وائل السمرى

قنا.. غاب الجمال فحضر الإرهاب

الأحد، 16 أبريل 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قل لى ماذا يدور فى ذهنك حينما تسمع كلمة «محافظة قنا» وسأقول لك لماذا أسهمت هذه المحافظة فى تخريج أكبر عدد من الإرهابيين الآن؟
 
هل تدور فى ذهنك أسماء معتمة مثل اسم الإرهابى مفجر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية أو الآخر مفجر كنيسة مار جرجس بطنطا؟ أم تدور فى ذهنك أسماء براقة مثل عبد الرحمن الأبنودى ويحيى الطاهر عبد الله وأمل دنقل وعبد الرحيم منصور وعبدالباسط عبد الصمد؟
 
هل تتذكر تلك المحافظة باعتبارها موطنا للنزاعات القبلية والعرقية، أم يدور فى ذهنك مشهد بائع القلل القناوى الذى يغنى متمايلا «مليحة أوى القلل القناوى.. رخيصة أوى القلل القناوى» هل تقفز إلى ذهنك صور هؤلاء الإرهابيين وهم يفجرون أنفسهم ليخرجوا الأرواح من أجسادها؟ أم تدور فى ذهنك صور أمهر خبراء الآثار من مركز قفط الذين يستخرجون الجمال من مكنه ويبهرون العالم بحرفيتهم وإجادتهم لأعمالهم الدقيقة؟
 
قنا، تلك المحافظة العظيمة، تلك المحافظة المتفردة فى خيراتها وزراعاتها، تلك المحافظة التى كانت حتى وقت قريب من أكثر محافظات مصر حفاظا على هويتها المصرية الأصيلة والعربية الأصيلة أيضا، بين ليلة وضحاها أصبحت محل اهتمام وسائل الإعلام ومحورا للعديد من النقاشات الساخنة، لماذا؟ لأنها أخرجت إرهابيين أفزعوا العالم أجمع بجرائمهم، الجميع يتساءل: ما الذى حدث؟ والإجابة تحت أقدامنا لكننا لا نراها.
 
تاهت محافظة عن هويتها، فصار شبابها ألعوبة بيد كل خبيث بعد أن كانوا قادة للفكر والرأى والتحضر، غابت الحالة العامة التى تسيطر على المزاج العام فى تلك المحافظة، فسيطر الإرهاب وتوغل التطرف وتوحش التيار الدينى بكل روافده، أرض تركناها فاستعمرها الوحوش، تحولت أنهارها إلى مستنقعات، وتحولت مزارعها إلى غابات، فطبيعى أن ينتشر الوحوش فى كل مكان وطبيعى أن يطلق الإرهابيون على زعيمهم لقب «الأمير» مادام شعراء تلك المدينة وأدباؤها وأعلامها عنها غائبين منفيين مستبعدين.
 
قدر الجمال ألا يمتلك أنيابا، وقدر التوحش أن يستفحل ويتوغل، فلماذا يقدس البعض مقولة الرئيس الراحل محمد أنور السادات: «إن للديمقراطية أنياب» بينما نترك الجمال فى محافظتنا يذبل فيحل محله الإرهاب؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة