أصدر الباحث، إيهاب خليفة، رئيس وحدة التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأبو ظبى، كتابًا جديدًا بعنوان "القوة الإلكترونية.. كيف يُمكن أنْ تُدير الدول شؤونها فى عصر الإنترنت"، هن دار "العربى"، ويَتناول الكتاب عددًا من الظواهر الحديثة فى مجال الفضاء الإلكترونى مثل الحروب الإلكترونية، والصراع الإلكترونى، والردع الإلكترونى، والدبلوماسية الإلكترونية.
ويَتطرق الكتاب إلى تسليط الضوء على الفواعل فى مجال الفضاء الإلكترونى تحديدًا قراصنة المعلومات أو الهاكرز، من حيث أنواعهم ومَهاراتهم وقدراتهم، إذ يُعطى نماذج عملية على قيام دول مثل الولايات المتحدة والصين وإسرائيل وروسيا بإنشاء جيوش من هؤلاء القراصنة للقيام بإدارة الحروب عبر الفضاء الإلكتروني.
ويَتناول الكتاب إشكالية "التسريبات" التى أصبحت سمة أساسية فى عصر الإنترنت، مثل تسريبات الويكيليكس وتسريبات أدورد سنودن، التى أثرت بقوة فى عَلاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع غيرها من الدول، بما فى حلفائها مثل ألمانيا وفرنسا التى كشفت الترسيبات عن تجسس الولايات المتحدة عليها وعلى رؤسائها.
وفى النهاية، يَقترح الكاتبُ عددًا من المعايير التى يُمكن الاستناد إليها للحكم عما إذا كانت دولة ما تتمتع بقدرات إلكترونية متقدمة أم لا، من خلال النظر على عدة متغيرات رئيسية أبرزها:
نظام تعليمى مُتقدم، يَبدأ من مرحلة الطفولة، يدعم الابتكار ويُدرس مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي، وأيضًا خُطة استراتيجية خاصة برؤية الدولة لتعظيم قدرتها الإلكترونية تُحدد فيها أهدافها الاستراتيجية، وكذلك بنية تحتية سيبرية Cyber Infrastructure، تقدم خدماتها بصورة إلكترونية للجمهور، والتأكد من سلامة إجراءات التأمين المُتبعة للحد من الهجمات الإلكترونية، و توفير عناصر بشرية متدربة وموثوق فى ولائها وقادرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة، و وجود جهة مختصة بالدفاع عن الشبكة الإلكترونية للدولة تكون تابعة للقوات المسلحة، وتتعاون مع الجهات الشرطية المختصة بالتحقيق فى الجرائم الإلكترونية، وقدرة الدولة على إنتاج وتطوير أسلحة إلكترونية تُمكن الدولة من تحقيق أهدافها فى الفضاء الإلكتروني، وقدرة الدولة على إدارة عمليات إلكترونية تشمل مهاجمة شبكات الحاسب الآلى إذا دعت الحاجة إلى ذلك، والدفاع عن شبكاتها الخاصة، واستطلاع الشبكات الأخرى.
جديرٌ بالذكر، أن إيهاب خليفة، مؤلف هذا الكتاب، باحث سابق بمجلس الوزراء المصري، وباحث مُشارك بالمركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، وباحث دكتوراه مُتخصص فى مجال إدارة المدن الذكية، حاصل على الماجيستير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة فى إدارة العلاقات الدولية، وله العديد من الأبحاث العلمية المنشورة باللغة العربية والإنجليزية حول التداعيات الناجمة عن تزايد الاعتماد على التقنيات الذكية فى الحياة البشرية، ومَصادر تهديد الأمن القومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة