هل يخضع جمال لرغبة والده بالابتعاد عن السياسة؟.. وما هى الأطراف التى تدفعه للعودة لها؟.. هل كان ظهور علاء فى عزاء والد أبوتريكة بريئاً أم جس نبض؟.. لماذا لم يفكر البعض فى التظاهر اعتراضا على خروج مبارك لبيته؟

الإثنين، 03 أبريل 2017 09:14 ص
هل يخضع جمال لرغبة والده بالابتعاد عن السياسة؟.. وما هى الأطراف التى تدفعه للعودة لها؟.. هل كان ظهور علاء فى عزاء والد أبوتريكة بريئاً أم جس نبض؟.. لماذا لم يفكر البعض فى التظاهر اعتراضا على خروج مبارك لبيته؟ عائلة مبارك هل تعود للحياة السياسية
كتب - أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ خرج الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلى منزله بشارع حليم أبوسيف بمصر الجديدة، لم تتوقف الأسئلة حول ما يمكن أن يحدث، وهى أسئلة تشغل الخارج والداخل، عما يمكن أن يحكم تحركاته وأسرته، وهل يلتزم منزله ويقتنع بكونه نجا من سلسلة المحاكمات، وكيف يفكرون فى الاحتفال بعيد ميلاد مبارك الـ89، وكيف تحمل صدمات الخروج من قمة السلطة وسلسلة المحاكمات بأقل الخسائر؟ وقد خرج مبارك إلى منزله، بينما لم تصدر ردود أفعال غاضبة، فضلا عن وجود بعض أنصاره ممن يطالبون بتكريمه بدلا من عقابه، ثم إن خروجه المتوقع لم يثر الكثير من ردود الفعل الغاضبة، كما كان متوقعا قبل 6 سنوات.

suzanne-mubarak
 
هناك قطاعات أصبحت تتعامل مع مبارك باعتباره رجلا «عجوزا» لا يمثل ضررا، والبعض يرى أنه التزم باحترام القضاء، ودرجات التقاضى واستخدم حقوقه القانونية، والمفارقة أن بعض التعليقات الغاضبة على خروج مبارك كانت تشير للقضاء كطرف فى القضية، بينما هناك معلقون من العراق أو بعض الدول العربية اعتبروا خروج مبارك تأكيدا بأن القضاء مستقل وغير مسيّس، وليس مثل القضاء الذى حاكم الرئيس العراقى صدام حسين بإشراف وتدخل واضح من الاحتلال الأمريكى وحكم عليه بالإعدام، ثم إن من يشيرون إلى القضاء لا يقدمون دليلا واحدا على أن مبارك كان يمتلك أى سلطة منذ غادر الحكم فى فبراير 2011، يضاف إلى ذلك رفض مبارك من البداية الهروب أو اللجوء لأى دولة عربية أو أجنبية، وإصراره على البقاء بمصر، وهى أمور يقدرها بعض المواطنين حتى ولو لم يكونوا من مؤيدى مبارك، بل إن البعض يخلط بين تعاطف طبيعى، وبين رغبات سياسية.
 
46773-علاء-مبارك-يحضر-عزاء-والد-أبو-تريكة-(3)
 
ومن الأسئلة المهمة المطروحة حول مبارك بعد الخروج، هل تم بالفعل إغلاق ملف أموال وثروات مبارك فى الخارج والداخل، خاصة أن السلطات السويسرية أعلنت أنها أسقطت تهم غسل الأموال عن مبارك؟ وبالرغم من مد فترة التحفظ على أموال مبارك حتى 2020، فلم يتم إثبات وجود أموال مملوكة له فى الخارج، وفشلت اللجان التى تم تشكيلها بعد «25 يناير» حتى الآن فى إثبات وجود أموال مهربة، وما تم إثباته هو مبالغ ضئيلة، مقارنة بعشرات المليارات التى تم الإعلان عن تهريبها أثناء «25 يناير»، وبالتالى فإن ملف الأموال يمكن أن يشهد مفاجآت، خاصة أن الثروات بالداخل تم إثبات ملكيتها، والجزء الخاص بغرامات القصور الرئاسية تم تسديده، وهناك اتجاه للطعن لاستعادة بعض الأموال المملوكة منها 61 مليونا فى أموال المقاصة، وقد أعلن محامو الأسرة أنهم أثبتوا مصادر أملاك جمال وعلاء مبارك بالخارج وفى الشركات الأخرى، فضلا عن انتهاء قضية أموال البورصة، وتظل بعض القضايا مفتوحة.
مبارك فى أحاديثه الخاصة يصر على تأكيد أنه أصبح مواطنا عاديا وليست لديه أى طموحات فى السلطة، ويكتفى بما حصل عليه من براءات أمام القضاء، ويظل السؤال الكبير مطروحا: هل حسنى مبارك يقتنع بما يعلنه أنه لا يريد أكثر من استكمال حياته بفيلا مصر الجديدة مع أحفاده؟ واتفقنا أن مبارك ليس هو الرجل الساذج، وأنه يمتلك خبرة سياسية، ومعرفة بالدولة، تجعله حريصا على الحياة بعيدا عن أى توترات، ومن الصعب أن يخضع لمطالب وأهواء بعض المعادين للنظام، ليصبح مطية لأى تحركات هنا أو هناك. 
 
فيما يخص مبارك كانت الأسئلة تتعلق بما إذا كان مبارك سوف يكتفى بالخروج والعيش فى فيلا مصر الجديدة بعيدا عن السياسة، أم يخضع لمن يطالبونه باستعادة حقوقه كرئيس سابق، ومدى الاتصالات بمساعديه ورجال نظامه، أمثال زكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور، وهل تتوقف الاتصالات على العلاقات الأسرية أم تتخطاها إلى خطوات أكثر؟
 
قد يكون مبارك نفسه مع البقاء بعيدًا عن أى تقاطعات، لكن الوضع قد لا يكون بنفس القدر لدى ابنيه جمال وعلاء وزوجته سوزان، خاصة أن مبارك يقترب من التسعين، لكن ولديه جمال وعلاء مازالا فى مرحلة الشباب وأمامهما سنوات ولدى كل منهما طموحات سياسية أو اقتصادية. ويضاعف من طرح الأسئلة بالنسبة لجمال وعلاء، تكرار ظهورهما فى مناسبات اجتماعية مختلفة، سواء عزاءات ومباريات كرة قدم، ومطاعم، والتحرك وسط الناس، وتلبية طلبات التقاط الصور مع مواطنين ونشرها كتأكيد أنهما لا يواجهان كراهية، بل إنهما مرحب بهما، فقد ظهر علاء وجمال مبارك بدون حراسة وتناولا العشاء فى مطعم أسماك أمام دوران شبرا، فى ديسمبر الماضى، والتف حولهما بعض المواطنين والتقطوا معهما الصور. 
 
وظهر جمال وعلاء مبارك مبكرا فى عزاء والدة الكاتب الصحفى مصطفى بكرى لأول مرة وتكرر ظهورهما بعد ذلك، وكانت المفارقة وقتها أن بكرى هو أحد الذين سارعوا أثناء ثورة 25 يناير بتقديم بلاغات تتهم مبارك بالفساد المالى، والتى شملها تحقيق النيابة وقرار الإحالة لمحكمة الجنايات، وقد تمت تبرئة مبارك فى هذه التهم مبكرا، وكان بكرى قدم لهم العزاء فى وفاة محمد علاء أثناء رئاسة مبارك.
وكانت البلاغات ضد مبارك وأسرته، تحمل مفارقات مختلفة، منها أن الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى كان أحد الذين قدموا بلاغات ضد مبارك بقتل المتظاهرين فى مظاهرات 28 يناير 2011، كان إبراهيم عيسى من أوائل من تقدموا ببلاغات ضد مبارك بتهمة قتل المتظاهرين واتهم أمام النائب العام، فى مارس 2011، الشرطة بقتل المتظاهرين، وأن مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى مسؤولان عن اعتداءات الشرطة على المتظاهرين وقتل المئات، لكن إبراهيم عيسى فى شهادته بجلسة إعادة محاكمة مبارك أمام الجنايات الأحد 12 يناير 2014، قال إن تخلى مبارك عن السلطة كان حرصا على حقن الدماء، وإنه لم ير الشرطة تطلق النار على المتظاهرين، وحمل بعض الأطراف الخارجية والإخوان مسؤولية قتل الثوار وحرق أقسام الشرطة واقتحام السجون.
 
وعندما انتقد بعض النشطاء شهادة عيسى الثانية ورأوا أنها تناقض شهادته الأولى أمام النائب العام، وتسهم فى تبرئة مبارك أكد عيسى أن شهادته ليست متناقضة، وأن البعض اقتطع من شهادته ما يظهر التناقض، وقال عيسى فى برنامجه «25 / 30» مساء 12 يناير 2011: «شددت فى شهادتى على أن مبارك كان حاكما مستبدا ومزورا، لكن قرار تخليه عن الحكم كان قرارا وطنيا وحكيما منع مصر من السقوط فى بحور دم»، وأضاف: «أنا صانع هذه القضية، أنا من كان وراء محاكمة القرن من الأساس، وأحضرت للنيابة عددا من الشهود لتقديم شهادتهم فى المحاكمة الأولى لمبارك عقب الثورة.. هذه شهادتى أمام الله بما رأيته أنا وليس ما رآه أصدقائى، واللى مش عاجبه يضرب دماغه فى الحيط».
 
كانت شهادة إبراهيم عيسى تتماس مع شهادات أخرى أدلى بها المشير محمد حسين طنطاوى واللواء عمر سليمان، واستند إليها دفاع مبارك. 
 
كل هذا أسهم فى استكمال الصورة.
 
13796439510dce8844aec5f47a3a81cabe33acad07
 
وبالعودة لتكرار ظهور كل من جمال وعلاء مبارك، فقد قدما العزاء فى وفاة زوجة الفنان محمد صبحى فى سبتمبر الماضى، وأيضا فى عزاء الفنان محمود عبدالعزيز فى نوفمبر الماضى، وظهرا أيضا بين جمهور الدرجة الأولى لمباراة ودية مصر وتونس فى أول يناير الماضى، لكن اللافت أكثر كان ظهور علاء مبارك فى عزاء والد اللاعب النجم محمد أبوتريكة، بالرغم من غياب اللاعب نفسه فى قطر بسبب التحقيقات الخاصة بتمويل الإخوان وعلاقته بالجماعة. كان ظهور علاء فى عزاء أبوتريكة الأكثر إثارة، وفسره البعض بأنه يمثل نوعا من التحدى، وإشارة إلى أن أبوتريكة ربما يكون متعرضا لظلم مثل الذى تعرضوا هم له، والبعض يرى أن قطر ربما تحاول استغلال هذا الأمر فى نسج علاقة مع عائلة مبارك، لكنه احتمال مستبعد، مع علم مبارك بالعداء الذى مارسته الدوحة ضد نظام حكمه، وكانت طرفا لجهات دولية يرى مبارك أنها تآمرت، وبالتالى من المستبعد أن يستجيب ابنا مبارك للتقارب مع الدوحة، ويفسر البعض عزاء علاء مبارك بأنه علاقة قوية تربط علاء بالأوساط الرياضية، فضلا عن بعض الأنشطة الخيرية التى ارتبطت بجمعية محمد علاء مبارك، التى تكونت بعد وفاة حفيد مبارك، فى 18 مايو 2009.
 
تكرار ظهور جمال وعلاء مبارك فتح الباب لتساؤلات عما إذا كان لدى جمال رغبة فى جس النبض استعدادا لظهور جماهيرى، تمهيدا لظهور سياسى، استبقه البعض بأن جمال ربما يفكر فى الترشح لانتخابات رئاسية أو برلمانية، وهو بالطبع ما يتناقض مع وجود حكم القصور الرئاسية وهو حكم بالسجن ونهائى يمنع جمال وعلاء من حقوقهما السياسية لعدة سنوات لأنه حكم ماس بالشرف. 
 
لكن هذا لم يمنع بعض المحللين من إطلاق تكهنات بأن جمال لايزال يحمل طموحه السياسى، خاصة أنه كان قاب قوسين أو أدنى من السلطة قبل 25 يناير. وأنه كان من أنصار عدم تخلى والده عن منصبه والبقاء لمدة حتى تهدأ الأحوال، ثم إن السنوات التى قضاها جمال فى قمة السلطة والحزب الوطنى ربما تمثل مخزونا من الطموح يدفع البعض ليطلب ترشحه فى الانتخابات الرئاسية إن لم يكن فى 2018 ففى 2022، وتكون المخاوف تجاه التوريث قد زالت، لكن هؤلاء يرون أن هذا الاتجاه قد يستلزم تمهيدًا، وأيضا الانتهاء من كل الملفات العالقة فيما يتعلق بالقضايا والأموال، ويرى هؤلاء أن الظروف ربما تكون مواتية لجمال ليخوض العمل السياسى بعد انتهاء الظروف المانعة. 
 
gamal-mubarak320084194254
 
لكن أصحاب هذا السيناريو يتجاهلون تفاصيل وتحولات كثيرة، ولا يفرقون بين كون بعض المصريين يتعاطفون بشكل طبيعى مع مبارك ويرون أنه نال جزاءه بالمحاكمة لمدة 6 سنوات كأول رئيس مصرى فى العصر الحديث يخضع للمحاكمة، وأنه واجه القضاء باحترام، ويرى المتعاطفون من غير المسيسين أن مبارك فضلا عن كونه احترم القضاء بلغ سنا كبيرة، فضلا عن أن وقوفه أمام المحكمة كان فى حد ذاته جزءا من حق الثورة ودرسا يعنى أنه لن تشهد مصر رئيسا مؤبدا فى الرئاسة. 
 
أما فيما يتعلق بجمال وعلاء مبارك، فإن هناك بالطبع تيارات ربما ترى من مصلحتها محاولة استغلال جمال مبارك فى لعبة سياسية، ولهذا نرى بعض الأطراف القريبة من الإخوان تدعم الآراء التى تقول باستمرار نظام مبارك، وفى نفس الوقت عاد تيار من مؤيدى مبارك، يدفعون نحو تلميع جمال ويتجاهلون كل مؤشرات التوريث التى ظهرت وقتها فى لجنة السياسات، أو تحالف جمال وعز والحرس الجديد بالحزب الوطنى، وكلها كانت مؤشرات واضحة، لكنهم يتجاهلونها لصالح الدفع بأن ماجرى فى «25 يناير» كان الهدف منه فقط منع جمال مبارك، وهؤلاء يقعون فى تناقضات تجعلهم غير قادرين على تبنى سيناريو واضح، ويتجاهلون أن هناك ملفات مفتوحة، تتعلق بهدايا الأهرام وأموال البورصة، وثروات العائلة، لكنهم يقفزن على كل هذا ليقدموا تفسيرات متعجلة.
 
وبالطبع البعض يراهن على إمكانية توظيف جمال وعلاء فى تصفية حسابات، لكن كل ذلك مجرد إشارات قد لا تعنى أكثر من افتراضات ينقصها المنطق، فمبارك وأسرته ليسوا بالسذاجة التى تجعلهم يتحركون لصالح أطراف لها أهداف سياسية أو رغبة فى الانتقام، وبالطبع فإن مبارك الأب لن يقف مكتوفا أمام أى محاولات للدفع بجمال إلى أتون السياسة مرة أخرى، خاصة أن ما يثار عن خبرات جمال السياسية، هو فى الأصل مرتبط بفترة كان فيها جمال يعمل فى وجود والده على قمة السلطة، وكانت علاقاته وتحركاته مرتبطة بسلطة والده، وبالتالى فإنه حاليا لا يمتلك تأثيرا سياسيا مثل الذى كان يملكه فى وجود والده، والدعم الذى قدمه له موقع ابن الرئيس، وأيضا دعم والدته وتحركاتها والمواقع التى كانت تحتلها، وقد تغيرت خرائط العلاقات، والأهم هو وجود ملفات كثيرة مفتوحة يصعب إغلاقها بقرار.
 
 
اليوم السابع

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد فهمى

هذا الشبل من ذاك الاسد سواء علاء او جمال

هذا الشبل من ذاك الاسد ... اتمنى تحقيق ذلك وتظبيط الدنيا

عدد الردود 0

بواسطة:

نبيل محمود والى

ودع هواك

قول للزمان ارجع يازمان !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

مجرد رأى

الديموقراطية الملاكى

سؤال لأصحاب الديموقراطية الملاكى .........مش الديمقراطية برده كجزء من معناها إن أى حد ممكن يترشح للإنتخابات ........طيب فيها إيه لو إترشح جمال فى إنتخابات 2022 وخلوا الشعب يختار .....أعتقد ده مش توريث ولا إنتوا عايزين ديموقراطية على مزاجكم .....

عدد الردود 0

بواسطة:

هاوى

متى هيرجعوا

وحشتونا قوى .. اهى اهى اهى

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

سلام

إلي التعليق رقم 3 انت شايف الناس إذا الاوضاع استمرب علي كده حتفضل صابرة ل 20022...

عدد الردود 0

بواسطة:

فاهم

الشعراوي فقيه

من اعمالكم سلط عليكم.65سنة وليست عام يغاث فيه الناس ويعصرون.العظمة..لدى الجزار.

عدد الردود 0

بواسطة:

hanen

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل التهت كل مشاكلنا ولم يتبقى الا مشكلة جمال مبارك وهل سيترشح للرئاسة ام لا ؟ هو حر يترشح او لا ولو ترشح ح يكون مصيره مثل مصير من كانت الاصوات الباطله اكثر من الاصوات التى حصدها ....... مصر ومشاكلها اكبر من جمال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة