بالصور..البلح يلحق بقطار أسعار رمضان..فاكهة الصائمين تبدأ من 15 جنيها للكيلو..والأسواق بدون تسعيرة لجذب الزبائن..والغرفة التجارية تنصح بالشراء الأسبوع المقبل لانخفاض أسعاره

قبل أيام من حلول شهر رمضان، تصدرت أسعار البلح المشهد فى الأسواق، بسبب الارتفاع الملحوظ الذى شهده كافة أنواعه هذا العام، ورغم أن البلح الأبريمى من الأنواع التى لا تحتاج إلى استيراد لتغطية احتياجات السوق المحلية، إلا أن أسعاره شهدت ارتفاعا ملحوظا، وهو ما فسره بعض بائعو البلح فى سوق الساحل بمحافظة القاهرة، بلجوء عدد من التجار إلى تصدير البلح للاستفادة من تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، وهو ما نفته الغرفة التجارية بالقاهرة، بدعوى أن صادرات البلح المصرى إلى الخارج تقتصر على بلح الوادى وسيوة أما البلح الأبريمى لا يصدر إلى خارج.

أسعار البلح هذا العام ارتفعت بسبب لجوء بعض التجار لتصديره وفقا لباسم محمود أحد البائعين بالسوق، وأضاف أن تراجع سعر الجنيه أمام الدولار يحقق هامش ربح أعلى من بيعه فى السوق المحلية، فأقل أنواع البلح تبدأ أسعاره من 15 جنيه، ونظرا لهذا الارتفاع يضع البائعون هامش ربح بسيط حتى يضمن بيع البلح الذى اشتراه وعدم تخزينه وتعريضه للتلف والخسارة.

وقال باسم محمود:  بطلنا نشترى البلح المستورد من العراق والسعودية لأن الزبون مبقاش يدور على الأنواع دى لارتفاع أسعارها، وأفضل أنواع البلح هى السكوتى والملث وبرتمودا الأسوانى وأسعاره تصل 50 جنيه، ولكن الناس بدأت تراجع حساباتها فى شراء البلح مش بس الياميش".

وفى المقابل، أكد الباشا إدريس، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة، ورئيس شعبة الحاصلات الزراعية بالغرفة لـ"اليوم السابع"، أن تجار البلح فى مصر يعتمدون بشكل كامل على البلح الإبريمى والذى يأتى من أسواق أسوان والأقصر، ولا يصدر للخارج على الإطلاق، بينما تقتصر الصادرات المصرية من البلح على بلح الوادى الجديد وواحة سيوة فقط وبكميات قليلة.

"كل حاجة غليت اشمعنا البلح هيفضل رخيص"، هكذا علق محمد عبد البارى أحد التجار، ويكمل أنه منذ ارتفاع أسعار السلع الأساسية مؤخرا، ارتفعت أسعار السلع الأخرى ومنها البلح وتكلفة الخدمات التى ترتبط به.

ارتفاع تكلفة الخدمات التى ترتبط بالبلح استحوذت على نسبة لا بأس بها من ارتفاع أسعاره مثل تكاليف النقل والتشوين والعمالة الموسمية، وهو ما أكده محمد عبد البارى، حيث أن العمالة الموسمية التى كان يعتمد عليها التجار فى العمل خلال هذه الفترة ارتفعت تكلفتها، فبعد أن كانت يومية العامل تتراوح ما بين 50 إلى 70 جنيه، رفض العمال هذا العام العمل بأقل من 150 يوميا بدعوى تغطية احتياجاته هو وأسرته، وحتى أسعار شكائر الخيش ارتفع سعر الشيكارة الفارغة الواحدة إلى 10 جنيه مقابل 4 أو5 جنيهات العام الماضى.

ويرى عبد البارى، أن الحل الوحيد هو سيطرة الحكومة على أسعار السلع الغذائية الأساسية، لأنها تعتبر الدافع لرفع أسعار باقى السلع.

تلاحظ عند زيارة زيارة سوق البلح فى منطقة الساحل، وجود عدد كبير من أجولة البلح بدون تسعيرة معلنة، رغم اختلاف أنواعها وجودتها، وهو ما فسره عبادى عبد ربه بائع، بأن الزبائن التى تزور السوق عندما ترى الأسعار من بعيد لا تقبل على الشراء، أما عندما يأتى الزبون ليسأل على السعر تكون هناك فرصة للبيع، ولكن حاليا الزبائن تسأل على السعر و"بتسمع وتمشى" على حد وصفه.

وبرر الباشا إدريس الارتفاع النسبى لأنواع البلح الأقل جودة هذا العام، بأن بعضها يكون مخزن من العام الماضى، ويسعى التجار لتحقيق هامش ربح أكبر قدر الإمكان، وتوقع إدريس أن تشهد الأيام الخمس المقبلة تراجع ملحوظ فى أسعار البلح، ونصح المواطنين بالشراء قبل بداية شهر رمضان بيومين.

وأوضح عضو مجلس إدارة الغرفة، أن شهر رمضان يعتبر موسم ينتظره بعض العمالة كل عام، ولكن تكلفة العمالة هذا العام ارتفعت بسبب غلاء بعض السلع الأساسية، إلى جانب زيادة تكاليف النقل إلى الضعف وأيضا فواتير الكهرباء.

وكانت منطقة الساحل تشتهر بأنها مركز لبيع الحاصلات الزراعية فى محافظة القاهرة ومن بينها البلح الجملة والقطاعى، وذلك قبل أن تقوم محافظة القاهرة فى عهد عبد العظيم وزير بنقل أسواق وسط القاهرة إلى خارجها بعيداً عن التكدس السكانى، وأصبحت مستودع للتخزين فقط، وهو ما اعتبره عبادى عبد ربه أنه أضر بعمليات البيع التى كانت تشهد زخم كبير فى ذلك الوقت، "والناس مكنتش بتعرف تعدى من زحمة الزبائن" على حد قوله، أما الآن فحركة البيع تقريبا متوقفة، رغم نصب شوادر البيع منذ أسبوعين، لافتا إلى أن البلح كان بمثابة سلعة أساسية فى رمضان بعد الياميش، الآن أصبح هناك سلع أخرى لها أولوية للمواطن عن توفير البلح، مثل الزيت والسكر.

من جانبه، قال اللواء محمد عبد الجليل، رئيس حى الساحل، إن الحى وفر تلك الشوادر بناءا على طلب أهالى الحى، بما لا يخل بحالة الانضباط المطلوبة لتسهيل حركة السير على الطريق.

وأضاف اللواء عبد الجليل لـ"اليوم السابع"، أن الحى وفر تلك الشوادر بأسعار مدعمة وذلك خلال شهر رمضان فقط.