محيى الدين سعيد

القاهرة والخرطوم .. هل تنزع التصريحات السياسية فتيل الأزمات "الإعلامية"؟

الخميس، 27 أبريل 2017 10:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما بين تصريحات المسئولين "الدبلوماسية" فى القاهرة والخرطوم وبين ما تحمله صفحات وشاشات الإعلام فى البلدين فجوة كبيرة، يبدو فيها الصوت الأعلى دائما للفريق الأخير، بما يوحى بأن هناك أزمات طاحنة فى العلاقات بين الجارتين العربيتين، فى وقت يحاول فيه فريق ثالث "لملمة " الأمر والسيطرة على أية محاولة لانفلات الأمر بشكل ربما يؤدى إلى تداعيات لا يتحملها البلدان فى وقت تحيط فيه التحديات بخارطة الأمة العربية من كل اتجاه ، ولا تتحمل الأوضاع أية قطيعة أو أزمة أخرى بين بلدين عربيين .

 

قبل أيام استضافت العاصمة السودانية الخرطوم وزير الخارجية المصرى سامح شكرى رئيسا لوفد مصر فى اجتماعات لجنة المشاورات السياسية مع السودان، وهى إحدى اللجان المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسى، وعقدت أولى اجتماعاتها فى القاهرة 5 أكتوبر الماضى، وبدأت زيارة الوزير المصرى بلقاء مع الرئيس السودانى عمر البشير نقل إليه خلاله رسالة من نظيره المصرى عبد الفتاح السيسى، وبحسب بيان للخارجية المصرية ، فإن السيسى شدد فى رسالته على" عمق واستراتيجية العلاقات بين البلدين، وأهمية الحفاظ عليها وتطويرها فى كل المجالات " ، فضلا عن التأكيد على أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار السودان والعكس، وكذلك على أهمية الحفاظ على التواصل الدائم بين البلدين.

 

 وفى المقابل فإن البشير شدد بدوره على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وخاصة فى ظل التحديات الإقليمية الراهنة، التى تفرض على الجانبين التكاتف والتعاون والتضامن لمواجهتها، مشددا على أن أمن مصر واستقرارها أولوية لدى السودان.

تصريحات الرئيسين الإيجابية والودية للغاية تزامن معها أيضا عقد اجتماع لجنة المشاورات السياسية بين مصر و السودان برئاسة وزيرى خارجية البلدين ، والذى شهد بدوره تأكيدات مشتركة على ضرورة متابعة الخطوات العملية للتعاون الثنائى، والتشاور بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، التى يأتى على رأسها خطر الإرهاب والتطرف، إضافة إلى التعاون فى إطار اللجنة الثلاثية العليا بين مصر والسودان وإثيوبيا ، إلى جانب بحث الأوضاع فى كل من ليبيا وسوريا واليمن وجنوب السودان ، وتأكيد الوزير المصرى على دعم القاهرة للسودان فى كل المحافل الدولية، وأهيمة أن تتولى الحكومة السودانية توضيح ذلك للرأى العام السودانى، ودحض أية شكوك قد تطرأ على الأمر بهدف الإضرار بالعلاقات بين الدولتين ، كما تم الاتفاق على أن تبحث الأجهزة المعنية فى البلدين، التوقيع على ميثاق شرف إعلامى لضبط التعامل الإعلامى مع الموضوعات التى تمس علاقات البلدين .

سجل لقاءات الرئيسين المصرى والسودانى خلال الأعوام الثلاثة الماضية ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة فى مصر يتضمن 19 لقاء وهو أكبر عدد من اللقاءات فى تاريخ البلدين على المستوى الرئاسى ، ومع ذلك فإن الأمر لم يخل من أزمة تطل برأسها بين الحين والآخر ، واللافت أنها جميعا كانت أزمات " إعلامية " أو على مواقع التواصل الاجتماعى ، حتى وصل الأمر إلى الترويج لشائعات فى الخرطوم من قبيل تصويت مصر ضد السودان فى مجلس الأمن بشأن تطبيق عقوبات على الخرطوم أو الحديث عن اختراق طائرات مصرية للأجواء السودانية ، فضلا عن التصعيد "الكلامى " المتكرر فى أزمة مثلث حلايب وشلاتين ، إلى جانب التناول الإعلامى فى مصر لزيارة الشيخة موزة والدة أمير قطر للسودان مؤخرا وحديث بعض وسائل الإعلام المصرية بين الحين والآخر عن إيواء السودان لإرهابيين يستهدفون مصر بعمليات تخريبية ، ليبقى واضحا أن الفترة المقبلة تستلزم تعاملا إعلاميا يتحلى بالمسئولية الوطنية فى الجانبين بشأن قضايا المصير المشترك للشعبين ، ويعقد خبراء آمالا واسعة على أن يفى الاتفاق على إطلاق ميثاق شرف إعلامى لضبط التعامل الإعلامى مع الموضوعات التى تمس علاقات البلدين بهذا الغرض خلال الفترة المقبلة .

 

 

 

 

 







مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

النزاع

هذا النزاع يعتمد علي الامخاخ السوداويه عند كل طرف

عدد الردود 0

بواسطة:

SudaniOne

عالجوا جزور المشكلة..

المشكلة واضحة وضوح الشمس وبسببها ضاعت حقوق السودان ومصر التاريخية في مياه النيل حيث ساندت السودان اثيوبيا في بناء سد النهضة ليس من أجل مصلحتها ولكن نكاية في مصر التي استولت علي مثلث حلايب وشلاتين في منتصف التسعينات وبدون حل هذه القضية فلن تستقر علاقة بين البلدين والوضع مرشح الان للأسوأ.

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى

شعب واحد

تعاملت مع السودانين أثناء فترة عملى بالسعودية ولم أجد منهم إلا كل احترام وبصراحة هم أقرب الشعوب العربية إلى قلبى وناس طيبين جدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة