بعد نقاشات وجلسات استمرت على مدى 4 أيام متواصلة، اختتم مؤتمر العمل العربى فى دورته الـ44 المنعقدة بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحضور وزراء العمل وممثلى منظمات أصحاب الأعمال والمنظمات النقابية فى 21 دولة عضو فى منظمة العمل العربية.
وجاء ختام مؤتمر العمل العربى فى دورته الـ44، ليحمل 3 رسائل هامة للعالم أجمع، أولها بأن مصر بلد الأمن والأمان ولا أحد ينكر دورها المحورى، أما الرسالة الثانية وهى إدانة للحادث الإرهابى الغاشم الذى استهدف الأبرياء بطنطا والإسكندرية ودعم الجميع لمصر فى حربها ضد الإرهاب، أما الرسالة الثالثة وهى القضية الفلسطينة، والتأكيد على الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى حتى تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وخلال أعمال الدورة الـ "44" تم إطلاق الإصدار الإليكترونى الأول للشبكة العربية لمعلومات أسواق العمل لاعتمادها من قبل الدول العربية، والتى تستهدف توفير الأدلة المعلوماتية من إحصاءات ومعلومات التى تحقق الإلمام الشامل بكافه قضايا وأبعاد سوق العمل العربى، وستضم قاعدة بيانات معلوماتية للخبراء العرب العاملين فى مجال أسواق العمل للإلمام بكل ما هو جديد فى سوق العمل، وكذلك الدراسات وأرشيف الأخبار والأحداث والجوانب المعنيه بسوق العمل العربية، وفى اطارها سيتم عمل تتبع لـ١٠٠ شركه عربية، ورصد الوظائف الخالية بها بشكل مستمر حتى يتمكن الشباب العربى من الدخول على الموقع الخاص بتلك الشركات من خلال الشبكة العربية لمعلومات سوق العمل.
12 توصية خرج بها المؤتمر بعد مناقشات وجلسات لكافة أطراف العمل الثلاثة على مدى 4 أيام، أبرزها ضرورة ايجاد رؤية عمل عربية مشتركة لإرساء تنمية مستدامة تجعل من العالم العربى نموذجا فى مقاومة الفقر وتنمية الدخل والقضاء على البطالة والجوع فى أفق 2030، والاهتمام بتثقيف وتدريب المرأة فى الريف وتمكينها اقتصاديا للقيام بدورها فى تنمية مجتمعها.
كما أوصى باعتماد نموذج تنموى عربى بديل ومستدام يرتكز على سياسة تنموية أكثر تفتحا على الخارج وأحسن استخداما للتكنولوجيات الحديثة وأكبر اعتمادا على المعرفة وأكثر تنوعا لمصادر النمو من خلال إيجاد بيئة تشريعية وتنظيمية ملائمة ومحفزة للاستثمار وتضمن التكامل بين القطاعين العام والخاص وإعطاء الأولوية القصوى فى توجيه الاستثمارات القطاعية للأنشطة الواعدة المرتبطة بالتجديد والابتكار.
وضمت التوصيات ضرورة على تطوير المنظومة التعليمية من أجل تحسين أفاق التشغيل وتقليص الفجوة بين مخرجات المنظومة ومتطلبات أسواق العمل والتوجه نحو إرساء منظومة تعليم تضمن استدامة التنمية وتوفير فرص عمل وترتقى إلى مستوى المعايير الدولية المعترف بها من خلال تطوير طرق ومناهج التدريس ونظم التقييم وتطوير القطاع الخاص فى مجال التعليم لتخفيف الأعباء على الدولة.
كما أوصى أيضا المؤتمر بضرورة بناء مقومات منظومة تدريب مهنى مستدام تتطلع إلى أرقى المعايير الدولية المعتمدة وتتوافق ومتطلبات المنافسة والإنتاجية وترتكز على على ثلاثة منطلقات رئيسية بإدراج التدريب المهنى ضمن رؤية شاملة لمنظومة تنمية الموارد البشرية وضمان جودة منظومة التدريب المهنى تزامنا مع متطلبات الاقتصاد وسوق العمل وإرساء حوكمة رشيدة للمنظومة.
ومن بين التوضيات أيضا، مناشدة الدول الأعضاء التى لم تصادق على اتفاقيات العمل العربية سرعة التصديق على هذه الاتفاقيات دعما للنشاط المعيارى العربى وتحقيق أهدافه فى تطوير تشريعات العمل والنهوض بشروط وظروف العمل فى الدول العربية عملا بالميثاق العربى للعامل ودستور منظمة العمل العربية.
وأوصى أيضا بمطالبة منظمة العمل الدولية إرسال بعثة متخصصة للاطلاع إلى حقوق العمال الفلسطينيين لدى سلطات الاحتلال منذ عام 1970 وحتى تاريخه واتخاذ مايلزم لسداد أجور ومستحقات العمالة الفلسطينية وفقا للمعايير الدولية وإعلان المبادئ الحقوق الأساسية فى العمل مشيرا إلى أنه لابد من دعم الصندوق الوطنى الفلسطينى للتشغيل والحماية الاجتماعية للعمال والترويج له من أجل تحقيق الأهداف النبيلة التى أنشئ من أجلها.
كما أوصى بدعوة منظمة العمل الدولية لعقد مؤتمر المانحين لدعم صندوق فلسطين للتشغيل والحماية الاجتماعية للعمال لتوفير التمويل اللازم للصندوق وإيجاد فرص العمل اللائق لعمال فلسطين.
وأوصى أيضا، بضرورة إدانة الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على عمال وشعب فلسطين فى الأراضى العربية المحتلة ومطالبة المجتمع المدنى بكافة مؤسساته وآلياته لوضع حد لهذه الانتهاكات التى تمثل اعتداء صارخا على القانون الدولى ومواثيق حقوق الإنسان.
ولم يغفل المشاركون أهمية دور المرأة، حيث أوصوا بضرورة تعزيز دور المرأة فى تنفيذ برامج التنمية المستدامة، حددوا أن الدورة القادمة والتى تحمل رقم 45 ستعقد فى دولة المقر "مصر" مالم تتقدم أية دولة بطلب الاستضافة للمؤتمر وتفويض المدير العام لمكتب العمل العربى قبول طلب أية دولة عضو ترغب فى انعقاد المؤتمر على أرضها مع إحاطة الدول الأعضاء علما بذلك فى الوقت المناسب.
وفى نفس السياق أرسل فايز المطيرى المدير العام لمنظمة المرأة العربية، وهند صبيح براك الصبيح وزيرة العمل الكويتية ورئيس مؤتمر العمل العربى فى دورته الـــــ"44"، برقية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بمناسبة اختتام أعمال الدورة ال "44" للمؤتمر التى عقدت فى القاهرة خلال الفترة من 9 ل 12 إبريل الجارى، بمشاركة وزراء العمل ورؤساء وأعضاء منظمات أصحاب الأعمال واتحادات العمال فى الدول العربية، وحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية ورؤساء وممثلى المنظمات العربية والإقليمية والدولية لذات الصلة.
وجاء فى نص البرقية: "يسعدنا أن نرفع لمقام فخامتكم اسمى آيات الشكر والتقدير لرعايتكم الكريمة لأعمال المؤتمر وتكليفيكم للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بافتتاح أعمالها وكلمتكم القيمة التى وجهتموها إلى الوفود المشاركة".
وأشادت البرقية بمبادرات الرئيس السيسى الرائدة فى الاهتمام بقضايا تشغيل الشباب والتدريب المهنى وتوفير الضمانات والتسهيلات الكافية للاستثمارات العربية فى ربوع مصر من أجل تحقيق الرفاهية والرخاء والتقدم والازدهار للشعب المصرى، مشيدة بجهود الرئيس السيسى فى تعزيز التضامن العربى والدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية فى مواجهة المتغيرات والتحديات التى يواجهها الوطن العربى.
وتابعت البرقية "يعرب كافة المشاركون فى المؤتمر عن ادانتهم للحادث الإرهابى والاعتداء الجبان الذى استهدف النسيج الوطنى وأمن وحياة المواطنين الأبرياء".
واختتمت البرقية: "واثقون أن الشعب المصرى بقيادتكم الحكيمة سيقضى على قوى الإرهاب والبغى التى تحاول تمزيق أوصال أمتنا العربية كما نعرب عن خالص تعازينا لمصر العزيز قيادة وحكومة وشعبا فى ضحايا هذا الحادث الإرهابى البغيض"