بالصور.. جسر الحضارة بدمياط مغلق حتى إشعار آخر

الجمعة، 28 أبريل 2017 02:50 م
بالصور.. جسر الحضارة بدمياط مغلق حتى إشعار آخر
دمياط - معتز الشربينى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إحنا اللى نقلنا الكوبرى" عبارة ترددت كثيرا فى محافظة دمياط، وارتبطت بوجدان أهالى المحافظة، وظلت عالقة فى أذهانهم لفترات طويلة، وذلك بعد قرار الدكتور محمد فتحى البرادعى محافظ دمياط الأسبق، والذى يحمل رقم 5 لسنة 2007 باستقطاع جزء من الكوبرى المعدنى الواصل بين شطرى النيل فى مدينة دمياط، باعتبار قطعة أثرية وتاريخية، ونقل جزء من الكوبرى بطول 64 مترا ليستقر أمام مكتبة دمياط العامة، تحت مسمى "جسر الحضارة" ليكون بمثابة مركز إشعاع ثقافى وفنى.

 

عرف هذا الكوبرى المعدنى باسم "جسر الحضارة" فى دمياط، وهو مصطلح أطلقه الدكتور محمد فتحى البرادعى محافظ دمياط الأسبق، وهو الجزء الذى تم نقله بعد توقف العمل على هذا الكوبرى منذ عام 2004 بسبب سوء حالته، واستعان البرادعى بخبرات شركة المقاولين العرب لفكه ونقله عبر وسائد هوائية، وبلغت تكلفته أكثر من 15 مليون جنيه، منها 5 ملايين جنيه منحة من وزارة التعاون الدولى، برعاية السفيرة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى، فى ذلك الوقت، وفاز أيضا بجائزة المدن العربية للتراث المعمارى.

 

تم تجهيز هذا الكوبرى وتقسيمه إلى 3 أجزاء، الأول قاعة كبيرة للندوات مجهزة بأحدث أجهزة الصوت والضوء، وترابيزة اجتماعات، ومقاعد فاخرة، والثانى معرض للفنون التشكيلية والاجتماعات المفتوحة، بالإضافة إلى قاعة تسع 2500 شخص أمام مقر الكوبرى تصلح للندوات واللقاءات المختلفة، وشهد هذا الكوبرى اجتماعا لمجلس المحافظين برئاسة أحمد نظيف رئيس وزراء مصر الأسبق.

 

تعرض الكوبرى فى أعقاب ثورة يناير لحالة من الإهمال والتخريب، وتحول من مركز إشعاع ثقافى وفنى إلى ملتقى للأحبة والعشاق نهارا ومأوى لمتعاطى المخدرات والبلطجية ليلا، وذلك بعد أن رفعت المحافظة ولايتها عنه، كما استخدمه الشباب والصبية كملعب ومنط للقفز فى مياه النيل للسباحة حتى وقعت مأساة غرق طالب بالمرحلة الإعدادية، يبلغ من العمر 15 عاما، يوم الأربعاء الماضى، الأمر الذى دفع الأجهزة التنفيذية بدمياط، لاتخاذ قرار مفاجئ بإغلاق الكوبرى، وسد مداخله بالأخشاب، وكأنها ترفع شعار جسر الحضارة مغلق لحين إشعار آخر، وسط استنكار من أنباء المنطقة وعدد من المثقفين والمتعلمين بدمياط، الذين يرغبون فى إعادة تشغيل الكوبرى، والاستفادة منه كملتقى ثقافى.

 

يذكر أن هذا الكوبرى يرجع تاريخه إلى عام 1927 عندما تم تركيبه فى دمياط، ويعد جزءا من كوبرى إمبابة بمحافظة الجيزة، حيث تم فكه وتركيبه ونقله إلى نيل دمياط، بطول 170 مترا وبتكلفة قدرها 40 ألف جنيه فى ذلك الوقت، وأصبح يربط بين شطرى نهر النيل بدمياط ومنطقة السنانية.

 

وقال محمد أبو حشيش رئيس فرع بنك الطعام بدمياط إغلاق الكوبرى بهذا المظهر غير الحضارى لا يمنع الأطفال والصبية من اعتلائه واللعب فى محيطة، لكن ما حدث يعطى فرصة أكبر لممارسة الفحشاء والرذيلة، وتساءل ألا يوجد مسئول واحد بدمياط يتولى ملف كوبرى دمياط المعدنى، ويتواصل مع وزارة التعاون الدولى ووزارة السياحة لإعادة استغلال هذا الكوبرى، وطالب نواب دمياط بتقديم طلب إحاطة عاجل حول هذا الملف.

 

واستنكر محمد عبد المنعم مدير عام الثقافة سابقا، تشويه منظر الكوبرى المعدنى المعروف بكوبرى الحضارة بهذا المظهر، ووصفه بأنه تحول إلى خرابة ومقلب قمامة، ولا يرقى بالموقع الذى يوجد فيه ولا الهدف الذى نقل من أجله، وطالب محافظ دمياط بتعديل هذا المظهر  غير الحضارى، وإيجاد حل لإعادة استغلال المكان لخدمة أبناء دمياط، وأضاف أن افتتاح هذا الكوبرى وسط فرحة أبناء دمياط، يوم تاريخى لا يمحى من ذاكرة كل دمياطى، ولا يصح أن يتحول هذا الموقع إلى مجرد كتلة حديد خردة فى الوقت الذى تحتاج فيه دمياط لأكثر من منبر ثقافى وفنى.

 

وقالت بهيرة أحمد مدير شئون قانونية بديوان المحافظة سابقا، إن إهمال هذا الكوبرى سنوات طويلة أدى إلى هذا الحال، وناشدت رجال أعمال دمياط بسرعة إنقاذ الكوبرى، وإيجاد حل للاستفادة منه، بدلا من أن يتحول الى خراب، وطالبت التواصل مع السياحة والآثار لإعادة استغلاله كقاعة اجتماعات وندوات متنوعة، وأضافت أن الكوبرى فى عهد الدكتور محمد فتحى البرادعى نقلت تبعيته لوزارة الآثار كأثر، أى لا يمكن اتخاذ أى إجراء قبله إلا بموافقة الآثار، أو عن طريقها وأى إجراء سابق أو لاحق بدون موافقة الآثار باطل.

 

وقالت إيفلين متى النائبة البرلمانية عن دمياط إنها ستجرى لقاء عاجلا مع الدكتور إسماعيل عبد الحميد محافظ دمياط، بشأن ملف جسر الحضارة، للتوصل إلى أنسب السبل لإعادة استغلاله، لتحقيق الهدف الذى انشأ من أجله، وبما يحافظ على حياة الأطفال والصبية.

 

وأضاف النائب أبو المعاطى مصطفى نائب مركزى كفر سعد أنه سيتم عرض الأمر على الدكتور إسماعيل عبد الحميد محافظ دمياط، لإدارج مناقشته من خلال المجلس التنفيذى المقبل، وبحث إمكانية استغلاله وتوفير خفير أمنى عليه لحمايته من الأعمال الخارجة عن القانون، وأضاف ليس لدينا مانع من التواصل مع أى وزارة أو جهة مسئولة تتبنى إعادة تطوير الكوبرى وإعادة استغلاله.

 

ومن جانبه كلف محافظ دمياط، اللواء سامى عبد العزيز السكرتير العام لمحافظة دمياط، بدراسة ملف الكوبرى لإعادة استغلاله كمركز ثقافى وتنويرى يخدم محافظة دمياط، بعيدا عن فكرة تأجيرة أو إعادة استغلاله من قبل بعض رجال الأعمال والشركات الخاصة التى طرحت إعادة استخدامه كافتيريا ومركز رياضى.

 

كوبرى-معدنى-2
كوبرى معدنى 

 

كوبرى-معدنى-1
كوبرى معدنى 

 

كوبرى-معدنى-3
كوبرى معدنى 

 

كوبرى-معدنى-4
كوبرى معدنى

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة