سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 إبريل 1979.. سمير قنطار ينفذ العملية الفدائية «جمال عبدالناصر» فى «نهاريا» الإسرائيلية

السبت، 22 أبريل 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 إبريل 1979.. سمير قنطار ينفذ العملية الفدائية «جمال عبدالناصر» فى «نهاريا» الإسرائيلية سمير قنطار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهر ساحل فلسطين مشعشًا بالأضواء أمام اللبنانى سمير قنطار ورفاقه، وظهرت مدينة حيفا تدخل فى البحر رأسًا، فحزن لأنها محتلة، ولأن جمالها ينعم به غير أصحابها، لكنه لم يترك نفسه لسحر فلسطين، إنما انصرف إلى التركيز على العملية الفدائية التى فى طريقه إلى تنفيذها ضد إسرائيليين فى مدينة «نهاريا»، فى يوم 22 إبريل «مثل هذا اليوم» من عام 1979، بعد أن تعرقلت قبل يومين «راجع ذات يوم 20 إبريل»، وحسب الرواية الوثائقية «قصتى.. سمير قنطار» للكاتب اللبنانى حسان الزين عن «دار الساقى، بيروت»: «مع انطلاق زورقين من حيفا فى اتجاهنا، تكثفت أضواء البروجكتورات من الدوريات القريبة نحو الشاطئ حيث نحن، وصرنا كلما توجهت البروجكتورات الكاشفة علينا ننحنى فى الزورق الواطئ العائم فى البحر كمخدة تحت رأس نائم، وكان الزورق يضاء إلى درجة أن يشاهد بعضنا وجوه بعض، اقتربت تلك الزوارق منا إلى درجة رأيت الجنود عليها، وسمعتهم يتحدثون بالعبرية التى لم أكن أتقنها، لم أفهم ماذا يقولون، كل ما فكرت فيه أنهم لا يستطيعون الاقتراب منا أكثر، لأن زوارقهم كبيرة، ولا يمكنها دخول منطقة صخرية شاطئية».
 
وصل «القنطار» ومجموعته إلى شاطئ مدينة «نهاريا»، وأخبر الشباب أن المدينة هدفهم، لأن فيها ثكنات عسكرية ضخمة، والضباط والجنود يسكنون فيها بكثافة.. يحكى عن مشاعره: «تجهزنا وانطلقنا نحو المدينة، فى محاذاة الشاطئ تمر طريق ترابية بجانبها رصيف عليه أشجار سرو، وخلف الأشجار شارع داخلى فى المدينة، لم أصدق أننى فى فلسطين، هذه أول مرة أدوس فيها الأرض المحتلة، قلت للشباب: لست مستوعبًا أننا وصلنا، وهم كذلك كانوا مبتهجين، تسللنا إلى الشارع واحدًا واحدًا، وهناك قلت: أريد أن أتأكد إذا ما كانت لوحة تلك السيارة صفراء، فلوحات السيارات فى إسرائيل صفراء، بينما عندنا فى لبنان سوداء وحمراء للعمومية، اقتربت من سيارة فولكس فاجن كأننى أمازح نفسى، ابتسمت حين كانت اللوحة كما توقعت، استهبلت الجيش الذى جمعوه من أنحاء العالم وسلّحوه أفضل تسليح وتسللنا فى غفلة منه».
 
كانت الخطة حسب رواية «قنطار»: «نكمن لسيارة عسكرية أو للشرطة وننقض عليها ونقتل من فيها، على طريقة الإنزالات الإسرائيلية التى نصبت مرات عدة كمائن فى الأراضى اللبنانية، واغتالت عددًا من قيادات المقاومة الفلسطينية، ثم نتقدم إلى أحد الأبنية نصفى من فيه، ونأسر اثنين، ونعود بهما لنجرى تبادلًا بهما مقابل الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية».
 
انتظر «قنطار» وزملاؤه ربع ساعة كى تمر سيارة عسكرية أو شرطية لكن لم يحدث، فاقترب من باب فيلا، وضرب بيديه عليه بقوة، فتحدثت امرأة بالعبرية عبر «الإنترفون»، ولم يرد أحد عليها، وبعد خمس دقائق جاءت سيارة للشرطة لتبدأ المعركة: «توقفت السيارة فجأة عند الزاوية قرب الفيلا، وفتح السائق الباب ليترجل، باغتها ماجد بقذيفة «آر بى جى»، ومحمد بقذيفة «إينرجا»، وأبوأسعد بالـ«بى. كا. سا»، وفتحت أنا النار عليها بـ«الكلاشينكوف»، لا حركة فيها ولا رصاصة انطلقت منها، اقتربت منها وكانت لا تزال تغلى وتطقطق، نكزت الشرطى بجانب السائق بفوهة بندقيتى، فلم يتحرك، بقى ساقطًًا فوق «التابلوه»، السائق مرمىّ جثة هامدة على الطريق وساقاه معلقتان بالسيارة، نظرت إلى المقعد الخلفى، لا أحد، ولمع فى وجهى ضوء سيارة آتية من الشارع الشرقى باتجاهنا، انطلقت نحوها فتوقفت فجأة، وقفز من فيها وهربوا نحو الغابة، لحقت بهم برشقات من «الكلاشنيكوف»، اختفوا تاركين الجيب الأخضر، عدت مسرعًا إلى الشباب، سألنى محمد على: ماذا يحصل؟ قلت: لا أريد أن نضيع الوقت، صرت مندفعًا للهجوم على البناية وفق الخطة». دارت المعركة الرهيبة التى استشهد فيها «ماجد»، وحمل محمد على وأبوأسعد رجلًا وابنته رهينتين، ويسير «قنطار» خلفهم كحماية، وتوجهوا على الطريق الترابية نحو الشارع، لكن أنوار الأبنية كلها انطفأت، وبدأت القوات الإسرائيلية فى توجيه الضرب بالقذائف الخفيفة والرصاص، وبعد أخذ ورد فى الاشتباكات، أصيب «قنطار»، وسقطت البندقية من يديه، وغاب عن الوعى، وتم حمله مقبوضًا عليه.
 
فى 28 يناير حكمت المحكمة الإسرائيلية على «قنطار» بخمسة مؤبدات، مضافة إليها 47 عامًا لتصل مدة عقوبته إلى السجن 542 عامًا، وتم إطلاق سراحه فى صفقة لتبادل الأسرى مع حزب الله اللبنانى يوم 16 يوليو 2008، وفى يوم 19 ديسمبر 2015 استشهد فى سوريا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة