"الدم السورى على طاولة جنيف".. انطلاق الجولة السادسة من محادثات السلام لمناقشة "السلال الأربع".. إجلاء المسلحين من تخوم دمشق يعزز موقف الأسد.."دى مستورا": تحركات هامة تقودها عواصم دولية لحل الأزمة

الثلاثاء، 16 مايو 2017 09:09 ص
"الدم السورى على طاولة جنيف".. انطلاق الجولة السادسة من محادثات السلام لمناقشة "السلال الأربع".. إجلاء المسلحين من تخوم دمشق يعزز موقف الأسد.."دى مستورا": تحركات هامة تقودها عواصم دولية لحل الأزمة المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان ديمستورا وبشار الأسد والحرب فى سوريا
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد مرور ست سنوات من الحرب الشرسة على الأراضى السورية التى أودت بحياة مئات الآلاف وتشريد الملايين، وفى إطار الجهود السياسية تقودها الأمم المتحدة عبر بعثتها الأممية فى سوريا لتسوية الصراع فى سوريا ، إضافة لتحركات الدول الإقليمية والدولية للتوصل لحل سياسى ناجع للأوضاع الراهنة فى سوريا والتى دخلت عامها السادس فى ظل ضعف أممى واضح نحو الدافع لحل الأزمة، تنطلق اليوم الجولة السادسة لمفاوضات جنيف أملا فى التوصل لحل للأزمة الأصعب على مدار التاريخ.

 

ويحاول المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى مستورا التمسك ببصيص الأمل لتشجيع كافة الأطراف على الحل السياسى، كشف المبعوث الأممى إلى أن المحادثات التى من المقرر أن تنطلق اليوم الثلاثاء، ستكون مختلفة عن سابقاتها بحضور جميع الوفود المشاركة، مشيرا إلى أن المحادثات بين الأطراف ستتم مجددا بشكل غير مباشر.

 

ومن المقرر أن يمثل وفد الجمهورية العربية السورية ممثل حكومة دمشق بشار الجعفرى، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة فى جولة المباحثات التى ستجرى مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية برئاسة الطبيب نصر الحريرى، ويتولى الحقوقى محمد صبرا مهمة كبير المفاوضين بمشاركة ممثلين عن منصات القاهرة وموسكو والرياض.

 

اجلاء مقاتلى المعارضة من تخوم دمشق يعزز موقف الأسد

تأتى مفاوضات جنيف السادسة فى ظل اخفاق الفصائل السورية المسلحة على الصعيد الميدانى، وتمخض ذلك بإجلاء مقاتلى تلك الفصائل من ثلاثة أحياء فى العاصمة دمشق وهو ما يمثل نقطة قوة لوفد الحكومة السورية المفاوض فى جنيف.

وتتحرك عدد من العواصم الدولية بالتزامن مع عقد الجولة السادسة من مفاوضات جنيف للتأثير بشكل إيجابى على سير العملية التفاوضية فى جنيف، ووصف المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى مستورا بالهامة والمؤثرة.

 

روسيا تفرض سيطرتها الدبلوماسية

الدور الروسى فى الأزمة السورية بات أكثر تأثيرا عقب نجاح موسكو فى عقد "مفاوضات أستانة" التى عقدت بين وفود الفصائل المسلحة "العسكريين" دون مشاركة سياسية والتى اختصت بالشأن الميدانى ونجحت بمشاركة من إيران وتركيا فى إقرار ما يسمى "مناطق تخفيف التصعيد" فى جبهات تابعة للمعارضة المسلحة.

وبالتزامن مع التحركات السياسية يقود الجيش السورى معركة عسكرية ميدانية على الأرض شهدت تقدم قوات الجيش فى العاصمة دمشق من خلال تنفيذ اتفاقات إخلاء ثلاثة أحياء كانت لسنوات طويلة معاقل مهمة للمعارضة لتقترب بذلك من السيطرة شبه الكاملة على العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2012.

ويرى عدد كبير من المراقبين أن إخلاء أحياء القابون وبرزة سيمهد الأرض بشكل كبير لسيطرة الجيش السورى على المعارضة وتضييق الخناق عليها فى المناطق التى تخضع لسيطرة المسلحين فى الغوطة الشرقية على أطراف العاصمة دمشق.

 

"السلال الأربع" محاور جولة المفاوضات السادسة

ومن المقرر أن تناقش جولة المحادثات السادسة للمفاوضات فى جنيف ما يعرف بـ"السلال الأربع" التى تم مناقشها فى الجولة الأخيرة للمفاوضات مارس الماضى، والتى يتألف جدول الأعمال من مناقشة نظام الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.

 

وتشكل النقطة الخاصة بمحاربة الإرهاب نقطة الخلاف بين وفد الحكومة السورية والمعارضة، وتمسك وفد المعارضة السورية بمطلب رئيس الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة فى المرحلة الانتقالية وهو الأمر الذى ترفضه دمشق وتعتبر "مكافحة الإرهاب" أولوية لإعادة الإستقرار فى سوريا، وفى ظل تمسك كافة الأطراف بموقفها تبقى التطورات العسكرية على الأرض بوصلة أى عملية تفاوضية بين الاطراف المتصارعة.

 

والملاحظ فى الجهود السياسية والدبلوماسية التى تجرى لتسوية النزاع السورى غياب للدور الأمريكى فى عهد الرئيس دونالد ترامب مقابل زيادة الزخم الدبلوماسى والسياسى الروسى فى أى جولة مفاوضات سياسية "جنيف" أو مفاوضات مع الفصائل المسلحة فقط "أستانة".


 

دى مستورا يغازل الأسد

وفى محاولة منه لمغازلة وفد الحكومة السورية المشارك فى المفاوضات عقب تلميح الأسد لعدم قدرة جنيف على إنجاز حل سياسى للأزمة، قال المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، الاثنين، إن الرئيس السورى بشار الأسد مؤمن ومهتم بالعملية السياسية وإلا لما كان بعث وفدا حكوميا لإجراء مباحثات حول الأزمة السوري، موضحا ان جولة المفاوضات السادسة ستركز على التوصل إلى مناهج عملية  تهدف إلى وقف التصعيد في سوريا  من خلال وقف التصعيد.

 

وأكد المبعوث الأممى إلى سوريا إن كل ما يحدث ميدانيا سيؤثر على المحادثات السياسية سلبيا أو إيجابيا، مطالبا المجتمع الدولى بتحويل اتفاق تخفيف التصعيد إلى واقع، مضيفا "الأمم المتحدة والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا اتفقت على تقسيم العمل، الدول الضامنة والموقعة على مذكرة تخفيف التصعيد فى أستانا لديها نفوذ وتعهدت بإحراز تقدم".

 

وفي رده على سؤال حول إجراء مفاوضات مباشرة بين طرفى النزاع السورى، أكد دى ميستورا  أنها ضرورية إلا أنه وبسبب الخلافات بين الطرفين فإن "الاجتماعات عن بعد تكون مفيدة، وأعتقد أننا سنطبق القاعدة الذهبية التي تتمثل بتنظيم المفاوضات عن بعد بين الأطراف التى لديها خلافات حادة".

 

بدوره أكد رمزى عز الدين رمزى نائب المبعوث الأممى أن الحكومة السورية ملتزمة بشكل جدى بكل الاقتراحات، وتتطلع إلى العمل والمضى بالعملية السياسية، والتوجه إلى مفاوضات جنيف والالتزام بقرار 22054 من أجل تحقيق السلام والتوصل إلى حل للأزمة السورية، "خلال زيارتى إلى دمشق اتفقنا على السلال الأربع وتسريع مسار سلة أو سلتين منها".

 

وفى أول رد فعل إيجابى من قبل المبعوث الأممى على المحاولات التركية لتهميش مشاركة الأكراد فى أى عملية سياسية، أكد دى مستورا أن المكون الكردى جزء أساسى من المجتمع فى سوريا، مشددا على أنهم نسيج لا يمكن تجاهله فى أى حل للأزمة السياسية الراهنة فى سوريا.

 

ووصلت الوفود السورية إلى جنيف أمس الاثنين، ويرأس مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفرى الوفد الحكومى، في حين يرأس وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية الطبيب نصر الحريرى، ويتولى الحقوقى محمد صبرا مهمة كبير المفاوضين بمشاركة ممثلين عن منصات القاهرة وموسكو والرياض.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة