يتوقف مترو الأنفاق، نتجاوز الزحام فى اتجاه محطة المعادى، تدفعنا السلالم لمنتصف شارع 9 الشهير، ينحدر الشارع يساراً، تبتعد عينيك تماماً عن زحام المترو لهدوء شارع الفيلات الأشهر فى جنوب القاهرة، يعيدك المعمار من حولك لأفلام الأبيض والأسود، هنا فى حدائق هذه القصور كانت هوانم زمان يجلسن نهاراً لاستقبال حمامات الشمس الصباحية، وفى المساء كانت الحفلات الأنيقة تضىء الشارع الواسع وتملأه بالموسيقى، عالم آخر من الحكايات التى احتفظت بها الفيلات، وبقت حبيسة الأقفال التى وضعت على بعضها بفعل الزمن، هنا فيلا هجرها أصحابها، وأخرى انتقلت للورثة، فقط بقت الحكايات شاهدة على ما مضى.

أحد سكان المعادى

إحدى الفيلات

بوابة الفيلا

شرفة الفيلا
أما الأميرة إنجى فعادت مرة أخرى لتعيش فى المنزل، بعد تأميم أموال وأملاك أسرة محمد على عام 1952، وظلت الأميرة إنجى مقيمة داخل هذه الفيلا الصغيرة إلى أن توفاها الله قبل عامين عن عمر يناهز الـ 89 عاما وما زالت متعلقاتها الشخصية داخل الفيلا المبنية بالحجر وتحمل الطراز الإسلامى العريق الذى لم يتغير حتى الآن، حتى بعد انتقال تبعية الفيلا لجامعة الدول العربية.

صورة قديمة
حكاية أخرى فى فيلا أخرى تقع فى المنطقة نفسها، اشتهرت بفيلا "دوس"، كما اشتهرت حديقة الفيلا بكونها حديقة الأزهار النادرة، التى ما زالت محتفظة حتى الآن على أنواع نادرة جداً من الزهور، ويعود تاريخها إلى عام 1935.
"موسى السيد" حارس الفيلا العجوز تحدث لـ"اليوم السابع" عن الفيلا التى تعود ملكيتها للدكتور "ناصر فتحى دوس" وقال الفيلا من القصور العريقة بحى سرايات المعادى، وتشتهر حديقتها بالزهور والنباتات النادرة، ويعقد فى الحديقة الكثير من الندوات الخاصة بشئون البيئة.

حى سرايات المعادى

فيلا قديمة فى المعادى

فيلا على الطراز القديم
بعد خطوات من حكاية "مدام سناء" صاحبة القصر الأكبر حجماً، يمكنك لتعرف على حكاية مدام "تيودورا" اليونانية التى تعيش فى الفيلا القديمة التى تحمل البصمات المعمارية للخواجة "جون دايموند".
بنيت هذه الفيلا عام 1920 واشترتها منه والدة مدام تيودورا عام 1947، ورغم ذلك إلا أن الفيلا ما زالت تحمل لافتة زرقاء باسم الخواجة "جون دايموند" الذى حمل شارع 85 اسمه قبل أن يتغير ويصبح رقم فقط، وتبلغ مساحة هذا القصر 2800 متر ويتكون من طابقين بهما 12 غرفة، ومازالت مدام تيودورا تعيش فيه الآن مع زوجها وأبنائها، وتعتبر هذه الفيلا من أشهر الفيلات الموجودة بهذا الشارع نظرًا لأنها قديمًا كانت الفيلا الوحيدة التى تحتوى على غلاية لتوزيع كميات كبيرة من المياه الساخنة.

لافتة تحمل اسم المصمم المعمارى اريستون سانت جون دايامانت الذى صمم العديد من المبانى المصرية القديمة