الأيام المقبلة صعبة تتطلب المواجهة للأزمات الإقليمية الحرجة والمتقاربة، فى ظل عدم قدرة العرب على التحكم فى ناقة أو جمل إبطال نار الحرب أو مقايضة أو استخدام عدد من أوراق التسوية السياسية أو حتى إنهاء جزء من الأزمة الإنسانية على المواطن السورى العربى الذى ينزف ويباد يوميا، وتظل أمامنا روسيا وإيران وتركيا هم الأهم وأصحاب الضغط بجنود وسلاح على الأرض، ومن بعيد تجد جماعة المتابعين السياسيين على المنصات أو الفضائيات.. والسؤال، ماذا تبقى من السيادة أو المواطنة أو حتى من المؤسسات لهذا الوطن السورى العربى الشقيق ومن المسؤول عن إدارة الأزمة وتدهورها الحاكم أم المحكوم؟ وما المدى الزمنى المتبقى لعبور لخط الحياة؟ وليس فقط مشهد أعداد تزف لمقابر الموت.
كتب كليفورد دى ماى، رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مقالا غريبا نشرته صحيفة واشنطن تايمز تحت عنوان «مازال هناك الكثير لإنجازه فى سورية»، أشار فى مستهله إلى أنه إذا كان المرء ما زال غير متأكد، مما إذا كان الرئيس ترامب قد فعل الصواب عندما أطلق 59 صاروخ كروز على قاعدة «الشعيرات» الجوية السورية، خلال الأسبوع الماضى، إذا فعليه النظر فى الخيارات البديلة، ويشير الكاتب إلى أنه عندما استخدم بشار الأسد الأسلحة الكيميائية مرة أخرى لقتل المدنيين السوريين، ومن بينهم النساء والأطفال، لم يكن أمام الرئيس ترامب سوى خيار من اثنين، أولهما أن يقتصر رد فعله على مجرد الاستهجان أو أن يُثبت أن الولايات المتحدة ما يزال لديها القوة اللازمة للوقوف بوجه «الطغاة والإرهابيين»، وبالتالى البدء فى إعادة بناء قدرة الردع الأمريكية. ويلفت الكاتب إلى أنه بعد أن اجتاز ترامب أول اختبار رئيسى للأمن القومى، أصبح عليه الآن أن يُظهر قدرته على الحزم والثبات على المبدأ. ومن ثم يتساءل الكاتب عن خطط البنتاغون فى الرد على مزيد من الاستفزازات؟ لافتا إلى أن الجولة التالية من صواريخ توماهوك قادرة على القضاء بشكل دائم على سلاح الجو لدى بشار الأسد، وهو أمر من شأنه أن يسهل إنشاء مناطق حظر الطيران، ويذكر الكاتب أن هناك فكرة أخرى قيد المناقشة وهى: إنشاء ملاذات آمنة أو «مناطق الحماية الذاتية» للفارين من النظام السورى والقوات الجهادية المختلفة، السنة والشيعة على السواء، ويمكن أن تساعد إسرائيل والأردن سكان هذه المناطق المتاخمة لحدودهم على الدفاع عن أنفسهم.. فهل يمكن أن يؤدى هذا إلى تقسيم سورية؟ ويرى الكاتب أنه من الصعب تصور «حل سياسى» لا يتضمن مثل هذه التعديلات، ويشير الكاتب فى نهاية مقاله إلى أن سورية هى كارثة إنسانية كبيرة، ولغز جيوسياسى أكبر بكثير، وعاجلا وليس آجلا، سوف تحتاج إدارة ترامب إلى تطوير ما رفضه السيد أوباما التفكير فيه.
ماذا سيكون الدور العربى خاصة الدول الباقية فى الصراع المقبل على الأبواب وفق المعطيات المتراكمة؟ وهل هناك أجندة ستخرج علينا المهم أن نستفيد ونفيد، لنضمن الوجود والبقاء غير مهمشين وليس ضمن التشكيل للاعبين المؤقتين فى المباراة الاستراتجية الحالية.. كازاخستان تقترح مشاركة العرب كمراقبين فى المؤتمر المقبل بالاستانا، شكرا للدعوة الكريمة، ولكن هل هناك مساحة لدور عربى فعّال له قيمة لنكون من المشاركين؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
المتبقي
الحقيقه يا جيلان لم يتبق إلا الهم والغم والحزن والألم. ..احنا العرب مش بتوع حل احنا بتوع مآسي وكوارث وكلاكيع