مع زيادة العمليات الإرهابية حول العالم، واستخدام التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى فى التخطيط لهذه الجرائم أعلنت أغلب دول العالم حالة الطوارئ خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التى بدأت فى فرض العديد من القيود ليس فقط على الزوار والمهاجرين، بل أيضا على مواطنيها، وتحولت من دولة تناشد بالحرية إلى أخرى تعمل جاهدة على التدخل فى خصوصيات الأفراد والتجسس على هواتفهم وتفتيش أجهزتهم لضمان أنهم لا ينتمون لأى منظمة إرهابية أو حتى لديهم تفكير متطرف.
تفتيش الأجهزة على الحدود
خلال الفترة الماضية أصبح هناك صلاحيات لموظفى الجمارك للبحث فى الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى، ورفض قول كلمة المرور الخاصة بأجهزتك قد يدفع الوكلاء لاحتجاز صاحب تلك الأجهزة إلى أجل غير مسمى، ومصادرة الأجهزة الخاصة ويمكن أن يصل الأمر إلى الترحيل، وخلال العام الماضى فقط تم تفتيش 25 ألف هاتف على الحدود الأمريكية.
وهذه العملية لا تتم من خلال مذكرات تفتيش، وهو الأمر الذى دفع اثنين من النواب لتقديم مشاريع قوانين تتطلب من الجمارك وقوات حماية الحدود الحصول على مذكرة تفتيش بناء على معيار قانونى يسمى "السبب المحتمل".
إذ قال السيناتور "راند بول" إن الأميركيين لا ينبغى أن يطلب منهم تسليم حقوقهم أو خصوصيتهم على الحدود وأن مشروع القانون سيضع حدا لممارسات الحكومة التدخلية".
بيانات مواقع التواصل الاجتماعى
لم يكن هذا هو التجاوز الأول من الجمارك الأمريكية ضد خصوصية الأفراد، بل فى العام الماضى نشرت مجلة Politico تقريرا يرصد مطالبة مصالح الجمارك الأمريكية وحماية الحدود القادمين إليها بالكشف عن حسابات فيس بوك، وتويتر، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بهم.
وهذا يعنى أن أى شخص يريد الدخول للولايات المتحدة عليه إدخال الروابط عبر نظام مخصص من أجل تحليل محتواها ومعرفة ما يتم نشره عبرها، وتقول الحكومة الأمريكية إن الهدف من هذا الإجراء هو تحديد إمكانية وجود خطر محتمل، وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة التى تم توجيهها لتلك الخطوة إلا أنه جار تطبيقها حتى الآن.
التجسس على هواتف المتظاهرين
فى وقت سابق نشر موقع ibtimes تقرير يقول إن الادعاء الفيدرالى بالولايات المتحدة الأمريكية أبلغ محكمة عليا فى واشنطن أنهم يقومون حاليا بفحص بيانات خاصة بما يقرب من مائة هاتف ذكى تم الاستيلاء عليها من المتظاهرين خلال تنصيب الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، وعملت السلطات على اخترقتها بأساليب ملتوية لاستخراج المعلومات الحساسة، وهو الأمر الذى اعتبره البعض انتهاكا خصوصية المواطنين.
برامج وثغرات المخابرات الأمريكية للتجسس
فضح موقع "ويكيلكس" الاستخبارات الأمريكية أمام العالم، وهذا بعد نشر ملفات ضخمة تضم العديد من البرامج والثغرات ونقاط الضعف التى يتم الاعتماد عليها فى التجسس على المواطنين حول العالم عن بعد، وكشفت أيضا كيف تم استغلال الهواتف الذكية والتليفزيونات المنزلية للتجسس على أصحابها، وتسجيل الأصوات والصور والرسائل النصية الخاصة للمستخدمين، حتى عندما يلجأون إلى التطبيقات المشفرة للتواصل.
فوفقا لما نشره موقع bbc الشهر الماضى، فالمخابرات الأمريكية لديها الأدوات التى تمكنها من تجاوز التشغير الخاص بتطبيق واتس آب وسجنال، وتليجرام، وموقع Wiebo الصينى، وجمع المعلومات النصية والصوتية التى تريدها قبل أن تعمل ميزة التشفير.
جميع التنديدات لا تأتى بفائدة
على الرغم من أن كل تلك الحوادث تمت مواجهتها بالعديد من الانتقادات والغضب من قبل المهتمين بمجال الخصوصية وحماية البيانات، إلا أنه لم يتم اتخاذ أى خطوات ضد هذا الأمر، وتستمر الولايات المتحدة فى تسخير قوتها لمعرفة كل ما يقوله ويفعله المواطنين فى نفس اللحظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة