وائل السمرى

نزيف فى بلاط صاحب الجلالة

الأحد، 09 أبريل 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صاحب الجلالة هنا هو أنت، وذلك النزيف الذى يتعرض له هو نزف تاريخى ليس له مثيل، وإن لم تصدقنى طالع معى هذه السطور من الكتاب الموجع «سرقات مشروعة» للكاتب «أشرف العشماوى»، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، ثم احكم.
 
طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات كانت حوادث سرقة الآثار تتركز فى المتحف المصرى بالتحرير فأكسبته شهرة مضاعفة، من أشهر تلك الحوادث ما وقع فى ديسمبر من عام 1958 عندما وقف طالب ثانوى أمام فاترينة زجاجية بالمتحف المصرى يقرأ باهتمام البطاقة الدالة على محتوياتها فلاحظ أن عدد السبائك الذهبية بها ينقص عن العدد المدون بالبطاقة بسبيكتين، أبلغ بالمصيبة التى اكتشفها لكن الكارثة، التى كشفتها تحقيقات النيابة وقتها أعظم وأفدح فقد كانت باقى السبائك المتراصة فى فاترينة العرض جميعها مزيفة....!!
 
ولأن السرقة لابد أن يعقبها جرد لمحتويات المتحف فقد أسفر الجرد عن اختفاء سوارين من الذهب الخالص يرجع تاريخهما إلى 200 سنة قبل الميلاد، بالإضافة إلى 32 تميمة أخرى من الذهب أيضًا، وأظهر التحقيق وقتها أن الخزائن فتحت بمفتاحها الأصلى وفى اليوم التالى لبدء الجرد اكتشف المسؤولون عن المتحف اختفاء قلادة من سبيكة الألكترون، التى كونها قدماء المصريين من مزيج يجمع بين الفضة والذهب، وأيضًا أظهر التحقيق أن فاترينة العرض فتحت بصورة طبيعية... ولكن غير الطبيعى أن الحادث قيد ضد مجهول..!!
 
مصيبة كبرى وقعت عندما زار القاهرة عالم الآثار السوفيتى فيدوف بتروفيسكى – الأستاذ بجامعة ليننجراد – فى أغسطس 1959 وتوجه إلى المتحف المصرى فلاحظ اختفاء عصا من مجموعة الملك توت عنخ أمون فأبلغ أمين المتحف المصرى وقتها بملاحظته وكانت عصا من الذهب الخالص ويبلغ طولها مترًا ونصف المتر ومحفور عليها باللغة الهيروغليفية عبارة تقول «من يحمل هذه العصا تحل به بركة آمون ويمشى فى ركابه» ويبدو أن سارقها قد حلت عليه بركة الأله آمون لأنه لم يضبط حتى الآن..!
 
الأغرب أنه عقب هذا الحادث تم جرد المتحف المصرى بالكامل فظهر أن هناك أكثر من 300 قطعة أثرية فقدت، وهناك آلاف القطع غير مسجلة بالدفاتر وحدد التحقيق زمن ضياعها بفترة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وأثناء التحقيقات فى هذا الحادث عثر أحد الحراس- بالصدفة طبعا- على حلقة تضم مجموعة من المفاتيح وبتجربتها تبين أنها تخص بعض فاترينات وخزائن المتحف المصرى، وكانت ملقاة بأحد الممرات الجانبية، والمفأجاة أن تلك المفاتيح كانت مصنوعة فى نفس المصنع الألمانى، الذى صمم ونفذ الأقفال لحساب مصلحة الآثار. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الاثار

ماساه بكل المقاييس وسوف تتعجب أكثر اذا علمت من هم أباطرة سرقة الآثار في مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة