أكرم القصاص - علا الشافعي

جيلان جبر

المسلسل السياسى قبل رمضان

الخميس، 18 مايو 2017 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمامنا الآن تصريحات صدرت من البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيعبر عن دعمه لحق «تقرير المصير» للفلسطينيين خلال جولته بالشرق الأوسط هذا الشهر، بما يشير إلى أن ترامب منفتح على حل الدولتين للصراع الإسرائيلى الفلسطينى، برغم أنه لم يتبنَ الفكرة علنا حتى الآن!
 
جاءت تعليقات مستشار الأمن القومى الأمريكى «مكماستر» بعد تسعة أيام من زيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس للبيت الأبيض التى تعهد خلالها ترامب بالسعى من أجل اتفاق سلام تاريخى، لكنه لم يصل إلى حد إعادة الالتزام صراحة بالهدف النهائى بإقامة دولة فلسطينية؟! وهو الهدف الذى ظل لفترة طويلة ركيزة فى السياسة الأمريكية. وقال مكماستر وهو يستعرض أول جولة خارجية لترامب منذ تنصيبه: إن الرئيس الأمريكى سيستغل زيارته للسعودية، وهى محطته الأولى، لتشجيع الشركاء العرب والمسلمين على اتخاذ «خطوات جديدة جريئة» للتصدى لكل من إيران وتنظيمى الدولة الإسلامية والقاعدة وحكومة الرئيس «السورى بشار الأسد والذين يطيلون أمد الفوضى والعنف».
 
وذكر مكماستر للصحفيين أن جولة ترامب التى ستبدأ بعد أيام وتشمل أيضا إسرائيل وروما، «لبث رسالة محددة» من خلال زيارة لعدد من الدول تحمل على أرضها الأماكن المقدسة للمسيحية واليهودية والإسلامية فى توقيت محدد كما تجد أن الولايات المتحدة على وشك استكمال سلسلة من صفقات الأسلحة للسعودية تزيد قيمتها على 100 مليار دولار، وذلك قبل أسبوع من زيارة يعتزم الرئيس دونالد ترامب القيام بها للرياض فى 19 مايو، آيار فى أول محطة له فى أولى جولاته الدولية، هذه الحزمة قد تزيد فى نهاية الأمر على 300 مليار دولار خلال عشر سنوات لمساعدة السعودية على تعزيز قدراتها الدفاعية فى الوقت الذى تواصل فيه الحفاظ لحليفتها إسرائيل على تفوقها العسكرى النوعى على جيرانها، وقال مسؤول: إن الحزمة تشمل أسلحة أمريكية وصيانة وسفنا والدفاع الجوى الصاروخى والأمن البحرى. وأضاف «سنرى التزاما كبيرا جدا.. وهو يهدف بطرق كثيرة إلى بناء قدرات من أجل التهديدات التى يواجهونها». وقال: «إنه أمر طيب للاقتصاد الأمريكى ولكنه أمر طيب أيضا فيما يتعلق ببناء قدرات تتناسب مع تحديات المنطقة. ستظل إسرائيل تحتفظ بتفوق»؟!
 
إذا نحن فى مرحلة جديدة مختلفة مجهزة لأهداف وتوجهات معينة تحمل فى تنفيذها التشكيل لفريق الجديد يضم العديد من الحلفاء القدامى..منهم من سيكون حاضر بالفعل معهم على الأرض فى اجتماعات القمة السعودية الأمريكية، ومنهم من تم التوافق التنسيق الاستراتيجى معهم من خلال توافق وتبادل بالمعلومات وبدون الحضور والمشاركة، إذا هناك مؤكدا ملفات ستفتح ويتم مناقشة الحلول والأدوار لكل منهم، فهى مرحلة تحتاج لاستعداد عسكرى، ودبلوماسى وحشد رأى عام للدخول بحسم والالتزام لتداعيات التطورات المقبلة.
 
المهم هو أن المصالح الإسرائيلية ضمنت فيها التفوق العسكرى، والأمن لحدودها.. فالتنسيق الإسرائيلى واضح أيضا مع الأمريكى والروسى فعلى الجانبين هناك اتفاق وتنسيق مسبق وبالتالى يبقى الهم الأكبر هو للعرب هل هناك أجندة واضحة تضمن بها تحقيق البعض من مصالحها، فالقضية الفلسطنية مازالت رهن الكلام والتهدئة فى المنطقة لها ثمن أكبر يقايض عليه أقطاب العالم روسيا وأمريكا التى تتشابك المصالح والنفوذ بينهما أحيانا كثيرة فى الشرق الأوسط، فهناك على السطح عدد من الاتهامات بتدخلات روسيا وعن تسريب المعلومات السرية واستخباراتية أمريكية للجانب الروسى؟! إن صدقت هذه الاتهامات فقد تفقد ثقة للكونجرس فى إدارة ترامب أو تعقد المسيرة خلف الأبواب المغلقة العلاقة بين ترامب وبوتين وتجعلهم تحت منظار المتابعة للتطورات.. فهناك تناطح واضح داخل أجهزة الدولة الأمريكية لإضعاف خطط وطموح ترامب تستفاد فيها إسرائيل، لأنها تكبل القدرة فى طرح مبادرات أهمها قضية السلام فتداعيات هذة الاتهامات يمكن أن تترك آثارها على إضعاف الأوراق لكل من الفريقين على طاولة فى تقسيم النفوذ والمصالح فى هذه المنطقة عربيا وإقليميا، فهل نحن كعرب محترفين فى المناورة والضغوط؟! ربما نملك بعض الأوراق ومستعدين لصفقات سلاح وعلاقات مع إسرائيل ومكاسب اقتصادية وتجارية، ولكن قد لا تكفى هذه الأدوات فى هذه المرحلة، فهناك أطماع لنفوذ سياسية، خاصة للدول التى فقدت قدرتها ويعاد الآن رسم جزء مهم من قدرتها وهيكلتها من جديد «اليمن، وليبيا وسوريا»، فهل ستفقد جزءا من هويتها العربية؟! وهل تستسلم أمام كل ذلك إيران التى دفعت من الدم وبالمال والنفوذ ووضعت على الأرض قواتها فى سوريا واليمن؟!
 
وماذا عن تركيا التى استقبل ترامب سلطانها أردوغان منذ أيام؟ فغالبا لن يقف أبدا مكتوف الأيدى ولا متفرج غير فعال أمام دعم أمريكى للأكراد وتهديدات على توسع وطموح داخل الأراضى العربية بالذات، ولن يقبل بالتحجيم أو الهزيمة أو فقدان ما تم الحصول إليه باسم محاربة داعش فى سوريا من ترسيم نفوذ جديد لهفى أراضى سوريا والعراق؟! وحلفاؤه فى ليبيا لن يكونوا فقط من ضمن المشاهدين، ولكن سيسعون أن يكونوا من ضمن الفاعلين لضمان مكاسب هذه المرحلة، لذلك إن أردنا ضمان أجندة عربية وجب التنسيق وتحديد نقاط المخاوف والتحديات والأهم هو التميز والثبات فى نوعية الطرح السياسى والمشاركة العسكرية التى ستكون ضمن أجندة محاربة الإرهاب!
 
والمقابل الآتى لذلك سيكون من ضمن التفاهمات التاريخية للنفوذ والوجود على السطح لهذه المرحلة، فهل هذا سيكون مضمونا أم مجرد محطة عبور لخطة جديدة والمطلوب التنفيذ والالتزام؟! فلا أمريكا نجحت فى العراق ولا روسيا نجحت على الأرض فى سوريا ولم تسجل لهما تجربة نجاح مستمرة فى أفغانستان، ومن جهة أخرى الخطة الأمريكية للإدارة السابقة فشلت أيضا فى تمكين الإخوان أكثر من عام مصر وكشفت الأدوات والشخصيات، وكيف تم تبادل الأوراق!
 
إذا الأيام المقبلة فقط هى من ستحمل لنا الإجابة الحقيقية عن هذه الأسئلة! هل سيتم التنسيق بين أمريكا وروسيا أم ستعود مراحل التوتر والمنافسة من جديد؟ غالبا فى النهاية سيقدمون لنا سيناريوهات سياسية شيقة ربما أكثر من مسلسلات رمضان التى ينتظرها الأعداء والخصوم وعدد كبير من المشاهدين!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الشرق الاوسط

تحليل رائع وممتازة .. أعتقد. زيارة ترامب للمنطقة سوف تجيب علي كثير من هذه الاسئله الحائره ..السيناريوهات والنوايا السياسيه في الشرق الأوسط معقده ومتضاربه وصعبة الحل سواء في سوريا أو اليمن أو العلاقات بين أمريكا وروسيا ومع ايران وتركيا وداعش .. أما الموقف العربي اتمني ان يكون موحد وبدون تناقض ويراعي مصالح جميع دول المنطقه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة