"قلبى على ولدى انفطر، وقلب ولدى على حجر"، هذا المثل بكل معانيه ينطبق على الحادث البشع الذى هز مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، بعدما استيقظ الأهالى على مقتل سيدة على يد نجلها، بعدما سدد لها عدة طعنات بالرقبة والصدر والجانب الأيمن أثناء نومها بغرفة نومها بسبب عشرة جنيهات".
المتهم: قتلتها و"مش ندمان"
وأمام أحمد متولى، رئيس مباحث مركز شرطة بلبيس، وقف "محمد ع" 30 سنة المتهم بقتل والدته "فاطمة ح" 50 سنة موظفة بالتربية والتعليم، يعترف بارتكاب الجريمة، بعد 24 ساعة من ضبطه بعد هروبه بالزراعات من رجال الشرطة، بعد ارتكاب جريمته الشنعاء.
وتبين من التحقيقات أن المتهم، اعترف بارتكاب الحادث، وقال فى أقواله " أيوا كنت ناوى أموتها ومش ندمان، وذلك بسبب مشادة بينى وبينها، قبل ساعات من الحادث، لرفضها إعطائى 10 جنيهات لشراء السجائر، وانتظرت حتى دخلت غرفتها ونامت، ودخلت عليها فى بعد الفجر، وهى نائمة طعنتها طعنة فى الضهر، وعندما استغاثت بالجيران سددت لها عدة طعنات متفرقة بالوجه والرقبة".
وأضافت التحقيقات، أن ليلة الحادث حدثت مشادة كلامية بين المجنى عليها، ونجلها، لرغبته فى أخذ نقود منها لشراء سجائر، وكانت دائم تحاول إبداء النصح له، ليكف عن شراء السجائر والبانجو، ومع ذلك أعطته عشرة جنيهات، ودخلت نامت، حتى استيقظت على طعنة قوية فى جانبها، من نجلها، فحاولت الفرار منه، وكان ذلك بعد الفجر، وأسرعت نحو الشباك تستغيث بجارتها "مها" قائلة: الحقينى يا مها ابنى بيقتلني" وكانت المنطقة هادئة تماما ثم اتصلت بنجلتها المتزوجة، التى أرسلت شقيقها "أسامة" المتزوج ومقيم خارج المنزل، الذى حضر مسرعًا، وعندما وصل عثر على والدته تنازع الحياة، فحملها مسرعا على يده وأسرع بها إلى مستشفى بلبيس العام، لكنها ماتت على يده.
وتبين من التحقيقات، أن المتهم كان يشعر بأنه مضطهد من أسرته، وكان منغلقا على نفسه، واعترف فى التحقيقات أنه يتعاطى البانجو، خاصة فى الأفراح.
الحزن يخيم على جيران المجنى عليها
فيما خيم الحزن على جيران المجنى عليها، نظرا لما كانت تتمتع به من أخلاق طيبة ومحبة الجميع، حيث قالت العديد من سيدات المنطقة، رفضن ذكر أسماءهن، إن المتهم كان منغق على نفسه، غير شقيقه "أسامة" وأنه كان دائم التشاجر مع أسرته، والتعدى على أمه بالضرب وإهانتها أثناء مطالبته لها بمنحه أموالا لتعاطى مخدر البانجو، كما أنه عاطل عن العمل.
مدير أمن الشرقية يتلقى إخطارا بالحادث
تلقى اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء هشام خطاب، مدير المباحث الجنائية، يفيد وصول "فاطمة.ح.ر.ا" 50 سنة موظفة بالتربية والتعليم، مُقيمة شارع المتاجر بندر بلبيس، لمستشفى بلبيس العام، مُصابة بعدة طعنات بالوجه والرقبة، ولفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها المستشفى متأثرة بإصابتها.
تحريات البحث الجنائى
وتبين من التحريات السرية لفريق البحث الجنائى، أن وراء الواقعة نجل المجنى عليها "محمد.ع" 30 عامًا، عاطل، مُقيم بمنطقة "المتاجر" ببندر بلبيس، بسبب إدمانه للمواد المُخدرة.
وأشارت التحريات، إلى أن المتهم طلب من والدته (المجنى عليها) إعطائه مبلغ من المال، فقامت الأخيرة بعتابه وطالبته بأن يكف عن شراء تلك السموم ويبحث عن شىء له فائدة، فما كان منه إلا أن انهال عليها بآلة حادة وسدد إليها عدة طعنات بالوجه والرقبة، لتستغيث المجنى عليها بجارتها قبل أن تسقط أرضًا مضرجة فى دمائها، فيما لاذ المتهم بالفرار هاربًا.
تم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى بلبيس العام، تحت تصرف النيابة العامة، بمعرفة إسلام عبد اللطيف وكيل نيابة بلبيس، الذى انتقل تحت رئاسة المستشار شريف برسوم رئيس نيابة بلبيس، والمستشار الدكتور ياسر إبراهيم هندى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، لمعانية الجثة بمشرحة مستشفى بلبيس العام، وتبين من معاينة الجثة، إصابة المجنى عليها بعدة جروح قطعية بالوجه والرقبة والصدر، وقررت النيابة العامة، إنتداب الطب الشرعى، لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وتحريات المباحث حول الواقعة.
ضبط المتهم بعد 24 ساعة من هروبة والنيابة تحبسه أربعة أيام
فيما تمكنت مأمورية قادها الرائد أحمد متولى رئيس مباحث بلبيس، ومعاونيه النقبيان إبراهيم عبد الغنى، وهشام عبد الحميد، معاونا مباحث المركز، برئاسة العقيد محمود جمال رئيس فرع البحث الجنائى، فرع الجنوب، وبإشراف اللواء هشام خطاب مدير البحث الجنائى، من ضبط المتهم والسلاح المستخدم، عبارة عن مطواة، وبعرض المتهم على النيابة العامة، قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة