على مدار سنوات عديدة لم تتوقف معاناته مع الآلام التى تنهش جسده الضعيف وتسببت فى ملازمته للفراش وعدم قدرته على العمل والوفاء باحتياجات أسرته وأطفاله الصغار، بعدما كان منذ سنوات قليلة واحدا من رجال الأعمال فى محافظة الإسماعيلية، حتى فقد كل أمواله واضطر إلى بيع مصنع المنظفات وقطعة الأرض التى كان يمتلكها للإنفاق على علاج والدته.
حال سيد رجل الأعمال صاحب الخمسين عاما تبدل تماما وأصبح الآن يعتمد على الإعانات غير المنتظمة من الجيران، والتى يتم استهلاك أغلبها فى شراء الأدوية اللازمة لعلاجه، مما دفع طفليه محمد 9 سنوات ويوسف 7 سنوات للبحث عن الطعام وسط القمامة والمخلفات، وظهرا فى هذا المشهد عبر مقطع فيديو تم تداوله من خلال موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" مؤخرا.
يقول الأب "بعد إنفاقى كل أموالى على علاج والدتى التى توفيت منذ عامين، اتجهت للعمل بالعديد من المهن المختلفة للإنفاق على أسرتى المكونة من محمد 9 سنوات، ويوسف 7 سنوات فى المرحلة الابتدائية، بخلاف زوجتى ولكننى لم أستطع المداومة فى العمل سوى شهور معدودة بسبب الأمراض التى أعانى منها وهى (غضاريف الرقبة، ودوالى الخصية، البواسير) والتى تحتاج لتدخل جراحى عاجل، وأمام اعتماد الأسرة على المعونات غير المنتظمة فى توفير النفقات الحياتية اليومية، خرج أولادى للبحث عن الطعام فى القمامة كما ظهر فى الفيديو الذى لم أعلم عنه شيئا إلا من خلال حديث بعض الجيران.
انتشار مقطع الفيديو الخاص بالأطفال لفت انتباه الكثيرين خاصة مقدمى برامج التوك شو التى قامت باستضافة الأب والطفلين وتلقوا خلالها العديد من الوعود بتوفير العلاج والرعاية ولكن لم يتحقق منها سوى جزء ضئيل باستثناء إحدى المؤسسات الخيرية والتى وفرت مبلغ 500 جنيه شهريًا لمدة عام كامل، وشقة تم دفع إيجارها لمدة عام ولكنه لم يستطع العيش بها بسبب عجزه عن توفير 1000 جنيه شهريًا مصروفات للانتقال بينها وبين مدارس أولاده بحسب تأكيده.
وعن وعد العلاج قال الأب "بعد انتهاء حلقة البرنامج تطوعت إحدى المستشفيات بعلاجى، و التى اكدت على عدم حاجتى لتدخل جراحى، والاكتفاء بعلاج طبيعيى فقط للرقبة، وهو ما تسبب فى تدهور حالتى نتيجة التشخيص الطبى الخاطئ وفقا لما أكده لى أحد الأطباء. مضيفًا "أنا مش محتاج فلوس أنا عاوز أتعالج علشان أستريح من الآلام التى أعانى منها، وأقدر بعد كده أصرف على ولادى".