أكرم القصاص - علا الشافعي

المواطنون بالمنصورة يعزفون عن شراء حلوى الإسراء والمعراج بسبب الأسعار

الأحد، 23 أبريل 2017 02:45 ص
المواطنون بالمنصورة يعزفون عن شراء حلوى الإسراء والمعراج بسبب الأسعار محمد حيزة محرر اليوم السابع أثناء حديثه مع بائع الحلوى
الدقهلية ـ محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وقف بدراجته الهوائية، أمام أحد شوادر بيع حلوى الإسراء والمعراج، والتى اعتاد شرائها كل عام، لابنتيه المتزوجتين، كتقليد يدخل البهجة على قلبيهما وقلوب أبنائهما، متفحصا الحلوى المعروضة، سائلا عن أسعارها، تختلف تعابير وجهة، كلما سأل عن سعر نوع معين من الحلوى، كان قد اعتاد شرائه من ذى قبل كتقليد سنوى ينتظره الجميع.

انصرف حائرا، يجول بناظريه بالشارع الذى كان يمتلأ فى السنوات الماضية، بشوادر بيع حلوى الإسراء والمعراج، بمدينة طلخا، فلم يعد بالشارع سوى محلين اثنين فقط، قاما بعرض بعض الحلوى، والعرائس، والخيول المصنوعة من السكر، على استحياء بالشارع.

مدينة المنصورة، تشهد إحجاما ملحوظا عن شراء حلوى الإسراء والمعراج، بعد تراجع وقلة أعداد الشوادر التى كانت تبيع الحلوى، للمواطنين فى كل عام، والتى كانت تنتشر فى كل شوارع وأزقة ميادين المدينة العامة، إيذانا من الجميع ببدء الاحتفالات، والإقبال على شراء حلوى الإسراء والمعراج، كتقليد معتاد اعتاد عليه الجميع منذ أعوام مضت.

كانت تعرف مدينة المنصورة،  بكثرة أعداد شوادر بيع حلوى الإسراء والمعراج، والعرائس، وسط انتشار للباعة الجائلين والشوادر الموسمية، والتى كانت محافظة الدقهلية تصرح بإنشائها فى الميادين العامة، لبيع الحلوى بأسعار مخفضة للجمهور، إلا أن هذه الشوادر، والتى كانت تقع فى مناطق عدة، مثل ميدان الهابى لاند، وميدان المحطة، واستاد المنصورة، وطلخا، والموقف القديم بطلخا، وسوق طلخا، وميدان القنطرة بطلخا، كلها اختفت، والتى كانت تبث روحا من البهجة والسعادة فى صفوف المواطنين.

"اليوم السابع" تجول وسط المحال المعدودة، والتى تقدم حلوى الإسراء والمعراج للمواطنين، بأسعار مختلفة، ولكنها مرتفعة عن أى عام مضى، بسبب ارتفاع سعر السكر، وندرته، يقول ياسر رجب، مالك محمصة بمدينة طلخا، وأحد من قاموا بفتح شادر لبيع الحلوى، على استحياء بشارع القنطرة، والذى كان يعج بالشوادر فيما مضى، "إن 60% من مصانع الحلوى، لم تعمل هذ العام، ولم تقم بإنتاج أى حلوى بسبب إرتفاع سعر السكر، مما أدى إلى قلة عدد الشوادر فى مدينة المنصورة، ومحافظة الدقهلية بل ومصر كلها، لإن لو كان فى 100 مصنع يقدم حلوى مختلفة بأسعار مختلفة مثلا، فإن هناك 40 مصنعا فقط هى التى قامت بتصنيع الحلوى، ولم تقم هذه المصانع القليلة بالعمل بكامل طاقتها أيضا فالقليل قدم القليل.

يذهب بدراجته النارية بعيد عن المحمصة الأولى، والتى أقامت شادرا صغيرا أمامها بطلخا، لمحمصة أخرى، ليسأل عن أسعار الحلوى، عساه يجد ضالته فيها إلا أنه فوجأ أن الأسعار لم تختلف فى هذا الشادر عن الشادر السابق، فاتخذ قراره بالامتناع عن شراء الحلوى، لأول مرة منذ 15 عاما.

يقول عم صلاح زين الدين، مقيم شعائر بالمعاش بوزارة الأوقاف، "كل سنة كنت أشترى حلوى الإسراء والمعراج، لابنتى، وكانتا تنتظران دخولى عليهما فى الإسراء والمعراج، أحمل العرائس لأبنائهما، والحلوى فى اليد الأخرى، وتظلان تفتخران أمام زوجيهما، بما أحضرته حتى وإن كان قليلا إلا أن هذا العام صعب جدا أن أشترى حلوى مولد بـ200 جنيه، فقد بلغ سعر حلوى الإسراء والمعراج الرديئة 50 جنيها، يعنى درجة ثالثة، فلو سأشترى 2 كيلو لكل ابنة من ابنتى، فأنا فى حاجة إلى 200 جنيه، بالإضافة إلى شراء 5 عرائس سكر، أصبحت تباع بالكيلو، والكيلو يصل سعره إلى 18 جنيها، إذا سأشترى عرائس بـ 50 جنيها أخرى، لست أتحمل هذه النفقات، خاصة وأنا معاشى قليل، وأتعاطى أدوية للسكر والضغط، وزوجت مريضة بالكبد، سوف أشترى 2 كيلو لحم لابنتى أفضل وأنفع من حلوى الإسراء والمعراج.

يسير بالشارع بعد أن انتهى من حديثه لـ"اليوم السابع"، وسط سيوله مرورية غير معتادة لمواطنى المنصورة، خاصة فى هذا التوقيت من العام، ينظر "رجب" إلى شادر الحلوى الذى أقامه أمام محمصته، ويبتسم ابتسامة ساخرة معلقا "الناس محقون، الحلوى غالية وباهظة الثمن، الكيلو درجة ثالثة، كنت أبيعه بـ 15 جنيها العام الماضى، ودرجة ثانية 25 جنيها، الحين فى هذا العام، لا يوجد درجة أولى أو ثانية، كله درجة ثالثة بـ 50 جنيها، من يستطيع أن يتحمل هذه الزيادة الرهيبة فى الأسعار، فى ظل ارتفاع سعر السكر، وندرته فى السوق، أيضا الزبائن يطلبون اختيارات بعينها، لا أستطيع أن أوفرها، فينصرفون دون أن يشتروا شيئا، هم محقون أيضا يشترون حلوى بهذا السعر الباهظ، ولا يجدون ما يسعون إليه، حقهم أن لا يشتروا، وأنا لم أتأخر فى جلب بضاعة، إنما المصانع لم تعمل هذا العام، فلم أتمكن من توفير كافة أنواع الحلوى لبيعها فى الشادر.

وفى ظل ارتفاع أسعار حلوى الإسراء والمعراج، وإحجام المواطنين عن شراء الحلوى هذا العام، إلا أن ذاكرة الأطفال وعاداتهم، لازالت مرتبطة بعروسة أو خيل المولد السكر، فقام العديد من الأهالى بشراء العرائس والخيول السكر، مكتفين بها دون شراء حلوى الإسراء والمعراج، حيث يقول "رجب" مالك المحمصة، العروسة والحصان، عليهما إقبال الناس يحاولون أن يفعلوا أى شىء من عاداتهم حتى لو كان بسيط مثل شراء عروسة.

تقول هويدا فهمى، ربة منزل، 45 سنة، "أنا لم أشتر حلوى الإسراء والمعراج هذ العام، ولن أشتريها، فى ظل ارتفاع أسعارها، البيت أولى بكيلو لحم أو سمك من الحلوى، ولكن اشتريت عروسة المولد لابنتى، حتى أعلمهما التقاليد، ويكبرا ويشتريانها لأبنائهما، عسى أن تصلح الأمور فى المستقبل، ويتمكنان من  شراء الحلوى التى لم تعد أمهما تتمكن من شرائها.

وعلى صعيد آخر، كلف الدكتور أحمد الشعراوى، محافظ الدقهلية الدكتور سعد مكى وكيل وزارة الصحة بتكثيف حملات المرور والمتابعة على مصانع حلوى الإسراء والمعراج، ومنافذ عرضها والشوادر والتأكد من صلاحيتها، للاستهلاك الآدمى وتغليظ المخالفات تجاه المخالفين، حرصا على سلامة المواطنين.

وقد شدد المحافظ على التأكد من استيفاء جميع منافذ بيع الحلوى، للاشتراطات الصحية، وأن جميع العاملين بها يحملون الشهادات الصحية، والتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية.

كما شدد على ضرورة سحب عينات من المواد المصنعة للحلوى، والمنتج النهائى وإرسالها للمعامل، لفحصها والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك.

وقد كلف محافظ الدقهلية وكيل وزارة الصحة بوضع خطة عمل تشمل سبل وأماكن عمل إدارة مراقبة الأغذية، بنطاق المحافظة على أن يتم تقسيمها إلى جداول زمنية ومناطق جغرافية، بحث تشمل كافة مراكز وقرى المحافظة.

فيما فضل مواطنون آخرون ألا يحرموا أنفسهم من حلوى المولد هذا العام، فقاموا بشراء الحلوى بالقطعة، حيث تصل سعر قطعة "الفولية" إلى 3 جنيهات، وقال محمد السعيد، عامل عادى، "أنا بشترى الحلاوة فرط، بدلا من الكيلو، لا  مال لدى لشراء كيلو حلوى بـ 50 جنيها، ولو أمتلك 50 جنيها سأشترى لحما من منافذ البيع المدعمة، وربنا يقدرنا ونقد نشتريها السنة الجاية فرط، أخاف أن يرتفع سعر الفرط أيضا".

 

 

 محمد حيزة محرر اليوم السابع أثناء حديث بائع الحلوى
محمد حيزة محرر اليوم السابع أثناء حديث مع بائع الحلوى

 

 شراء الحلوى بالفرط
شراء الحلوى بالفرط

 

المواطنات يشترين حلوى المولد
المواطنات يشترين حلوى المولد

 

 المواطنون يلجأون لعرائس المولد بدلا الحلوى
المواطنون يلجأون لعرائس المولد بدلا الحلوى

 

شراء عرائس المولد السكر
شراء عرائس المولد السكر

 

إقبال المواطنين على العرائس البلاستيك
إقبال المواطنين على العرائس البلاستيك

 

مواطن يسأ عن سعر الحلوى
مواطن يسأل عن سعر الحلوى

 

 إقبال متوسط على الحلوى
إقبال متوسط على الحلوى

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة