مصر تنهى ميراث أوباما وبوش.. السيسى وترامب "شراكة حتمية" تفرضها أزمات المنطقة.. باحث أمريكى فى مقال بـ"فوكس نيوز": ضرب الكنائس وأزمة سوريا يجعلان تعاون الزعيمين ضرورة.. وكلاهما يضع مكافحة الإرهاب فى أولوياته

الخميس، 13 أبريل 2017 12:52 م
مصر تنهى ميراث أوباما وبوش.. السيسى وترامب "شراكة حتمية" تفرضها أزمات المنطقة.. باحث أمريكى فى مقال بـ"فوكس نيوز": ضرب الكنائس وأزمة سوريا يجعلان تعاون الزعيمين ضرورة.. وكلاهما يضع مكافحة الإرهاب فى أولوياته السيسى ودونالد ترامب
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أبريل ليس شهرا عاديا، لا فيما يخص الأوضاع السياسية القائمة فى المنطقة، ولا الأوضاع السياسية فى العالم بشكل عام، فخلال هذا الشهر زار الرئيس عبد الفتاح السيسى الولايات المتحدة الأمريكية، فى زيارة رسمية طويلة مثلت تحولا استراتيجيا ومهما فى علاقات البلدين، أهم عناصره إنهاء ميراث الرئيس السابق باراك أوباما الذى تعامل مع الشرق الأوسط وقضاياه بلا مبالاة، والرئيس الأسبق جورج بوش الابن الذى تعامل بغطرسة وتسلط، كما شهد الشهر نفسه تطورا دراميا على صعيد الأزمة السورية، وصولا إلى توجيه ضربة أمريكية مباشرة لمطار عسكرى خاضع للجيش السورى، ومحصلة كل هذه التطورات تصب فى اتجاه دعم أهمية زيارة السيسى لواشنطن، ودور هذه الزيارة وما أثمرته من نتائج وتفاهمات، فى إعادة رسم خريطة المنطقة وعلاقات القوى فيها.

فى هذا الإطار، قال جيمس جاى كارافانو، نائب رئيس مؤسسة التراث الأمريكية، إن الاضطراب الجديد الذى يشهده الشرق الأوسط، جعل علاقات الرئيس دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسى أكثر أهمية، وفى مقال له عبر موقع "فوكس نيوز"، قال الخبير الأمريكى، إنه نظرا للاضطراب الذى حدث خلال الأيام القليلة الماضية، فإن من حسن الحظ أن رئيسى الولايات المتحدة ومصر، بدآ إعادة تشكيل الشراكة الاستراتجية بين البلدين، التى توترت فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، فالهجمات المروعة على الكنائس فى مصر، وإعلان حالة الطوارئ، والهجوم الكيماوى فى سوريا، كلها أمور وضعت المنطقة المتوترة بالفعل على الحافة، ومن المؤكد أن إعادة الاستقرار إليها مرة أخرى ستطلب من السيسى وترامب العمل معا.


السيسى وترامب.. رؤية متقاربة للمنطقة "دون لعب الجولف"

يقول "كارافانو" فى مقاله، إنه ليس من المفاجئ أن يوثق الرئيسان علاقتهما دون حتى لعب الجولف، فهما ينظران للعالم بنفس الطريق بدرجة كبيرة، فكلاهما يعتقد أن الإرهابيين والحركات السياسية التخريبية أكبر تهديد للاستقرار الإقليمى، وكلاهما يقلق من أن الدول غير المستقرة، مثل سوريا وليبيا والصومال واليمن، ستكون بمثابة بؤر للنشاط الإرهابى، وكلاهما لا يتسامح مع الإرهاب الذى ترعاه دول بالمنطقة، مثلما هو الحال بالنسبة لإيران، وكلاهما يجد التدخل الروسى فى الشرق الأوسط غير مفيد، وكلاهما يرغب فى عودة عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية إلى المسار الصحيح، لذلك لم يكن مفاجئا أن السيسى وترامب لديهما تفاهم حقيقى بشأن أمور المنطقة.

ويتابع الخبير الأمريكى تحليله للأمر، قائلاً: "إنه مما لا شك فيه أن أكثر ما يثير حماس الرئيس السيسى على ما يبدو، عزم ترامب على وقف سياسة أوباما فى الابتعاد عن الشرق الأوسط، فالرئيس المصرى وكل مسؤول فى هذا الجزء من العالم، يحمل الرسالة نفسها لواشنطن، فهم يريدون أن تعود أمريكا، ويبدو أنهم جميعا يتلقون الإجابة نفسها، وهى أن وقت اللعب قد مضى.

 

مسار "ترامب" الجديد بالمنطقة بين لامبالاة أوباما واستراتيجية بوش

فضلا عما سبق، يقول جيمس جاى كارافانو، نائب رئيس مؤسسة التراث الأمريكية، إن "ترامب" يتطلع لوضع مسار يسير بين لامبالاة أوباما واستراتيجية جورج بوش، المتمثلة فى القيام بمهمة إعادة تشكيل المنطقة وفق الرؤية الأمريكية، وتلقى استراتيجية مسار الوسط تجاوبا من قادة الشرق الأوسط.

وبشكل عام، يبدو أن استراتيجية "ترامب" تتكون من شقين، الأول يساعد فى القضاء على التطرف، والثانى وقف إيران بدعم الدول السنية التى تقيم علاقات مع إسرئيل، كدعامة أمام التهديد الذى يمثله المسعى التوسعى لطهران لعملية السلام والاستقرار فى هذا الجزء من العالم، وهذه الاستراتيجية ستحل أيضا مشكلة روسيا، فالرئيس الروسى فلاديمر بوتين لا يملك القوة الكافية ليكون وسيطا كبيرا فى الشرق الأوسط، كما يقول "كارافانو"، وقد ملأت موسكو الفراغ الذى تركته واشنطن فى المنطقة، ولو تدخل "ترامب" ستراجع "بوتين".


استقرار منطقة الشرق الأوسط مصلحة حيوية للولايات المتحدة

بين هاتين المهمتين السابقتين، مجموعة من المهام الأخرى الداعمة، منها استقرار اللاجئين فى المنطقة، وتسوية الأوضاع فى الدول غير المستقرة، وإعادة تهيئة عملية السلام وتعزيز النمو الاقتصادى والمجتمعات المدنية القوية، ولم تكن رسالة السيسى لـ"ترامب" بأن أيا من هذه المشكلات سيتم حله فى دقيقة واحدة فى نيويورك، ولكن أنه من الضرورى أن تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية الآن، وأن تشارك على المدى الطويل، وشدد الكاتب على ضرورة أن تبدأ مصر بنفسها فى معالجة هذه المشكلات.

وأكد "كارافانو"، أن وجود منطقة سليمة ومستقرة هو مصلحة حيوية لأمريكا، وبالمشاركة الحكيمة والسياسة الاستباقية، يمكن أن تساعد الولايات المتحدة فى تحقيق هذه الغاية، واختتم الباحث الأمريكى مقاله بالقول، إن اجتماع ترامب مع السيسى، والسياسة الأمريكية الجديدة، يجب أن يساهما فى محو كذبة أن الإدارة الجديدة معادية للمسلمين، فمصر أكبر دولة مسلمة فى المنطقة، والإدارة الأمريكية تريد أن تكون صديقتها، وفضلا عن هذا فإن هناك ملايين المسلمين فى الشرق الأوسط، والسياسة الأمريكية الناجحة هى التى تجعل الحياة أفضل للجميع.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة