الصعيد من التحطيب للرقص التعبيرى.. بالصور.. قصة أول مدرسة للباليه بأسيوط.. تجربة 3سيدات قهرن العادات.. إقبال كثيف من أولياء الأمور: رياضة وفن وتحرر من الثقافات القديمة.. أصحاب الفكرة: لم تساعدنا أى جهة

الإثنين، 15 مايو 2017 04:43 م

قصة أول مدرسة للباليه بأسيوط

أسيوط – هيثم البدرى تصوير أحمد سالم

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الصعيد ليس مشاكل الثأر والفقر فحسب، الصعيد ليس العادات القديمة فقط والأدمغة "الناشفة" والأكثر صلابة من حجر الصوان. يومًا بعد آخر، تتبد الصورة النمطية التى كرستها الدراما التلفزيونية التقليدية عن جنوب مصر، إلى أن وصل الأمر إلى تعليم الصعايدة لأبنائهم وبناتهم فن "الباليه".

فى مدينة اسيوط التى ورثت الفقر وثقافة التشدد، وعرفت لسنوات انتشار التيارات الأصولية خاصة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، قررن ثلاث سيدات فتح أول مدرسة باليه للأطفال.

على غرار محافظة المنيا والتى قامت بإنشاء أول مدرسة للباليه في الصعيد، دشنت 3 سيدات بمحافظة أسيوط لأول مرة مدرسة لتعليم رقص الباليه يتدرب فيها أطفال صغار فى محافظة من محافظات جنوب مصر، تحكمها عدد من العادات والتقاليد تجعل التعامل مع البنت بشكل مختلف ومحكومة بالعادات.

إلا أن ثلاثة من السيدات بالمحافظة قررن بعد تخرجهن من جامعاتهن فى إنشاء أول مدرسة للباليه بمحافظة أسيوط، ويدخلن فى تحدٍ مع بعض الصعوبات والعادات والتقاليد البالية، والعثرات التى من الممكن أن تقابلهن، فأسسن مدرسة تحت مسمىShe gallery إلا أنهن فوجئن بإقبال الكثيرات من الأمهات على الإشتراكك لبناتهن فى هذه المدرسة، وخاصة أنها نوع من الرياضة والفن الراقى للطفلة.

ولى أمر: الباليه رياضة للبنات وأتمنى التخلص من ثقافة العهود القديمة

من جهة، يروى محمد رأفت ولى أمر الطفلة نغم 7 سنوات، أنه سمع بوجود مدرسة للباليه فى أسيوط إلا إنه لم يصدق فى المرة الأولى لأنه يعلم ثقافة الصعيد بشكل عام وأسيوط بشكل خاص، ولكن كونه خريج كلية التربية الرياضية فأنه يعلم جيدا فائدة رياضة البالية للطفلة وكيف أنها مفيدة فى مرونة جسم الطفل.

وأكمل رأفت لليوم السابع: "بعد أن عرفنا المواعيد وقمنا بالإشتراك عانينا كثيرا فى أن نجد ملابس للباليه وعندما كنا نسأل عن هذا الزى كان صاحب المحل يصاب بالاستغراب، ولكن اشترينا الزى من القاهرة، وأتمنى أن نخرج من ثقافة العهود القديمة، فالباليه رياضة للبنات وكلمة بنت فى الصعيد عليها دوائر كبيرة ولكنها فى النهاية رياضة مفيدة لها ولجسمها".

والدة طفلة بمدرسة الباليه: أحلم بدخول ابنتى لمعهد الباليه

فيما قالت إسراء خالد والدة الطفلة رودى شريف، إن فكرة إنشاء مدرسة للبالية بمحافظة أسيوط واحدة من الأفكار الجميلة التى لاقت إعجابها، وإعجاب كثيرات من الأمهات وخاصة انها متنفس للأطفال ومفيدة جدا وإن من أجمل الأشياء التى اسعتدها أن ترى ابنتها تلعب الباليه، وأصبح جسمها مرن أكثر.

وأضافت إسراء أن طموحها أن تدخل ابنتها المعهد العالى للباليه، وأن يتم تطوير اللعبة بالمدرسة حتى تخرج أكثر من بنت وتصبح محترفة فى رقص الباليه.

الفكرة بدأت بتقديم خدمات الأيروبكس للنساء

وقالت رفيدة حماد إحدى مؤسسات المدرسة، إن الفكرة جاءت لها عندما كانت فى محافظة الإسكندرية، وكانت تذهب إلى أماكن كثيرة، وتجد فيها أماكن للزومبا والأيروبكس واليوجا والكثير من الخدمات التى تقدم للسيدات، وعندما جئت إلى أسيوط لم أجد أى أماكن يقدم هذه الخدمة للمرأة فتحدثت مع زملائى وفكرنا فى الفكرة وأن نقوم بعمل مدرسة نمارس فيها هذه الأنشطة.

وأكملت رفيدة، "بعد ذلك قمنا بالتفكير فى أن نقدم خدمة للأطفال وأن نؤسس مدرسة للباليه للأطفال، والحمد لله الناس وجدنا إقبالا من أولياء الأمور عكس ما كنا نتوقعه من أن تكون العادات القديمة أداة هدم لمثل هذه الأفكار، وخاصة ان اللعبة أو هذه الرياضة يطلق عليها رقص الباليه، وبالرغم من وجود كل الرياضات وبدأت البنت تدخل كل هذه الرياضات إلا أن الباليه غير موجود فى الصعيد بأكمله".

وأوضحت دينا عمر إحدى مؤسسات المدرسة، أن مدرسة الباليه هى أول مدرسة للباليه فى أسيوط وكانت البداية بـ15 بنتا، وبدأت الفكرة تكبر والآن وصلنا الى أكثر من 60 بنت ونعتمد بشكل أساسى على طالبات كلية التربية الرياضية اللاتى يدرسن الباليه، وحاولنا أكثر من مرة الاستعانة بخبرات من القاهرة ولكن لم نجد أى ترحيب أو مد يد العون من أى مؤسسة أو شخصية مؤمنين بهذه الرياضة، ونحاول أن نعتمد على أنفسنا وعلى بعض العروض عن طريق اليوتيوب وبعض الصفحات والمسابقات.

وتابعت: هناك بعض المشكلات التى نواجهها، منها ثقافة أولياء الأمور الذى يريد أن يرى ابنته بالأرينا من أول شهر لكن هذا صعب، ونحتاج أشهر عدّة لتدريب الأطفال على هذه التمارين حتى يتمكنوا من تنفيذها، كما أننا نواجه عدم وجود ملابس مناسبة، ونضطر إلى شرائها من القاهرة حتى يكون شكل الأطفال مناسب، وحلمنا أن يتم تطوير المدرسة أكثر ونُخرّج بطلات فى هذه اللعبة.

حبُّ الطفل للمدرب أساسى للوصول إلى النتائج المطلوبة

وقالت فاطمة عبدة مدربة البالية بالمدرسة، أنا مسئولة عن إعداد الأطفال الصغار بدنيا، وخاصة أن المدرسة تقبل من سن 4 سنوات، وأن حب المدرب أساسى كى يتمكن الطفل من تنفيذ المطلوب منه، وأن التدريب واللياقة أهم شيء فى هذه اللعبة التى تعتمد بشكل كبير على اللياقة، وخاصة فى تنفيذ العروض والرقصات، كما أن الأطفال الصغار دائما ما يكونوا خائفين من تنفيذ التمارين، ودائما ما يتشنجون أثناء التدريب ولكن لابد للمدرب أن يصبر عليهم ويحبهم وهم يبادلونه الحب حتى يصل للنتيجة المطلوبة.