رغم تاريخها الدموى الطويل، حاولت الجماعة الإسلامية إقناع الجميع أنها يمكن ان تكون لاعبا سياسيا سلميا، وأن تخوض صراعا عاقلا على أرضية السياسة والقانون والأهداف الوطنية المشتركة، فى إطار ممارسة ناضجة للوصول للسلطة، ولكن مرور الشهور والأيام كشف ما كانت تخفيه الجماعة وحزبها السياسى، ويبدو أن نفسهم كان أقصر من إخفائه لوقت أطول من هذا.
ضمن تطورات وتبدلات المرحلة التى تلت ثورة 25 يناير 2011، أسس الإخوان حزبا سياسا، وتبعهم السلفيون، وكان طبيعيا أن تتبعهم الجماعة الإسلامية المعروفة بتاريخ طويل من الإرهاب والدم، لتؤسس حزب "البناء والتنمية"، الذى تولى رئاسته طارق الزمر، أحد المدانين من قبل فى جرائم إرهابية عديدة، منها قضية اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وخلال شهور قليلة حاولت الجماعة وحزبها الظهور فى مظهر الكيان السياسى الشرعى الهادئ الوقور، ولكن هذه المحاولات تبخرت سريعا مع خروج المصريين على حكم جماعة الإخوان الإرهابية فى ثورة 30 يونيو 2013، لترتد الجماعة الإسلامية عائدة لموقعها المفضل، كفصيل متطرف ومعادٍ للدولة ومناصر للإرهابيين، فسرعان ما انضم قياداتها للجماعة الإرهابية وتحالفها المستهدف للدولة المصرية، وفى مقدمتهم طارق الزمر، الذى أعادت الجماعة وأعضاؤها انتخابه رئيسا للحزب قبل أيام.
رسائل الجماعة الإسلامية من تجديد رئاسة طارق الزمر لحزبها
رسائل عديدة سعت الجماعة الإسلامية، وذراعها السياسية المتمثلة فى حزب البناء والتنمية، لإبرازها خلال إعادة اختيار طارق الزمر لرئاسة الحزب، خاصة أن الفترة الماضية شهدت تواتر توقعات من مراقبين ومتخصصين فى الشأن الإسلامى، لاتجاه الجماعة نحو تغيير قيادتها، وبالتبعية قيادة حزبها السياسى، بعد فشل القيادات الحالية فى إدارتها، إلا أن النتيجة جاءت ببقاء الحرس القديم للجماعة الإسلامية وحزبها.
مراقبون وخبراء مطلعون أكدوا أن الجماعة الإسلامية بهذه الخطوة أرادت توجيه رسالة بأنه لا مجال للانفصال عن تحالف دعم الإخوان، ما يشير إلى استمرار الدعم الإخوانى للجماعة الإسلامية، خاصة اللقاءات المستمرة التى حدثت بين الطرفين فى تركيا، وطلب جماعة الإخوان الإرهابية من قيادات الجماعة الإسلامية فى إسطنبول البقاء ضمن تحالف الجماعة، ما دعا الجماعة للإبقاء على القيادات القديمة، فضلا عن أن نجاح "الزمر" فى الاحتفاظ برئاسة الحزب، يعنى كذب كل ما تم الترويج له خلال الفترة الماضية بشأن وجود مراجعات للجماعة بعد 30 يونيو، وأنها على موقفها الداعم للجماعة الإرهابية.
خبير فى شؤون الحركات الإسلامية: الجماعة لم تغير موقفها من الإخوان
فى هذا الإطار، قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن رسائل الجماعة الإسلامية من اختيار طارق الزمر، هو أن الجماعة لم تغير موقفها من الوضع السياسى وجماعة الإخوان الإرهابية، كما أنه دعم معنوى لطارق الزمر الهارب خارج مصر، خاصة أن ترشحه جاء باتفاق مع قيادات الجماعة، لإرسال رسالة له من خلال الانتخابات الداخلية.
وأضاف "المنشاوى"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن هذه الرسالة تدل على استمرار الجماعة على سياستها القديمة نفسها فى حشد الأفراد لأمر ما، ولو كان طارق الزمر يعلم أنه لا فرصة له فى الفوز برئاسة الحزب ما ترشح، ولكن ترشحه كان أمرا من الجماعة الإسلامية له، فهذه الرسالة سلبية جدا فيما يخص الوضع الراهن ومستقبل الجماعة.
هشام النجار: اختيار الزمر مجرد استمرار لتجميد أوضاع حزب البناء والتنمية
بدوره قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن اختيار الجماعة الإسلامية لـ"طارق الزمر" لرئاسة حزب البناء والتنمية، مجرد استمرار فى تجميد أوضاع الحزب ومواصلة رهنه لقيادات الخارج.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن الجماعة الإسلامية ليس لديها أكثر من هذا لتقدمه، فمعظم كوادرها إما هاربون أو مسجونون، وتحريك الأوضاع سيكشف الحزب والجماعة فى المشهد السياسى والاجتماعى المصرى، لهذا كان تجميد الأوضاع هو الحل لديهم لحين إيجاد حل لأزمة الهاربين والمسجونين.
أحمد بان: لا رغبة لدى الجماعة الإسلامية فى التخلى عن مواقفها القديمة
فى السياق ذاته، قال أحمد بان، الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية، إن الجماعة الإسلامية ليست لديها رغبة فى تجديد أوضاعها والتخلى عن مواقفها القديمة، ومن ثم فضلت الإبقاء على قياداتها القديمة، رغم أن هذه القيادات هى من ورطتها من قبل.
وأضاف الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الجماعة بهذه الخطوة أرادت أن تقول إنه لا جديد لديها لتقديمه، وإن سياساتها المتجمدة ستظل كما هى دون تغيير.
داعية سلفى: إذا كان رئيس الحزب إرهابيا فما هى شيمة باقى الأعضاء؟
من جانبه، قال الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، إن أعضاء حزب البناء والتنمية ينتخبون إرهابيًّا لرئاسة الحزب، فطارق الزمر هارب مُحرّض على العنف ضد المؤسسات المصرية، وفى 21 مايو الجارى يحل موعد إصدار محكمة القضاء الإدارى لحكمها فى دعوى إسقاط الجنسية عنه .
وأضاف الداعية السلفى، أن "الزمر" متحالف مع جماعة الإخوان المحظورة المتطرفة الخارجة على القانون، فكيف يكون عضوًا فى حزب سياسى؟ والأعجب كيف يتولى رئاسة هذا الحزب؟ وكيف ينتخبه الأعضاء ويجعلونه قائدهم ورئيسهم؟ هذا الأمر يدل على انحراف منهج الحزب وتطرفه وخطره على مصر والمصريين، فإذا كان رئيس الحزب إرهابيًّا فما هى شيمة باقى الأعضاء؟
عدد الردود 0
بواسطة:
لا حول و لا قوة الا بالله
" حتى متى ؟؟!! "
حتى متى ستتغاضى الدولة و المحكمة الدستورية العليا و اللجنة العليا للأحزاب عن استمرار تواجد الأحزاب الدينية فى الساحة السياسية المصرية رغم أنف الدستور ؟؟؟؟!!!!!! كان حزب الحرية و العدالة مثالا لما كان يجب عمله مع اخوته الأكثر شرا !!!!!