ننشر رسالة بطريرك الكاثوليك للعيد‎: نصلى من أجل كل شهيد

السبت، 15 أبريل 2017 08:55 م
ننشر رسالة بطريرك الكاثوليك للعيد‎: نصلى من أجل كل شهيد البطريرك إبراهيم إسحق
كتبت سارة علام - سيد الخلفاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حصل "اليوم السابع" على نص رسالة بطريرك الكاثوليك للعيد‎، حيث جاء نصها كالآتى:
 
من البطريرك إبراهيم إسحق
بنعمة الله، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، إلى أخوتنا المطارنة والأساقفة، وإلى أبنائنا الأعزاء القمامصة والقسوس، الرهبان والراهبات والشمامسة، وإلى جميع أبناء الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر وبلاد المهجر..
النعمة والبركة والسلام من المسيح القائم من الأموات.
 
عيد القيامة مشاركة حقيقية فى قيامة المسيح
 
تستقبل، آخر هذا الشهر، مصر أرض السلام قداسة البابا فرنسيس رسول السلام والمحبة فى هذا العصر المضطرب المزدحم بالقضايا الإنسانية ومشهد الضحايا فى كل مكان وفى كل أمة يدمى القلب. هذه الزيارة التى ترمز إلى مكانة مصر فى العالم ودورها القوى فى بناء السلام العالمى، وتؤكد على أنها وطن يحب السلام والأمن وأن شعبها يعبر الصعاب ويتحمل المشاق لكى يبنى مستقبلا واعداً.
 
وإذ نحتفل هذا المساء متحدين مع قداسة البابا وكل الكنائس غرباً وشرقاً بعيد قيامة المسيح المجيدة من الموت، فذلك هو أساس إيماننا بحقيقة القيامة والحياة الأبدية ويوم الحساب. لأن قيامة المسيح غيّرت نظرة الانسان إلى الموت، فلم يعد عدماً ولا فشلاً او يأساً، بل انتقالاً إلى حياة جديدة، لأن المسيح قام ووهبنا أن نقوم معه. فصار لحياة الإنسان معنى أعمق وأكبر من حياته الزمنية العابرة، وله رسالة سلمها الخالق له إذ جعله خليفة على الأرض ليعمّرها وتصبح الحياة أفضل وأجمل، وهذه رسالة لكل مؤمن بالله وباليوم الآخر وهو دور الترقى والحضارة. 
 
أولاً: "أنا القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا" (يوحنا 11: 25)
كان رد المسيح على أتباع مذهب الصدوقيين، الذين لا يؤمنون بالقيامة، دعوة إلى الإيمان باله الحياة "ليس الله إله أموات بل إله أحياء" وهو ليس إلها إن لم يكن إله حياة. وإن نحن آمنا بهذا الاله، فكيف لا نؤمن بحياة متفجرة من جديد فيما يتخطى الموت. وقد برهن المسيح على ذلك بقيامته هو من الموت، وكان قد أعلن عنها عند قوله "انا هو القيامة والحياة". 
 
إن حب الله للانسان لا يرتضى رؤيته يتلاشى فى العدم، كما إن الانسان الذى يحب الله الحى الأبدى لا يستطيع أن يتخيل انتهاء علاقة الحب التى تربطه به، وعلى علاقة الحب المتبادل هذه، ترتكز القيامة. ولازالت قيامة المسيح من بين الأموات يتردد صداها منذ أكثر من عشرين قرناً، فهى منارة البشرية نحو غايتها ومصيرها الله الأبدى فى أزمنة تشتد فيها الظلمات وتتعمق فيها أحاسيس الألم. إن القيامة هى نور الايمان الثابت والرجاء الصادق بأن المسيح هو من غلب العالم (يوحنا 16: 33)، ليس بالحرب والعنف وسفك الدماء ونشر البؤس، بل بالمحبة والتسامى والبذل والعطاء. يا للمشهد الحزين حين نرى ثروات العالم تتحول إلى أسلحة فتّاكة مدمرة بدلاً من أن تزرع سنابل القمح، وتشق الطرق، وتشبع الجياع وتروى العطاش، كما فعل المسيح، فى بناء جسور التواصل بين الأمم ونشر الخير والفرح. 
 
إن القيامة والحياة مع الله فى موكب الصالحين، هى إكليل بعد الجهاد والعطاء والفداء كما يقول سفر الرؤيا "كن أميناً حتى الموت فلسوف أعطيك اكليل الحياة" (رؤيا 2: 10). فالقيامة هى الحقيقة، والموت هو الجسر الذى يعبر عليه الإنسان بعد أن يسقط عنه الزمان والمكان، ليتجلى مع الصديقين المؤمنين، فيصبح الموت انتقالاً إلى حياة جديدة واتحاداً كاملاً فى الله. 
 
 ثانياً: فلنرفع الحجر عن باب القبر
الحجر هنا رمز لما يعزل من فى القبر عن العودة إلى الحياة أو يحيط الإنسان بسد منيع يمنعه من التطور والتجدد والنهضة..
الحجر هنا يرمز إلى الفلسفات الكاذبة التى تنكر حقيقة القيامة والحياة الأبدية، كمذهب الصدوقيين فى زمن المسيح، فمنهم من يدعو أن الحياة للحياة فقط ولا شيء بعد ذلك، ومنهم من يدّعى أن قيامة الموتى خرافة ابتدعها خيال البشر، ومنهم من يظن أن الإنسان زائل مثله كمثل باقى ألمخلوقات الحيوانية. 
 
كما يرمز الحجر أيضاً إلى ثقل الشهوات التى تكبل التقدم الروحى للإنسان وتقيّد خطواته فى السير عن النمو فى الحياة الروحية. فكان لابد أن يُزاح الحجر ليتحرر الإنسان من ظلام الفكر وتمرد الشر وإلقاء بوصايا الله وشرائعه عرض الحائط بدعوة التحرر الكاذب والانفلات الأخلاقي. وبدون نعمة الله والاتكال عليه وبدون الإرادة الصالحة لا يمكننا أن ندحرج الحجر عن فم القبر. 
 
لنقبل المسيح القائم من الموت، فتكون لنا الحياة.. لنثق به ليمنحنا السلام الذى نبحث عنه، والقوة لكى نعيش كما يليق به وبنا كخليقة جديدة فى المسيح.
أعنا أيها القائم من الموت على إزاحة الحجر عن بصيرتنا وعقلنا وضميرنا، لننهض وننطلق معك، لأنك الطريق والحق والحياة. 
ختاماً:
نسبق ونقول أهلاً بكم يا قداسة البابا فرنسيس على أرض السلام، أهلا بكم فى الوطن الذى احتضن صوت الخالق على جبل سيناء فتزلزل الجبل... 
أهلاً بكم بين المصريين، مسيحيين ومسلمين، فى وطنهم مهد الحضارات والعلوم والفنون. إن المسلة المصرية التى تنتصب أمام كنيسة القديس بطرس فى الفاتيكان دليل على التواصل بين الشعوب والأمم...
 
إننا نصلى من أجل هذا العالم الذى نعيش فيه، ليسكب الله رحمته على كل أبناء البشر، فيتوقف العنف والحروب والانقسامات ليتفرغ العالم إلى تنمية الحياة الإنسانية، ليجد طعاماً لكل جائع، وحياة أرقى وأفضل لكافة الشعوب... 
 
نرفع صلاتنا متحدين مع سائر البطاركة والأساقفة وكل المؤمنين من أجل أن يعم السلام عالمنا المثقل بالآلام والأحزان...
نصلى من أجل كل شهيد وشهيدة تشعل شمعة فى ظلام التعصب والتطرف... 
 
نصلى من أجل مصر الوطن الحبيب ورئيسها الذى يسعى بكل إخلاص وجهد لبناء ونهضة هذا الوطن، نلتمس من الله عز وجل أن يحفظه وأن يمده بالنعمة والصحة، مع جميع المسؤولين وجنود الوطن، تحية واجلالاً للأبطال فى سيناء وفى كل مكان الذين يسهرون من أجل حفظ أمن وأمان الوطن، تحية لكل أم تشعل فى بيتها نور الحب والعطاء، تحية لكل أب يتفانى فى تربية أولاده وخدمة وطنه، تحية لكل إنسان يجتهد لإسعاد الإنسان، فان لنا رجاء كبير فى أن ينهض بلدنا بالعدل والمساواة والإخلاص والمحبة.

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة