إسرائيل "عقدة" على طريق العلاقات المصرية الأمريكية..الاحتلال دعم عداء عبد الناصر والأمريكان..زيارة السادات فتحت "صفحة جديدة"..جرائم شارون قادت مبارك وبوش لطريق مسدود..والسيسي يصف محنة فلسطين بـ"قضية القرن"

الثلاثاء، 04 أبريل 2017 11:42 ص
إسرائيل "عقدة" على طريق العلاقات المصرية الأمريكية..الاحتلال دعم عداء عبد الناصر والأمريكان..زيارة السادات فتحت "صفحة جديدة"..جرائم شارون قادت مبارك وبوش لطريق مسدود..والسيسي يصف محنة فلسطين بـ"قضية القرن" جانب من جلسة الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب
كتب: هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضرورة التكاتف لحل القضية الفلسطينية، واصفا إياها فى القمة التى جمعته مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى البيت الأبيض بـ"قضية القرن"، مشددا على أن مصر ستقف وبقوة لإيجاد حل لهذه المشكلة وأنه على ثقة فى أن إدارة ترامب ستتمكن من التوصل لحل هذا الملف، وذلك فى إشارة إلى ما تعكسه تلك القضية التى تعد إسرائيل طرفا رئيسيا فيها من "عقدة تاريخية" فى العلاقات المصرية ـ الأمريكية.

 

فعلى الرغم أن ميلادها كان على يد الاحتلال البريطانى، وفق وعد "بلفور"، إلا أنه بمرور السنوات الأولى من عمر دولة الاحتلال تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الداعم الرئيسى لإسرائيل، منذ عهد الرئيس الأسبق هارى ترومان، وعلى مدار الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض.

 

وبمرور الوقت، تبنت الولايات المتحدة الأمريكية ـ أول دولة تعترف بإسرائيل ـ مواقف داعمة لتل أبيب، وكانت تلك المواقف بطبيعة الحال أحد أبرز نقاط الخلاف بين القاهرة وواشنطن على اختلاف الرؤساء المتعاقبين على حكم مصر، فكانت بمثابة سببا رئيسيا للعداء مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومصدرا لتوتر العلاقات خلال حكم الرئيس الراحل أنور السادات، ومن مسببات الإحراج لنظام مبارك فى العديد من المواقف.

 

عبدالناصر والأمريكان.. عداء تاريخى عنوانه "إسرائيل" 

وفى أعقاب ثورة 1952، وفترة حكم جمال عبدالناصر، كان التحالف القوى بين واشنطن وتل أبيب، بمثابة حجر عثرة دائم أمام بناء علاقات وطيدة وقوية بين مصر والولايات المتحدة، فعندما شاركت إسرائيل فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 كانت واشنطن بمثابة مخزن السلاح الذى تستمد منه تل أبيب ما تحتاجه من سلاح ومعدات عسكرية وليس فى هذه الحرب فحسب وإنما فى حرب 5 يونيو 1967، فى فترة الرئيس الأسبق "ريتشارد نيكسون".

 

ولم يكن الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل وحده هو ما يؤرق علاقات القاهرة ـ واشنطن، حيث أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية فى أعقاب نكسة 1967 على تجميد قرار الأمم المتحدة الصادر فى اليوم التالى للعدوان، والذى كان ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة فى ذلك الحين. وتمخض عن هذا الموقف مشروع القرار 223 الذى نص على وقف إطلاق النار.

 

وخلال حرب الاستنزاف، تزايد الدعم اللوجستى الذى تقدمه واشنطن لدولة الاحتلال، خاصة فى أعقاب معركة رأس العش فى يوليو 1967 بعدما فشلت قوات الاحتلال الإسرائيلى فى إنزال قوات إضافية بقناة السويس وإغراق المدمرة إيلات.

 

السادات.. والتقارب الحذر

وبوفاة جمال عبدالناصر، دخلت مصر حقبة جديدة كان الرئيس الراحل أنور السادات يحاول خلالها تحقيق المزيد من التوازن فى علاقات مصر الخارجية إلا أن الدعم الأمريكى للاحتلال فى فترة ما قبل حرب 1973 كانت تحول دون ذلك.

 

وبعد اجتياز خط بارليف، وتمكن القوات المسلحة المصرية من قلب موازين القوى فى معركة التحرير حاولت الولايات المتحدة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لتغيير مسار المعركة التى كانت فى صالح الجيش المصرى، حيث أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية جسرا جويا لمواجهة تقدم الجيش المصرى ومارست ضغوطا على مجلس الأمن لإقرار وقف إطلاق النار بين الجانبين لتنطلق مرحلة "لا سلم ولا حرب"، حتى أطلق الرئيس الراحل محمد أنور السادات مبادرته لإقرار السلام بالشرق الأوسط من خلال زيارته للكنيست الإسرائيلى عام 1977 وإلقاءه خطابه الشهير.

 

وبعد ذلك قامت الولايات المتحدة من خلال الرئيس الأسبق جيمى كارتر برعاية مباحثات السلام بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجن فى منتجع كامب ديفيد والتى تمخض عنها معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية، ليضع السادات الكلمات الأولى فى صفحة جديدة من العلاقات المصرية ـ الأمريكية.

 

مبارك والانتفاضات

وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك لم تختفى "عقدة إسرائيل" فى العلاقات المصرية ـ الأمريكية، فعلى الرغم من التنسيق المتبادل بين نظام مبارك والإدارات الأمريكية التى تعاقبت على البيت الأبيض خلال رئاسته التى امتدت لثلاثة عقود، إلا أن القمع الإسرائيلى للفلسطينيين فى ظل غطاء سياسى من واشنطن، كان أحد أبرز ما يعكر صفو العلاقات.

 

وفى عام 2000 عندما قام رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرائيل شارون بزيارة استفزازية للحرم القدسى الشريف اندلعت بسببها انتفاضة الأقصى سحبت مصر على أثرها سفيرها فى تل أبيب محمد بسيونى مما دفع الإدارة الأمريكية فى عهد جورج بوش الأبن إلى مطالبة مصر بضبط النفس وإعادة السفير، لكن مصر لم تنصاع إلى ذلك إلا بعد وقف القمع الإسرائيلى للفلسطينيين.

 

كما أدى شن إسرائيل حربا على قطاع غزة فى نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 واستنكار الرئيس مبارك لها إلى  تأزم العلاقات بين بوش ومبارك.

 

الموقف المصرى الثابت للقضية الفلسطينية دفع "بوش الأبن" إلى الضغط على القاهرة بملفات حقوق الإنسان واحترام المعارضة، وعلى مدار 6 سنوات من العلاقات الباردة منذ عام 2003 وحتى عام 2009 لم يزور خلالها مبارك البيت الأبيض، إلا بعد تولى باراك أوباما الإدارة الأمريكية حيث تم دعوة مبارك لكن "أوباما" فضل هو زيارة القاهرة وإلقاءه خطابه الشهير فى جامعة القاهرة .

 

عزيزى بيريز

وبخلاف الشعارات السياسية التى طالما تبنتها جماعة الإخوان قبل وصولها السلطة فى أعقاب ثورة 25 يناير، إلا أن الرئيس الأسبق محمد مرسى كان صادما لجموع أنصار الجماعة بمواقفه المهادنة من إسرائيل خاصة بعد تسريب خطاب "عزيزى بيريز" الشهير الذى كان بمثابة صك ولاء وطاعة لإدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الذى حاربت إدارته طويلا لبقاء مرسى فى السلطة قبل أن تنجح ثورة 30 يونيو فى الإطاحة بحكم الإخوان بعد نزول الملايين إلى الشوارع للتأكيد على رفض ممارسات الجماعة الإرهابية.

 

السفارة الأمريكية "قنبلة" تل أبيب الموقوتة

وبعد نجاح ثورة 30 يونيو الشعبية، تبنت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما موقفا معاديا من الحكومة المصرية ولم تكن إسرائيل وحدها محل الخلاف بين القاهرة وواشنطن، ليبدأ البلدين صفحة جديدة من العلاقات بعد الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون التى حاولت جاهدة خلال توليها وزارة الخارجية الأمريكية دعم حكم الإخوان ونظام الرئيس الأسبق محمد مرسى.

 

ومع تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، آثار تعهده بنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل للقدس العديد من الانتقادات، إلا أن مراقبين رجحوا عدم إقدامه على هذه الخطوة لعدم استفزاز الدول العربية الكبرى وفى مقدمتها مصر.

 

وقالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية فى تقرير سابق لها إن الرئيس عبدالفتاح السيسي من بين أوائل الزعماء الذين هاتفهم الرئيس دونالد ترامب بعد تسلمه منصبه، وأوضحت فى تقريرها أن ترامب ربما يتراجع عن خطوة نقل السفارة الأمريكية إرضاء للحكومة المصرية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن

كل ده علشان خاطر فلسطين والفلسطنيين

وياريته تامر فيهم بل بالعكس بيعضوا فى اليد إللى بتحسن اليهم .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة