قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لديه فرص فى توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، لكنه بالكاد ما يملك ضمانا لتغيير تصور الفوضى فى إدارته.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الهجوم سيشكل اللقاء المتوقع الأسبوع المقبل بين وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والذى سيكون أول لقاء مباشر بين الرئيس الروسى وعضو فى إدارة ترامب.
وقبل توجيه الضربة لقاعدة الشعيرات السورية الجوية، كان من المتوقع أن يطغى على الاجتماع المرتقب التحقيقات التى تجرى حول الهجمات الإلكترونية الروسية والتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح ترامب، إلا أن التحرك فى سوريا يمنح الإدارة الأمريكية فرصة لمطالبة بوتين إما احتواء الرئيس السورى بشار الأسد أو الإطاحة به، أو أن الرئيس ترامب سيطلب توسيع التحرك العسكرى الأمريكى المحدود وسريعا لو فشل الرئيس الروسى فى تحقيق ذلك.
ونقلت الصحيفة عن أنتونى بلينكين، الذى عمل مساعدا لوزير الخارجية فى إدارة أوباما، إن الهجوم الكيماوى للحكومة السورية فى الأراضى الواقعة تحت سيطرة المعارضة يعنى أنه يجب التحرك، وأضاف فى تصريحاته التى جاءت قبل توجيه الضربة العسكرية إن الأمر يتجاوز سوريا، فالأسد كان يسير عكس القاعدة التى وضعنهاها منذ الحرب العالمية الأولى، عندما استخدمت الحرب الكيماوية لأول مرة على نطاق واسع.
وكان العديد من كبار مساعدى الرئيس أوباما، ومن بينهم بلينكن، قد دعوا لتحرك مماثل فى صيف 2013 عندما وقع هجوم الغوطة، وأشار أوباما إلى أن الأسد تجاوز الخط الأحمر الذى وضعه باستخدام الأسد للسلاح الكيماوى.
غير أن الصحيفة تشير إلى وجود مخاطر كبيرة لترامب فى الأسابيع القليلة المقبلة، بمجرد أن ينتهى الرضا الفورى بجعل الأسد يدفع ثمن أفعاله، الخطر الأول أن تفشل مقامرته مع بوتين، فالرئيس الروسى طالما فضل ترامب عن منافسته فى الانتخابات الرئاسية هيلارى كلينتون، لكن بوتين لن يدخل على الأرجح فى اتفاق يهدد نفوذه فى سوريا.
الخطر الثانى أن يتمثل فى أن ترامب بتوجيه ضربة للأسد، يضعف هدفه الرئيسى فى المنطقة وهو هزيمة داعش.. فلو انهارت سوريا، قد تصبح ملاذا للإرهابيين، وهو نفس الوضع الذى يحاول ترامب منعه.