البابا الراعى.. كيف ملكت عظة "تواضروس" قلوب الأقباط.. البطريرك احترم حالة الحداد ولم يشكر حاضرى القداس.. ذكر شهداء الشرطة إلى جانب الكنيسة.. وبدأ العيد بالإفطار مع أسر ضحايا طنطا والإسكندرية

الأحد، 16 أبريل 2017 04:35 م
البابا الراعى.. كيف ملكت عظة "تواضروس" قلوب الأقباط.. البطريرك احترم حالة الحداد ولم يشكر حاضرى القداس.. ذكر شهداء الشرطة إلى جانب الكنيسة.. وبدأ العيد بالإفطار مع أسر ضحايا طنطا والإسكندرية البابا تواضروس الثانى
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"البابا الراعى" هو اللقب الذى حصده البابا تواضروس ربما للمرة الأولى منذ تنصيبه على كرسى مار مرقس، رغم ما مر به من صعاب فى أربع سنوات لم تمر بغيره من البطاركة من قبل.

ملك البابا تواضروس بعظته التى ألقاها فى قداس عيد القيامة أمس قلوب ملايين الأقباط، سواء من حضروا معه فى الكاتدرائية أو الذين تابعوه عبر شاشات التلفزيون، حيث حرص البابا على إلغاء تهانى العيد فى مثل هذا اليوم بالكاتدرائية احتراما لحالة الحداد، وحتى لا تختلط تهانى العيد بتعازى الشهداء مثلما قال، ولكنه فى الوقت نفسه رحب بمن يرغب بالمشاركة فى صلوات القداس، الأمر الذى دفع بعضا من أعدائه للتربص، متسائلين: هل يشكر البابا رجال الدولة على حضورهم صلوات قداس العيد ككل عام؟ نجا البابا تواضروس من هذا الفخ، ووجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى فوصف زيارته بالمعزية والغالية على شعب الكنيسة، ولكنه فى الوقت نفسه لم يتل أسماء من حضروا الصلاة ككل عام، والتزم الحاضرون بعدم التصفيق والتهليل.

 

لم ينس البابا أن يذكر على مذبح الكاتدرائية أسماء الشهداء الذين غادروا كنيستهم صباح أحد السعف، ولقبهم بشهداء أحد الشعانين ليزيد تكريمهم تكريما، ولم يتجاهل أيضًا شهداء الشرطة الذين دفعوا أرواحهم لحمايته شخصيا فى الإسكندرية، حيث كان يصلى فى الكنيسة المرقسية التى استهدفها الانتحاري.

 

ظهر الحزن جليًا على ملامح البابا تواضروس طوال الصلاة، حتى أنه كان يجر ساقيه بصعوبة خاصة وهو يعانى من آلام الظهر سافر على أثرها للعلاج بالنمسا أكثر من مرة، إلا أن قمة حزن البابا وغضبه ظهرت فى انفعاله على الشمامسة أثناء طقس تمثيلية القيامة، حين دفع عصا الرعاية أمامه غاضبًا وهو يوجه أحدهم.

 

اختار البابا تواضروس شخصية شاؤول الطرطوسى الذى يصير بولس الرسول مدخلا لعظة القداس، ليؤكد أن الله يحب من ينظر إلى المستقبل وليس الماضى مثل شاؤول الذى تغيرت حياته بعد الإيمان، وقال "أفعل شيئا وحيدا أننى أنسى ما هو وراء وأمتد لما هو أمام، وأن الإنسان الذى يريد أن يعيش فى فكر القيامة هو الذى يفكر فى الحاضر والمستقبل ويتعلم من الماضى ولا يعيش فيه".

 

"نحن لا نملك إلا الصلاة التى نرفعها إلى الله ونملك الحب، وهكذا علمنا المسيح الذى قال أحبوا أعداءكم، نرفع قلوبنا للصلاة وندعو أن يحفظنا الله ويحقق السلام، والمشاركة اليوم تظهر معدن وأصالة مصرنا الحبيبة".. هكذا قال البابا وهو يدلل على المعنى الحقيقى للمحبة المسيحية.

 

البابا تواضروس ضرب مثلًا فى الوطنية حين أكد للمصلين فى القداس أن مصر أكبر من مجرد وطن، فهى البلد الوحيد الذى احتضن المسيح حين جاءها هاربًا من الاضطهاد الرومانى مع أمه العذراء، وعاشت مصر بلاد الحضارة والأمان وبلاد الوسطية فى كل شىء، موضحا:"عندما تحدث هذه الشوائب التى تعكر حياتنا المصرية، كل المصريين تأثروا بما حدث لأنه خارج الحدود الإنسانية تماما لكن هذا قدرنا"، وهو ينظر بعيون يملأها الصبر والسكينة.

البابا يفعل ما يقول، لا يدعو الناس وينسى نفسه، إذ إن البابا دعا الأقباط لزيارة أسر الشهداء والمصابين صباح العيد أثناء كلمته فى قداس الجمعة الحزينة، ثم فاجأ الجميع حين قرر أن يتناول الأفطار معهم بنفسه فى طنطا ومنها إلى الإسكندرية، ليشد من أزرهم ويعزيهم ويروى لهم ما تيسر من سير القديسين والشهداء الذين سبقوا ذويهم إلى السماء ليؤكد إنه البابا الراعى مثلما وصفه شعبه أمس.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة