إسلام الغزولى

ترامب

الجمعة، 14 أبريل 2017 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتوافر لجمهورية مصر العربية فى هذه اللحظة دعم سياسى غير مسبوق، وقد بدا ذلك جليا فى الحفاوة التى قابل بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد حقبة طويلة من الفتور فى العلاقات المصرية الأمريكية، حقبة غيّرت مصر فيها خمس رؤساء وشهدت أحداثا جساما ضلعت فى بعضها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وتعكرت العلاقات بسبب قضايا داخلية ودولية، لم تتفق فيها مواقف الدولة المصرية مع الإدارتين السابقتين.

وفي ظني أن هذا هو منبع هذه الحفاوة، فالدولة المصرية من الدول القلائل التي تمسكت بحقها فى مواقف مغايرة خاصة لإدارة أوباما بمواقفها المتعسفة، وإصرارها على التدخل فى شئون غيرها من الدول، بل ودعم أطراف مشبوهة تثير الريبة حيث ساعدت على إسقاط العديد من دول المنطقة.

 

هذه الحفاوة إذا لم تأت من فراغ، بل بنيت على صلابة موقف الدولة المصرية فى الدفاع عن نفسها والعالم أجمع ضد الإرهاب وقوى التخريب فى المنطقة، والإنجازات التى حققتها القوات المسلحة الباسلة والشرطة المدنية منفرده فى حربها على الإرهاب فى سيناء، وهى الطريقة التى لم يُستقبل بها قادة أوروبيون فى البيت الأبيض بالمقارنة باستقبال الرئيس السيسى وليس أدل من استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتى سخر العالم أجمع من رفض الرئيس ترامب مصافحتها فى لقاء عام بطريقة سببت لها الإحراج.

 

لكن هذا الدعم السياسي وتوافق المواقف الذي تحظى به مصر لم يترجم بعد إلى دعم اقتصادى وتنموى وهو الأمر الذي تحتاجه الدولة المصرية بشدة، خاصة بعد سنوات من الركود التام، والشلل فى قطاعات حيوية مثل السياحة، وتراجع فى الاستثمارات الخارجية، والخلل بسبب الإصلاحات الاقتصادية الجذرية الذى تتبناه القيادة السياسية فى هذه اللحظة.

لقد خاضت الدولة المصرية الكثير من المعارك السياسية والاقتصادية المستنزفة خلال فترة قصيرة، وتحتاج بعدها إلى الإنعاش، والمساندة من الحلفاء والأصدقاء، وهو ما تدركه الإدارة الأمريكية جيدا فى هذه اللحظة، وليس أدل على ذلك من أن الرئيس دونالد ترامب رغم تحفظه الشديد على تمويل ودعم الدول وسياساته المبنية على توجيه الميزانيات إلى الإصلاح الداخلى فقط، ومع ذلك فقد أبدى استعداد لدعم الدولة المصرية، وبدى فى تصريحاته كلها أنه مدرك تماما ما تكبدته مصر  نيابة عن العالم أجمع فى كبح جماح الإرهاب وكسر شوكته الموجهة ضد الجميع.

 

إن القيادة السياسية لا تبحث فى هذه اللحظة عن معونات بل تبحث عن شراكات طويلة الأمد، وتبادل خبرات يعينها على النهوض والاعتماد الكامل على نفسها، شراكات تعطى فيها الدولة المصرية بقدر ما تأخذ خاصة فى المجال الاقتصادى، وتتبادل الخبرات لتزيد معدلات التنمية، وتوفر معها فرص العمل لشبابها، ولاشك أن ذلك يعطي الفرصة الحقيقية لاستقرار طويل الأمد فى منطقة الشرق الأوسط.

إن مصر وعلى الرغم من كل ما تعانيه من أزمات مازالت على المستوى السياسى هى اللاعب اللأساسى القادر على آداء دوره بمنتهى الجدية والإلتزام والوعي لكافة مجريات الأمور فى العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي من شأنه وأن يؤكد قادرتها على المساهمة فى حفظ السلام بالمنطقة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة