"داعش" يحاول التسلل للصعيد لتعويض خسائره فى سيناء.. استهداف الكنائس لإحداث شو إعلامى واهتمام دولى.. إعلان مكافآت لأول مرة للإدلاء بمعلومات عن العناصر الهاربة.. وإخوانى منشق: امتداد لنشاط الجماعة الإسلامية

الخميس، 27 أبريل 2017 01:00 م
"داعش" يحاول التسلل للصعيد لتعويض خسائره فى سيناء.. استهداف الكنائس لإحداث شو إعلامى واهتمام دولى.. إعلان مكافآت لأول مرة للإدلاء بمعلومات عن العناصر الهاربة.. وإخوانى منشق: امتداد لنشاط الجماعة الإسلامية عناصر تنظيم داعش ــ ناجح إبراهيم ـ ثروت الخرباوى
كتب محمود نصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ ثروت الخرباوى: انضمام شباب الإخوان والجماعات الإسلامية للتنظيم وتكوين الخلايا التكفيرية

 

 ـ ناجح إبراهيم: الشخصية الصعيدية صلبة وقابلة لاعتناق الفكر المتشدد

 

ـ مدير مركز الدراسات الأمنية: إحكام السيطرة على سيناء دفع التنظيم لتكوين خلايا جديدة فى الصعيد 

 
بعد نجاح الأجهزة الأمنية فى إحكام سيطرتها على سيناء، والقبض على العديد من قيادات وعناصر تنظيم داعش، بدأ التنظيم خطة جديدة لنشر العنف وتنفيذ عمليات إرهابية من محافظات الصعيد، بتنوع جديد فى الأهداف لا يتوقف عند استهداف قوات الأمن الجيش والشرطة والقضاة، ولكن هذه المرة وصل لاستهداف المدنيين والمسيحيين ودور العبادة، وظهر ذلك من خلال العمليات الإرهابية التى استهدفت كنيستى مار جرجس بطنطا ومار مرقس بالإسكندرية، وسبقهما استهداف الكنيسة البطرسية فى العباسية، وتضم هذه الخلايا عناصر شديدة الخطورة من محافظات الصعيد، أغلبها من قنا، كونوا 3 خلايا إرهابية تستهدف المسيحيين والأجهزة الأمنية.
 
بالإضافة إلى نجاح الأجهزة الأمنية فى القبض على أكثر من 60 متهماً آخرين فى قضايا مختلفة، تضم متهمين من محافظات الصعيد فى القضايا رقم 148 لسنة 2017 التى تضم أكثر من 20 متهماً بالترويج لأفكار تنظيم داعش المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعى، والقضية 832 لسنة 2016 التى تضم أكثر من 40 متهماً بالانضمام لتنظيم داعش ومبايعة أبو بكر البغدادى زعيم التنظيم، والاشتراك فى تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية التى استهدفت قوات الأمن. 
 
من جهته، قال ثروت الخرباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن لجوء "داعش" للصعيد امتداد لنشاط الجماعة الإسلامية فى محافظات الصعيد منذ السبعينيات، والذى استمر نفوذها فى تزايد، بسبب الغياب والإهمال الاقتصادى والاجتماعى والأمنى عن الصعيد لفترة طويلة، أثناء فترة حكم مبارك، وكانت بعض محافظات الصعيد تحولت إلى إمارة تابعة للجماعة الإسلامية، وينفذون فيها ما يريدون، وكان منها التعدى على الكنائس .
 
وأضاف "الخرباوى"، لـ"اليوم السابع"، أن روح العداء للمسيحيين فى محافظات الصعيد موجودة منذ زمن بعيد، وظهر ذلك أن أثناء إعادة الانتخابات الرئاسية بين محمد مرسى أحمد شفيق، بمنع قرى كاملة أغلبية المقيمين بها مسيحيين من التوجه للتصويت فى الانتخابات، بسبب منعهم من جانب الجماعات الإسلامية والإخوان.
 
وأشار "الخرباوى" أن الجماعات الإسلامية استثمرت الفقر والبطالة وقلة الفرص وغياب الأجهزة الأمنية والإهمال لمحافظات الصعيد لصالحها، فى السيطرة على عقول الشباب، وأصبح طبيعياً أن يتولد منه فكر متطرف.
 
وأوضح القيادى السابق بجماعة الإخوان أنه عقب ثورة يناير أنشأ خيرت الشاطر هيئة تسمى بـ"الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، ووضع على رأسها الشيخ على السالوس، وضمت ممثلين لكل أطياف حركات الإسلام المسلح، بمن فيها أمراء الجماعات الإسلامية فى الصعيد، وعندما قامت ثورة 30 يونيو الجميع شاهد عمليات حرق الكنائس التى تمت فى الصعيد فى مواجهة قوية مع الأمن.
 
وأكد "الخرباوى" أن هذه العوامل جعلت من الأفكار المتطرفة التى تروج لوجود حرب على الإسلام، وأن المسيحيين هم أحد رؤوس الحربة التى توجه للإسلام، وبالتالى تحولت إلى أرض خصبة للإرهاب، وأصبحت الأفكار المتطرفة عقيدة لكل الجماعات والحركات الإسلامية فى الصعيد، حتى إن بعض علماء الأزهر، مثل الدكتور محمد عمارة والذى نشر له مكالمة مطولة مع قناة "الجزيرة" كان يتحدث فيها أن الإسلام مستهدف فى مصر، وأن مصر دولة علمانية كافرة وتستهدف الإسلام، وأن ما حدث من مواجهة للإخوان والهجوم على الأزهر فى الفترة الحالية مواجهة للإسلام ومحاولة للقضاء عليه.
 
وبالعودة إلى التاريخ، نجد أن من وضع نواة الفكر المتطرف فى مصر هو سيد قطب، وهو من قرية موسى بمحافظة أسيوط، وأنشأ جماعة التكفير والهجرة هو شكرى مصطفى من المنيا، بالإضافة إلى عمرو عبد الرحمن، وكل الرموز التى نشرت الفكر الإرهابى من محافظات الصعيد، وكل الزعماء الذى خرجوا من الصعيد أصبحوا زعماء وقيادات لهذه التنظيمات، وبالتالى لهم نفوذ كبير على الشباب فى صعيد مصر.
 
وأكد "الخرباوى" أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لعقد مؤتمر الشباب فى محافظة أسوان لإلقاء الضوء على مشاكل الشباب ومحافظات الصعيد، تعد مبادرة جيدة لمواجهة هذه الأفكار، ولكن على باقى مؤسسات الدولة أن تسعى لدعم الصعيد، اجتماعياً وسياسياً ودينياً، من خلال وزارة الأوقاف، تتمثل فى اختيار بعض الشيوخ المميزين أصحاب العقول المستنيرة لإلقاء الخطب بالمساجد فى الصعيد بدلا من الخطاب الوحيد الذى يتلقاه الشباب من الجماعات الإسلامية، مشيرا إلى وجود بعض المساجد التى لم تستطع وزارة الأوقاف، حتى الآن، من السيطرة عليها أو الوصول إليها بسبب نفوذ الجماعة الإسلامية.
 
وأشار القيادى السابق بجماعة الإخوان إلى أن الجزء التنظيمى يساعد فى فهم ما يحدث بالصعيد، موضحا أن وجود الإخوان القوى فى بعض محافظات الصعيد، خاصة "أسيوط وبنى سويف والمنيا"، وبالنسبة لجنوب الصعيد فكانت تسيطر عليها الجماعة الإسلامية، وأن الخلاف الذى كان موجودا بين الجماعة الإسلامية والإخوان أثناء فترة تولى مبارك الرئاسة تم تداركها، وتم توحيد الجماعات الإسلامية والإخوان فى كيان واحد بعد ثورة يناير، والتى كانت سبباً فى فوز محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية، مقارنة بمحافظات الوجه البحرى.
 
وأكد "الخرباوى" أن كل شباب الإخوان فى محافظات الصعيد حدثت لهم تحولات فكرية وتحولوا إلى داعش، وسبقهم فى هذا الطريق كل شباب الجماعات الإسلامية، وأصبح شمال الصعيد ذات النفوذ الإخوانى تحول فيها شباب الإخوان إلى التنظيمات الإرهابية وتنظيمات الذئاب المنفردة. 
 
وأوضح "الخرباوى" أن داعش بدأ فى محافظات الصعيد من خلال تحويل شباب الإخوان والجماعات الإسلامية الذين تولوا عملية استقطاب عناصر جديدة من أقاربهم وأصدقائهم، الذين دخلوا على أرضية جديدة تتعلق بالسلاح.
 
من جهته قال العميد خالد عكاشة، مدير مركز الدراسات الأمنية، إن محافظات الصعيد لم تكن خالية تماماً من العناصر الإرهابية والمتطرفة خلال الفترة السابقة، ولكن تم القبض على عدد من أعضاء تنظيم أنصار بيت المقدس، بالإضافة إلى العديد من العناصر الإرهابية سبق القبض عليهم من أصول صعيدية، مشيراً إلى أن الخلايا الأخيرة ظهرت على السطح بسبب استهداف الكنائس.
 
وأشار مدير مركز الدراسات الأمنية إلى أن طبيعة تكوين هذه الخلايا الجديدة أنها تعتمد على عدد صغير من الأعضاء، ولهم ارتباطات تتمثل فى صلة القرابة والعلاقة القوية، بناءً على تعليمات تلقاها عناصر التنظيم بتكوين خلايا تضم عناصر مترابطة وعلى صلة قرابة منعا للرصد الأمنى وحتى لا يتم كشفها بسبب قوة الترابط وصلة القرابة.
 
وأكد "عكاشة" أن الخلايا الثلاث الأخيرة تمكن من تكوينها عنصران فى محافظة قنا، هما المؤثران واللذان تمكنا من تكوين هذه الخلايا، وبسبب تخيل أن هذه الأماكن بعيدة عن عيون الأجهزة الأمنية لانشغال الأجهزة الأمنية بما يحدث فى سيناء، ولكن الأجهزة الأمنية ترصد هذه التحركات وتمكنت من إحباط عملية إرهابية كانت تخطط لها خلية إرهابية فى أسيوط تستهدف المسيحيين فى أعياد الربيع، قبل حادثى تفجير كنيستى مار جرجس ومار مرقس، ولكنها لم تحظ بالتغطية الإعلامية بسبب إحباط تلك العملية قبل التنفيذ.
 
وأضاف "عكاشة" أن خطة التنظيمات الإرهابية خلال الفترة الحالية هى التنوع فى العمليات، لمحاولة لتعويض خسائره فى سيناء، بسبب النجاح الأمنى فى منع التدفقات البشرية من الانضمام للتنظيم فى سيناء، مشيراً إلى أنه خلال الفترة من 2012، من كان ينوى الانضمام لصفوف أنصار بيت المقدس فى سيناء كان من السهل التوجه إلى هناك، وكان المطلوب خلال هذه الفترة انضمام عناصر كثيرة للتنظيم،  ولكن منذ ما يقرب من عام، تمكنت الأجهزة الأمنية من إغلاق خط الوصول والانضمام لأنصار بيت المقدس فى سيناء، وأصبح مغلقاً تماماً ولم يعد هناك قدرة على الانضمام والسفر لسيناء.
 
وأكد مدير مركز الدراسات الأمنية، أنه بسبب ذلك طلبت قيادات التنظيم من عناصرها التواجد فى أماكنهم بنطاق محافظاتهم، وتكوين خلايا جديدة تضم عناصر على صلة قوية لمنع الرصد الأمنى، لذلك ظهرت الخلايا الإرهابية فى محافظات جديدة، من بينها قنا وأسيوط وكفر الشيخ ودمياط.
 
وأضاف "عكاشة" أن تغيير أهداف التنظيم باستهداف المسيحيين أو المدنيين، لإحداث أثر أكبر وأقوى وأكثر تأثيراً فى المجتمع العام، تلجأ التنظيمات للتوجه لتنفيذ عمليات تستهدف المدنيين، مشيراً إلى أن استهداف المدنيين مرحلة جديدة وتغيير فى أنماط العمليات الإرهابية، بحيث إنها حتى لو لم تحدث خسائر كبيرة، ولكنها تحدث صدى واهتماما وانتشارا إعلاميا واسعا، كما يحدث فى الدولة الأوروبية.
 
وشدد "عكاشة" على أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها للقبض على العناصر الإرهابية، المتهمين فى خلايا تفجيرات كنيستى مارجر جس ومار مرقس، مشيرا إلى أن إعلان الداخلية، لأول مرة، عن مكافآت للقبض على هذه العناصر يؤكد خطورتها، خاصة أنها على صلة بالعناصر الانتحارية التى نفذت العمليات الإرهابية، وربما تعتنق نفس الفكر التكفيرى الانتحارى.
 
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور ناجح إبراهيم، المفكر الإسلامى، أن تنظيم داعش أعلن منذ عام ونصف تدشين فرع فى الصعيد، ولم يهتم أحد لهذا الإعلان، بل واستخف به البعض، بالرغم من أن كل إعلانات داعش يكون جزء منها حقيقة.
 
وأضاف "إبراهيم"، أن محافظات الصعيد مكان خصب لـ"داعش"، فى ظل نقص الخدمات، خاصة بالقرى، وغياب الحكم المحلى بخلاف محافظات الدلتا، مؤكدا أن ما كان ينقذ الصعيد فى سنوات حكم مبارك هو سفر العديد من الشباب للعمل بدول الخليج وليبيا والعراق، بينما تنتشر البطالة الآن فى الداخل والخارج وبصورة أوسع فى الصعيد، بسبب عودة العمالة من الخليج والفشل فى السفر للعراق أو ليبيا بسبب الظروف فى الدولتين.
 
وأشار المفكر الإسلامى إلى أنه بجانب ما سبق تعد الشخصية الصعيدية صلبة، والعقل الصعيدى إذا اقتنع بشىء لا يمكن أن تقنعه بالعدول أو التخلى عنه، خاصة أبناء محافظة قنا، ومن ثم إذا دخل الصعيد فكر متشدد يكون من الصعب خروجه، فضلاً عن أن شخصيات سكان الصعيد قابلة لتنفيذ عمليات انتحارية ولا يمكن أن يؤثر فيها أى شىء.
 
وأكد المفكر الإسلامى أنه إذا دخل الفكر التكفيرى للصعيد ستكون نتائجه صعبة جداً، بسبب وجود وانتشار السلاح، بالإضافة إلى أنه إذا تلقى تدريبات عسكرية سيكون شرسا وقويا جدا، مشيرا إلى أن معظم العناصر الإرهابية التى شاركت فى استهداف الكنائس من العناصر التى حضرت اعتصام رابعة، بالإضافة إلى أنهم سافروا إلى سوريا والعراق وتلقوا تدريبات عسكرية، بالإضافة إلى تلقيهم تدريبات فى سيناء فترة الانهيار الأمنى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة