أعلن إيفان ساركوس سفير الاتحاد الأوروبى، إن الاتحاد يبحث حاليا مع مصر إنشاء مجلس للشراكة المصرية الأوروبية، حيث ينتظر الموافقة الرسمية عليه خلال يونيو أو يوليو القادم، مشيرًا إلى إنه تجرى الآن مباحثات مع الجهات المعنية في مصر ممثلة في وزارة التجارة والصناعة لمناقشة أدوات ومقترحات جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادى المصرى الأوروبى، وأنه يجرى التفاوض حول برامج التعاون للثلاث أعوام المقبلة وسوف يتم قريبًا توقيع مذكرة تفاهم في هذا الشأن.
وقال خلال اجتماع مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، الذي عقد اليوم بمشاركة عدد من السفراء المعتمدين لدي مصر ورجال الأعمال، إن الإتحاد حريص على دعم مصر باعتبارها جار وشريك مهم للاتحاد الأوروبى، فهي أكبر اقتصاد فى العالم العربى، ومن أكبر 20 شريك تجارى للاتحاد الأوروبى.
وأضاف، غنه خلال لقاءه مع الرئيس السيسى، أكد إن مهمته المكلف بها هى تقوية وتوسيع وتعميق العلاقات مع مصر فى كافة المجالات، وهو حريص على تحقيق هذا الهدف.
وأضاف إن مفوضية الاتحاد الأوروبى في مصر تدير 250 مشروعا تبلغ قيمتها 1.3 مليار يورو، وأن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمساعدات لمصر، وهو حريص على استمرار هذا الموضوع، وكشف عن إن الدول الأوروبية والمؤسسات الأوروبية المالية، أتاحت تمويل لمصر يبلغ 11 مليار يورو.
وأكد ساركوس، إن أولوية الاتحاد الأوروبى، هى الإسهام فى تحديث الاقتصاد المصرى، لأن مصر تمر بمرحلة مهمة وهناك تحديات رئيسية تواجهها وحريصون علي مساعدتها وتقديم المساعدات اللازمة لتحديث اقتصادها، وأضاف إن مصر تمر بعملية إصلاح ونحن ندعم الإجراءات التى قامت بها واتفاقها مع صندوق النقد، وتحرير سعر الصرف وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، وسوف يعمل الاتحاد الأوروبي مع المؤسسات المصرية لتخفيف العبء الاجتماعى المترتب على هذه الإصلاحات.
وأشار إلى إن مصر دولة مهمة من الناحية السياسية، وأن الاتحاد الأوروبى يتعاون معها لحل المشكلات في ليبيا، وفلسطين، واليمن، والبحر الأحمر، والقرن الأفريقى، وإن الاتحاد الأوروبى حريص على الاستماع إلى الخبرات والنصائح المصرية حول الوضع فى المنطقة، وما يمكن أن يقوم به الاتحاد الأوروبى فى هذا الإطار ونحن حريصون على الاستفادة من الخبرات المصرية العميقة فى هذا المجال.
وكشف ساركوس، عن وجود تعاون مصرى أوروبى مشترك مع دول حوض النيل ومع دول القرن الأفريقي لمواجهة مشكلة الهجرة غير الشرعية، وهناك حوار عال المستوى بين مصر والاتحاد الأوروبى حول سبل مكافحة الإرهاب.
وأكد ساركوس، ثقته فى إن مصر قادرة على تخطي المرحلة الصعبة الحالية التى تمر بها وسوف تتغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها، وسوف تنجح فى تحقيق الاستقرار والازدهار لشعبها ولمنطقتها، والاتحاد الأوروبى لديه عزم أكيد على إقامة علاقات جيدة مع مصر ودعم جهودها لتحقيق الاستقرار والتنمية، ونحن نناقش مع المسئولين في مصر المقترحات الجديدة فى هذا الإطار.
وبشأن السياحة الأوروبية أشار ساركوس، إلى أن قطاع السياحة بطبيعته قطاع حساس ويتأثر بما تنشره وسائل الإعلام عن الوضع فى مصر، مشيرًا إلى إن بعض وسائل الإعلام تتناول الأوضاع فى مصر بطريقة غير مسئولة وتستخدم عناوين لجذب القراء دون مراعاة الحقيقة، مؤكدًا إن على الإعلام أن يقدم معلومات موثقة، وعبَّر عن ثقته فى إن السياح الأوروبيين سوف يأتون إلى مصر عاجلاً أو آجلاً، لأن لديها مواقع ومقاصد سياحية متفردة وسوف تصلهم المعلومات الحقيقية عن الوضع الراهن فى مصر، وسوف تعمل المفوضية الأوروبية على الإسهام في هذا الإطار، داعيًا السفارات المصرية في الدول الأوروبية للقيام بدورها للترويج للسياحة المصرية فى أوروبا، وإبراز الرسائل الإيجابية عن الوضع الحالى فى مصر، مؤكدًا أننا سنعمل خطوة بخطورة لاستعادة ثقة الأوروبيين السياحية فى مصر.
وبشأن توقيع اتفاقية تجارة حرة شاملة وعميقة مع مصر، أشار ساركوس، إلى إن هذه المنطقة تختلف عن منطقة التجارة الحرة الحالية، فى إنها تشمل أيضا تحريرا للتجارة فى الخدمات، وهى أكثر اتساعا وشمولا لافتا إلى إن الاتحاد الأوروبى قدم عرضًا لمصر لتوقيع هذا الاتفاق عام 2013، ولم يتلقى رد في هذا الإطار والاتحاد الأوروبى، يؤيد طرح هذا العرض لمصر لتوقيع هذا الاتفاق إذا وجدت مصر إنه يحقق مصالحها، ونحن مستعدون لبدء التفاوض حولها فى الوقت الذى تراه مصر مناسبًا.
وطالب سفير الاتحاد الأوروبى، بإعادة النظر فى قرار تسجيل الشركات المؤهلة للتصدير لمصر، لافتا إلى إن الاتحاد يناقش حاليا مع وزارة التجارة المصرية تداعيات مشروع قانون استراتيجية تعميق صناعة السيارات التى ستمنح مجموعة من المزايا للصناعة المصرية، وأكد إنه يتفهم هذه الإجراءات في ضوء ما تعانيه مصر من عجز في الميزان التجارى، إلا أنه إذا ارادت مصر أن تقدم دعما مستداما لصناعة السيارات، فعليها أن تعمل على تحسين تنافسيتها وهذا لن يتحقق إلا من خلال سياسة طويلة الأجل، وكشف عن إن صادرات مصر غير البترولية قد زادت إلى الاتحاد الأوروبى في حين تراجعت صادراتها من المنتجات البترولية.
من جانبه أكد محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، إن زيارة البابا فرانسيس إلى مصر هي زيارة تاريخية وسيكون لها ما بعدها، مشيرا إلى إن الزيارة حملت العديد من الرسائل السياسية والدينية هامة للغاية.
وأضاف إن إصرار البابا على زيارة مصر وتأكيده على إن مصر التي احتمى بها السيد المسيح هى بلد الأمن والأمان والسلام والخير هى أبلغ رد على المشككين فى أمن واستقرار مصر.
وأضاف إن رسالة السلام والمحبة والتعاون ودفاع البابا عن الأديان السماوية، خلال مشاركته فى مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، وبحضور أعلى القيادات الدينية من مختلف الطوائف فى العالم، كان تأكيدا لمكانة مصر ودورها القيادى الذي تضطلع به لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمى.
مشيرًا إلى ضرورة إن يضطلع قادة العالم بمسئولياتهم لتحقيق الأمن والاستقرار، وإن تتوقف الدول عن استخدام الإرهاب كوسيلة لتحقيق مآرب سياسية .
وأشار رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبى، إلى إن رسالة بابا الفاتيكان عن مصر كان لها صداها لدى وسائل الإعلام الدولية والتي يجب أن تتوقف عن ترويج معلومات مغلوطة عن أمن وأمان مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة