محمد الدسوقى رشدى

المعادلة المصرية السورية!

الأحد، 09 أبريل 2017 07:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زاوية مختلفة للنظر ربما تتضح معها الرؤية، كل هذا الضباب والشقاق والارتباك يمنع العين من مشاهدة الحقائق فوق الأراضى السورية واضحة الملامح، لذا وجب التنبيه، لا تسمح بالصور المشوشة أن تجرك إلى أرض العويل أو الخناق أو الشتائم أو الصراع حول من يساند من، سوريا نفسها لا تحتاج إلى صراع جديد حول صورة حاضرها ومستقبلها، يكفيها الصراع الدائر على أرضها.
 
يحتاج الأمر إلى مزيد من الفهم، حتى ندرك إلى أى مصير نسير، نفهم لماذا ينتفض الجميع الآن ويهتف باسم سوريا بعد الضربة الأمريكية، وكأن تلك المرة الأولى التى تضرب فيها واشنطن أرض سوريا، أمريكا ومعها تحالف من 58 دولة بينها دول عربية على ضفة، وروسيا وإيران وحزب الله على ضفة أخرى، تقريبا 61 دولة مضاف إليها إسرائيل تضرب فى الأراضى السورية منذ منتصف العام، فلماذا ينتفض الجميع الآن؟
 
ربما كان التأييد السعودى الكامل للضربة الأمريكية ووصف السعودية فى بيانها الرسمى قرار ترامب بضرب سوريا بالقرار الشجاع فجًّا وموجعًا إلى الدرجة التى استفزت مشاعر الناس وذكرتهم بأن أرضا عربية تنتهك من قبل قوات عسكرية، وربما لأن فجاجة الضربة الترامبية أوضحت للبعض ما غفلوا عنه مسبقا بأن الأراضى السورية مسرح لتصفية الحسابات على جثة الوطن والشعب السورى لدرجة لجوء ترامب إلى إطلاق صواريخ التومهوك على مطارات سوريا حتى يخفف ضغوط اتهامه من قبل الإعلام الأمريكى بأنه تابع لروسيا.
 
ربما نفخ بعضهم فى صوت الضجة حتى يشير إلى تزامن وجود الرئيس المصرى فى واشنطن مع حدوث الضربة، ساعيا لاتهام مصر التى طالما أعلنت مرارا وتكرارا رفضها لأى تدخل عسكرى فى الأراضى السورية ورفضها المشاركة فى ذلك بأنها أصبحت جزءا من اللعبة، وهو ما نفاه بيان وزارة الخارجية سريعا، بعد أن كذبه المنطق من قبل لأن وجود الرئيس فى واشنطن لا يعنى أبدا علمه بالضربة أو موافقته عليها، فهى نفس حالة وجود الرئيس الصينى على العشاء مع ترامب وقت حدوث الضربة.
 
مصر موقفها واضح منذ البداية فى الملف السورى كانت ضد التدخل العسكرى الأجنبى، وضد الدول العربية التى تمول الميلشيات المسلحة فى أرض الصراع، مصر موقفها منحاز لصالح الشعب السورى وحل الأزمة بالتفاوض حقنا لدماء أهلنا هناك.
 
محور واحد فقط المرور عليه ربما يساعدك فى حل اللغز هو مدى علم روسيا بالضربة العسكرية الأمريكية، البنتاجون يقول إن الضربة تمت بالتنسيق مع روسيا، ويعزز بيان البنتاجون أن القوات السورية والروسية انسحبت من موقع الضربة قبل حدوثها بفترة زمنية وجيزة، بينما دونالد ترامب يؤكد أنه أبلغ بعض البلدان بالضربة العسكرية ولم تكن من بينها روسيا، رد الفعل الإيرانى والروسى يحمل من الغضب ما يشير إلى أن الضربة العسكرية تمت منفردة، الضربة العسكرية الأمريكية لم تخلف خسائر ضخمة بالأرواح كضربات سابقة، كل هذا العبث المسرحى يعزز وجود مشهد تمثيلى لا علاقة له ببشار أو مصلحة سوريا أو الإرهاب، يخبرك فقط أن بعض الدول، للأسف بينها دول عربية تتصارع على مصالحها فوق جثة سوريا وشعبها.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د_محمد دراج

.

عندما وقعت حرب الثماني سنوات الطاحنة بين العراق وإيران ، كانت دول الخليج العربي ـ التي توصف عند القوميين العرب بالرجعية ـ تصطف إلى جانب العراق ، باعتباره بوابة للوطن العربي وأن كسرها يعني التمدد الإيراني الفارسي في المنطقة و كانت أهم سند لصمود العراق أمام الطوفان الفارسي الملتحف بهوس ديني طائفي ، رغم تحفظ دول الخليج على شخصية صدام ونزقه ، بينما وقف حاكم سوريا حافظ الأسد ، زعيم المقاومة العربية والممانعة العربية والبعث العربي والقومية العربية ، إلى جانب إيران الفارسية ضد العراق العربي ، لأن مصالح الكرسي وقتها كانت تستعين بالإيراني الفارسي على العربي القومي ، ولم يخجل كثيرون من القوميين وقتها وهو يغمضون أعينهم عن تلك المفارقة المهينة ، ولم يسأل أحدهم نفسه ، هل يبيع حافظ الأسد عروبته والعراق لصالح إيران من أجل الكرسي ، وكيف استباح لنفسه البعث العربي في سوريا أن يتحالف مع الفرس ضد البعث العربي في العراق . وفي العام 2003 حيث وقع الغزو للعراق .وبعد أن بسطت الولايات المتحدة سيطرتها العسكرية على العراق بكامله وسحقت الدولة والجيش والنظام بكامله ، ذهبت إلى مجلس الأمن لكي تشرعن احتلالها للبلد العربي الكبير ، وتحصل على الموافقة لتعيين جنرال أمريكي حاكما صريحا لبغداد العروبة ، وكان بشار الأسد ، ابن حافظ ، يحظى بمقعد في مجلس الأمن وقتها ، ففوجئ العرب بأن بشار الأسد يمرر قرار احتلال العراق وتنصيب الجنرال الأمريكي حاكما له ، ويمتنع عن إدانة القرار لكي يمر بالإجماع ، ولم يفكر حتى في مجرد تسجيل موقف ولو شكلي للتاريخ برفضه القرار 1483 ، ومرة أخرى لم يجد القوميون العرب مسحة حياء ، وهم يغمضون أعينهم عن هذا "العار" ، وكيف أن بشار باع العروبة وباع العراق للاحتلال الأمريكي ، من أجل المحافظة على سلطته وتثبيت حكمه الذي كان قد بدأ قبلها بسنوات قليلة .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة