أحمد إبراهيم الشريف

فيلم سبتمبر من شيراز.. حكاية قاسية عن إيران فى زمن الثورة

الأربعاء، 17 مايو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«مبنى على قصة حقيقية»، هذه الجملة الخطرة التى توجد فى بدايات الأفلام، يظل أثرها لا يفارق مشاهدتنا طوال العمل الفنى، كما أنها تفسر الكثير من الأحداث التى نتابعها، وهذا ما حدث عند مشاهدة فيلم «سبتمبر من شيراز» عن الثورة الإسلامية فى إيران، خاصة أن بطل الفيلم «يهودى». الفيلم المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتبة الأمريكية من أصل إيرانى «داليا صفير»، صدرت عام 2007، والذى قام ببطولته كل من أدريان برودى وسلمى حايك وأنتج عام 2015 يحكى عن عائلة يهودية إيرانية تعرضت للاضطهاد والقهر بعد اندلاع الثورة الإيرانية الإسلامية مما اضطرها للتنازل عن كل شىء تملكه فى سبيل الخروج من هذا الجحيم.
 
الفيلم لم يتوقف كثيرًا أمام كون هذه العائلة يهودية، لكنه كان مشغولًا بكونها عائلة غنية، تعمل فى تجارة «الأحجار الكريمة» لذا كان السبيل الوحيد أمامها بعد اعتقال الأب وإهانته بأشكال مختلفة أن تخرج من إيران هاربة ناحية الحدود التركية مخلفة وراءها كل شىء ومتنازلة لصالح الحرس الثورى أو بالأصح لصالح شخص فى الحرس الثورى بكل ما تملكه من مدخراتها.
 
الفيلم يقدم صورة قاسية لرجال الثورة الإسلامية فى إيران، فهم الفقراء القادمون من الهامش الإيرانى ليملكوا السلطة خلفًا لـ«الشاه» الذى أطاحوا به، وهم رجال ونساء ممتلئون بالغضب، تعرضوا من قبل لقهر ما، لذا يريدون الانتقام، وبذلك خرجت تصرفاتهم حادة ومتوحشة لا تعرف رحمة ولا تبصر طريقًا بعيدًا عن الدم. الفيلم الذى بدأ باحتفال شاهدنا فيه الموسيقى والطعام والشراب فى مشهد يصور إيران قبل الثورة انقلب فيه كل شىء رأسًا على عقب بعدها، فليس هناك سوى الشوارع الممتلئة بالجثث المعلقة بعد شنقها، والمعتقلات التى ينفذ فيها الإعدام بشكل عشوائى واللعب بمصائر الرجال والتعذيب الوحشى، ولم نشاهد سوى الخوف مرسومًا على الوجوه فى كل اللحظات.
 
الإحساس بالتوتر هو الشعور الذى سيلازمك طوال متابعتك للفيلم، تجد نفسك تفكر بدلًا من الأسرة الغائب «رجلها» دون أن يعرفوا مكانه بالضبط، تفكر فى التغيرات الكبيرة التى أصابت الناس فتحولوا فجأة من شىء لشىء آخر متفق مع النظام الحاكم الجديد.
 
الفيلم رغم أنه تجربة ذاتية لمؤلفة الرواية وحكاية تفصيلية لأسرتها عندما كانت هى فى العاشرة من عمرها، إلا أنه نقل كثيرًا من الإحساس الحقيقى الذى انتاب الناس بعد الثورة الإيرانية، فالمتابع لتاريخ هذه الثورة يقرأ عن القتل والانقلابات الداخلية وعن الكوارث التى قام بها الحرس الثورى فى ذلك الزمن الصعب الذى تغير فيه التاريخ.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة