجب ومصطفى حسين التى كانت كاريكاتورية ساخرة، تنتقد انتشار الانتهازية والخفة، وانعدام الكفاءة فى المجال العام، يبدو أنها وقعت أخيرًا على تجسيدها الحقيقى، فتتبع مسار عمرو حمزاوى الكاريكاتورى أيضًا، بتقلباته وخفته وتدليسه وتحالفاته المتناقضة، يؤكد أننا أمام نسخة جديدة من خيال «رجبى و«حسين»، ولا يتبقى إلا كاميرا وذاكرة حية وعقل واع، لنبدأ رحلة طويلة فى مسلسل وحلقات «عمرو مشتاق».
 
عمرو حمزاوى
عمرو حمزاوى

 







مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

العمدة

عيب يا ريري

كفاك لعقا لأحذية من يدفع أكثر، ضيعت شرفك يا ريري!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد علي

زي ما فيه (مستريحين فلوس) فيه برضه (مستريحين سياسة)

أقل ما يقال عن هؤلاء أنهم شوية نصابين افتكروا إن البلد دي ملهاش صاحب وسهل السيطرة عليها وتفكيكها لصالح جهات خارجية.. كل اللي يهمهم هو مصلحتهم وجواز السفر في جيبه وحسابه مليان بالدولارات واللجوء السياسي مضمون وما تفرقش معاه مصر خربت أو عمرت.. والشلة دي معروفة بالاسم زي البرادعي وحمدين وأبو الفتوح وعمرو حمزاوي وباقي لاعقي الموائد وطبعاً إخوان إبليس وإعلامهم الحقير اللي مستعدين يقتلوا ويدمروا علشان يحكموا مصر .. استغفلتونا زمان بشعاراتكم الكاذبة وتدليسكم لكن الآن بنقولكم (نحن استوعبنا الدرس).

عدد الردود 0

بواسطة:

البرنس

كارت محروق

مين يقدر يثق في حمزاوي؟ ده زي الباطستا إتلون علي كل لون : متحرر لدرجة الزواج من ممثلة من أصل يهودي و ليبرالي وقت انخابات مجلس الشعب و متحزلق في كل لقاءاته المصورة و دلوقتي لابس عباءة الإسلاميين .. مبننساش .. إحنا شعب طيب بس في آخر ست سنين ناس كتييييييير كشفت وشها و شالت برقع الحياء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة