خرج "حاتم" باحثا عن رزقه فى أرض الله الواسعة، كما اعتاد دائما، فمهنته كبائع ملابس متجول تفرض عليه التجول فى الأسواق، أينما كان مكانها، والقرى، أينما بعُدت، فمنذ صغره لم يغير تلك المهنة الشاقة، إلا أنه إعتادها واعتادته، وبنى حياته عليها، واعتبرها مصدر رزقه الوحيد الذى يتحصل منها على قوت يومه للإنفاق على أسرته الصغيرة، المكونة من زوجته وطفليه.
المجنى عليه
حمل "حاتم" البالغ من العمر 33 عاما حقيبة الملابس على ظهره، وتوجه إلى منطقة كرداسة، لعرض بضاعته وبيعها بأحد الأسواق، مرت ساعات العمل، ورزق من بيع بضاعته ما قُدر له، فرضى بالقليل من الحلال الذى إعتاد تحصيله، وحمل بضاعته على ظهره، وتوجه إلى الطريق الدائرى لاستقلال سيارة للعودة إلى مسكنه بمنطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور، مشتاقا إلى طفليه "مهند" و"محمد".
توقف حاتم أعلى الطريق الدائرى منتظرا وسيلة مواصلات، شاهد سيارة ماركة "سوزوكى فان" تقترب منه يستقلها عدد من الأشخاص، أشار لها للتوقف، سأله سائقها عن وجهته، فأخبره الضحية أنه متوجه إلى صفط اللبن، طلب منه السائق الركوب، وفور جلوسه بالمقعد الخلفى للسائق، فوجىء بأحد الركاب يهاجمه من الخلف، بلف "شال" حول رقبته لخنقه، بينما اعتدى عليه باقى المتهمين، حتى فارق الحياة، ثم استولوا على هاتفه المحمول، والحقيبة التى تحتوى على بضاعته من الملابس، وتخلصوا من جثته بالقائها بجانب الطريق وفروا هاربين، حتى عثر على الجثة أحد المواطنين، وأبلغ مركز شرطة كرداسة.
تحريات الرائد محمد الصغير رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة، توصلت لهويته من خلال نشر أوصاف المجنى عليه، وتم استدعاء والده الذى يعمل بائع ملابس متجول، فأكد أن ابنه لا تربطه خلافات أو علاقات عدائية مع آخريين تدفع أى شخص لقتله.
وكشفت تحريات رجال المباحث، أن 4 عاطلين يكونون تشكيلا عصابيا لسرقة المواطنين بالإكراه أعلى الطريق الدائرى، مستخدمين أسلوب إيهام الضحايا بتوصيلهم بسيارة أجرة، ثم تهديدهم وسرقتهم بالإكراه، وأن أفراد التشكيل العصابى وراء مقتل بائع الملابس.
المجنى عليه
بدأ رجال المباحث فى جمع المعلومات حول الأماكن التى يتردد عليها الجناة، حتى تمكنوا من القبض عليهم وهم كل من "سعد.ك.م" 43 سنة عامل سابق اتهامه فى 6 قضايا و"فاروق.ث.ف" 27 سنة سائق، و"محمد.و.ا" 26 سنة نجار و"نبيل.ا.ح" 36 سنة سائق
وروى المتهمون تفاصيل ارتكابهم الجريمة فذكروا أنهم استأجروا سيارة ماركة سوزوكى فان من "محمد.ا.ف" 25 سنة سائق سابق إتهامه فى قضية مخدرات مقابل 200 جنيه، لاستخدامها فى اصطياد ضحاياهم، وبدأوا فى البحث أعلى الطريق الدائرى عن هدفهم، حتى لاحطوا توقف المجنى عليه مفرده، وباقترابهم منه أشار لهم بالتوقف وطلب منهم توصيله لمنطقة صفط اللبن.
وأضاف المتهمون أن المجنى عليه عقب استقلال السيارة خنقه المتهم الأول بواسطة "شال" ثم اعتدى باقى المتهمين عليه بالضرب حتى فارق الحياة، واستولوا على هاتفه وحقيبة الملابس والقوا جثته بجانب الطريق.
وقال المتهمون أنهم اعتادوا استئجار السيارة لاستخدامها فى سرقة المواطنين بالإكراه، وبإعداد كمين لمالك السيارة تم ضبطه، وبمواجهته اعترف أنه يعلم أن المتهمين يستخدمون السيارة فى سرقة المواطنين، وذكر المتهمون أن الهاتف الخاص بالضحية أهداه المتهم الثانى لصديقته "روحية.ر" 25 سنة ربة منزل، كما أخفى المتهمون حقيبة الملابس المسروقة بمنزل المتهم الثانى.
شقيق المجنى عليه
اليوم السابع إلتقى بـ"محمد" شقيق المجنى عليه بمنزله فى منطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور، فذكر أن شقيقه يقيم بشقة مقابلة لشقته بصحبة زوجته وطفليه "مهند" البالغ من العمر 5 سنوات و"محمد" 3 سنوات، حيث اعتاد صباح كل يوم الخروج للعمل لبيع الملابس بأسواق وقرى الجيزة، والعودة بالمساء.
وأضاف أن زوجة شقيقه أخبرته أنها اتصلت على زوجها، ففوجئت أن هاتفه مغلق، وأنه تأخر عن موعد عودته للمنزل، فبدأ والده فى البحث عنه لدى أصدقائه، إلا أنهم لم يعثروا عليه، فتوجه والده فى اليوم التالى لقسم شرطة بولاق الدكرور لتحرير محضر بتغيبه.
وذكر أن رجال المباحث بقسم شرطة بولاق عرضوا عليه صورة لجثة أحد الأشخاص تم العثور عليها بكرداسة، فاكتشف والده أنها جثة "حاتم" وتوجه إلى مركز شرطة كرداسة، وأبلغ رجال المباحث.
وقال شقيق المجنى عليه "أخويا "حاتم" غلبان من صغره وهو شقيان وفى حاله، بيلف طول اليوم فى أرض الله عشان يجمع رزق ولاده، لكن وقع فى إيد ناس مابترحمش، قتلوه عشان يسرقوا تليفون وشوية ملابس، لكن هو عشان راجل قاومهم، وعشان مش رجالة قتلوه، كل اللى عايزه حق أخويا، وحق زوجته اللى أصبحت أرملة، وابناؤه اللى اتحولوا لأيتام.
المجنى عليه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة