حضرت النجمة وإحدى أيقونات الغناء الجزائرى سعاد ماسى إلى مصر هذه الأيام لإحياء حفل غنائى جديد تحت عنوان "أجمل ما غنت سعاد" وهو مشروع فنى جديد، يشاركها فيه الفريق المصرى الألمانى العالمى cairo steps، سعاد ستقف أمام الجمهور المصرى والعربى ليلة الخميس المقبل من أمام منطقة الأهرامات وهى حاملة جيتارها الشهير الذى لا يفارقها، لتعزف عليه أشهر ما غنت، ومن أعلى نقطة بأحد فنادق القاهرة المطلة على النيل بحى الزمالك، التقت "اليوم السابع" سعاد ماسى برفقة جيتارها، حيث كانت تستعد لبروفات حفلها المنتظر وهى فى غاية الحماس.
ماذا عن حفل سعاد وcairo steps
؟حاجة جميلة أن يلتقى فنانون مختلفون موسيقيًا ويقدمون شيئا مختلفا، وهذه فكرة الحفل الذى سأغنى فيه مع فريق عالمى مثل cairo steps، وهو فريق يضم نخبة من الفنانين والموسيقيين الرائعين والبارعين.. منهم شخص مثل الفنان باسم درويش، وقد وافقت على الفكرة بدون تردد بمجرد أن عرضها مُنظم الحفل محمود يوسف، حيث يمثل ذلك بالنسبة لى إكتشاف موسيقى جديد، سيتم من خلاله مزج أغانى وموسيقى سعاد ماسى بتوزيعات موسيقية جديدة، وفكرة إنطلاق مشروع "أجمل ما غنت سعاد" من مصر، أمر يسعدنى جدًا حيث اعتدت أن آتى إلى مصر وأغنى فيها كل شهرين أو ثلاثة.
كيف تفكر سعاد موسيقيًا؟
تقول سعاد: "الأفكار الموسيقية طالما تواجدت فهى كافية لمستمعينها، فأنا دائمًا حرة فى أفكارى الموسيقية، فلم أسع في فنى وراء الشكل التجارى وإنما أقدم ما يرضينى وأحبه وأقتنع به فنيًا، كما أننى لم أنفصل عن الموضوعات التى تمس المجتمع وأتأثر بها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إجتماعية أو حتى رياضية، لذلك الناس عندما تسمع ما أقدمه أعتقد أنهم يسمعون ما يعيشونه.
متى جلست مع نفسك آخر مرة وقلت يجب أن أحدث ثورة فى مشروعى الفنى القادم؟
لم يحدث إطلاقًا، فأنا لا أفعل ذلك وليس من طريقتى، فعندما أقف على خشبة المسرح وأنظر إلى الجمهور الحاضر، أشعر أنهم سعداء ومتأثرين، هؤلاء فى رأيي يأتون إلى الحفل للترويح عن أنفسهم والتنفيس عنها، وهذا شىء مهم، بمعنى أننى أجد ناس يفكرون كما أغنى.
ما تقدمه سعاد ماسى من فن خاص أصبح جمهوره يزداد يومًا بعد يوم، ما تفسيرك؟
ليس عندى تحليل لذلك، سوى إننى سعيدة به، والجمهور الذي يزداد يومًا بعد يوم، ومنهم طلاب وغير الطلاب، بالتأكيد أمر يسعدنى وأستمتع به، وأعمل على الحفاظ عليه وتجويده، إضافة إلى أن ذلك رزق، أنا مخلصة فى كلماتى وألحانى وفنى بشكل عام، فلا أقف على المسرح لأتباهى أمام الناس، وإنما إغنى كأخت وواحدة من الناس، أريد أن يشعر الناس بى وأشعر أنا بهم، فأنا فى النهاية لست فى مسابقة أتبارى خلالها.
آلة الجيتار فرد من أفراد أسرتك.. حدثينى عن وجودها فى حياتك؟
منذ صغرى وأنا أحب آلة العود، وكنت أحب العزف عليه، كذلك أحب الناى خاصة في عزف المقاطع الصوفية والتى أسافر معها بمجرد سماعها، من بعدها كان أسهل بالنسبة لى تعلم آلة الجيتار، وبالمناسبة الجيتار كان شيء ممنوع فى الأسرة، وخالى كان عنده جيتار إسبانى غالى ونادر، وبمجرد سفره كنت أبحث عن الجيتار حتى ألعب عليه وأعزف عليه، فهو جزء وركن أساسي فى المنزل، قد أعزف عليه فى اليوم الواحد لمدة 3 أو 4 ساعات، وأحيانا يوحشنى لأيام، لكنه موجود بكل الأشكال.
إلى أى مدى كان لمحاربة الفنانين الجزائريين وهجرتهم من بلدهم الأثر عليك؟
أدركت أشياء كثيرة عندما سافرت إلى أوروبا، منها أننى أفريقية الأصل والجذور وهذا أمر مهم، إضافة إلى قوة الهوية التى لم انفصل عنها ولم أتحول، لكنى بدأت أفكر بطريقة مختلفة وللأفضل، وعندما تشاهد بلدك من الخارج غير ما تراها من الداخل، مشكلتنا فى التفكير، ومعنى أننى أفريقية فأعنى بذلك أنه شىء إيجابى.
ما سر قوة الهوية الفنية الجزائرية؟
الجزائر غنية بالتراث، فهناك الموسيقى الأندلسية والشعبية والكلاسيكية والأمازيجية والطوارق والصحراوية، فهذا يعتبر كنز للفنان، وفى نفس الوقت الفنان الجزائرى يلزمه جمهور يحبه، وهذا الامتحان الصعب، فالجمهور الجزائرى صعب جداً، فهو لا يقبل أى شىء، وعندما يحبك "يا سعدك يا هناك".
كيف ترين رؤية الجمهور المصرى وحبه لك؟
أنا أحكى مع جمهورى بصفة عامة فى أى مكان وبالتالي الجمهور يجد نفسه فيما أغنيه وهذا أهم وأجمل شىء، الناس تحتاج كلام من القلب مع موسيقى مختلفة بسيطة، وهذا نفس الشىء مع جمهور الدول الأخرى، أهم شىء أن أكون نفسى ويكون عندى بالفعل رسالة، واحترام الجمهور أمر ضرورى.
وكيف ترين أن الفن رسالة؟
بالتأكيد الناس التى حجزت وقت ودفعت نقودًا لمشاهدتك، يأتى بعدها دور الفنان، فإذا لم يتواجد الفنان بمعنى يملأ عيون الناس ويقنعهم بفنه، فيجب عليه أن يفعل شيئا آخر، وفى عملى أنا أبحث عن الكلمة أولا، الكلمة تؤثر فى الناس فى المقام الأول، فلا فائدة من لحن عظيم مع كلام فارغ ينتقص من هذا اللحن.
هل يفرض عليك الواقع أن تغنى موضوعات بشكل غير مباشر؟
عندما تكون فنانًا تكون رغمًا عنك سياسيًا، لأن الفنان جاء ليُحرك أفكار وأحاسيس الناس، فما هى السياسة.. هى أن تسأل نفسك وتكون واعيًا بالأشياء التى تحدث فى المجتمع، الفنان جاء من المجتمع وبالتالي يغنى ما يعيشه فلا مانع أن يغنى بالسياسة، فى الماضى كان كثيرًا من الشعراء يلجأون إلى كلام بديل كناية عن شيء ما يرغب في قوله، فالمتنبى مثلاً كان يفعل ذلك لأنه كان سيقتل وقتها لو قال الشىء بشكل مباشر، وشعراء آخرين مثله، والفنان نفس الشىء، لذلك يجب على الفنان أن يكون ذكيًا حتى تصل رسالته للناس، فمثلاً فى ألبومى الأخير "المتكلمون" غنيت للشاعر أحمد مظهر وليس هناك أكثر من كلامه مباشرة.
ليس هناك حواجز فيما أغنيه، ما يعجبنى أغنيه وأنا المسئولة عنه، وأقصى شىء ممكن أن يحدث هو منع أغانى لى على إذاعة أو ما شابه، فهذا وارد أن يحدث طول الوقت.
هل تتابعين الجرائد يوميًا فى كل صباح؟
كنت أفعل ذلك دائمًا من قبل مع القهوة فكنت أستيقظ ساعة قبل أن أوقظ بناتى، لكن الآن توقفت، الأخبار الآن تجعلنى أمرض، فالأخبار اصبحت عبارة عن قتل ودمار وخراب وظلم وهو ما ينعكس على يومى، ويعطى طاقة سلبية، إحساس العجز أمام كل هذا الظلم إحساس كريه، فأنت مع أطفالك فى البيت فى جو عائلتى وفى المقابل أطفال مساكين يتعرضون للقذف بالقنابل بلا رحمة، لذلك قررت أن أقرأها وسط النهار لكن ليس بالكم الكبير.
سعاد ماسى أم لبنتين.. هل بدأت أعراض الفن عليهما؟
عندى إنجى 11 عاما وأميرة 6 سنوات، إنجى تحب المسرح بشكل عام وأنا أشجعها بالتأكيد على ذلك، أما أميرة فهى الشقية والتى نناديها بـ"العجوز" حيث إن كلامها سابق لعمرها.
قدمت تجربة أغنية "عندى أمل" مع فريق كايروكى، ألن تكررى تجارب غنائية أخرى مع فرق مصرية؟
فكرة كايروكى جاءت باتصال من أمير عيد وكانت النتيجة "عندى أمل"، والثقافة الموسيقية فى دول المغرب مختلفة عن المشرق، لذلك أتمنى أن تكون هناك دائمًا مشاريع تجمع بين الثقافتين، حتى على مستوى المهرجانات الغنائية، فالثقافة المغربية غير معروفة كثيرًا فى المشرق، وبالتأكيد ليس عندى أى مانع أن أقدم مشروع غنائى مع أى فنان من أى بلد مهما كانت.
هل من الممكن أن تخرج سعاد ماسى من قالب الغناء الذي تقدمه؟
من الممكن أن أقدم الكلاسيكى، لكن أنا لا أجيد الغناء الشرقي، لقد بدأت الغناء بشكل تلقائي، وشرف كبير بالتأكيد أن أغنى لعظماء الأغنية مثل أم كلثوم وحليم، وأعتقد أن هناك مشروع فنى مصرى قادم فى الطريق.
ومن تسمعين وأنت فى منزلك من عظماء الأغنية العربية؟
أم كلثوم هى التى أسمعها في بيتى، فأنا أرى قوة أم كلثوم فيما كانت تغنيه من كلمات وأشعار، إضافة إلى حنجرتها الذهبية بالتأكيد، والجميل فى أم كلثوم وما اكتشفته من خلال مشاهدتها كثيرًا هى طريقة نطقها وغنائها وابتسامتها، هى هرم بلا شك، حضور وكل شىء، حتى طريقة شغلها.
ماذا عن مشاريعك المقبلة؟
ألبومى "المتكلمون" وهو آخر إصداراتى كان حلمى فيه أن أغنى الشعر، خاصة الشعر القديم وهو ما تحقق، وحاليًا أحضر لألبوم جديد سأقدم فيه لأول مرة موسيقى وإيقاعات خليجية مع موسيقى الراى التقليدية، وأنا أعمل على ذلك يوميا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة