رغم الجهود الكبيرة للدولة والمشروعات التى تم افتتاحها خلال الفترة الماضية لازالت الكثير من قرى مصر تعانى من الإهمال وغياب الخدمات بشكل كامل، مما يسبب الكثير من المعاناة للمواطنين الذين يشعرون أن اهتمام الحكومة أصبح منحسرا فى المشروعات القومية الكبرى، بينما هم يعانون من التهميش والنسيان ولا أحد يلتفت لحجم معاناتهم .
قرية الشيخ مسعود هى إحدى القرى التابعة لمركز طهطا بسوهاج البالغ تعداد سكانها أكثر من 12 ألف مواطن، تعانى من قلة الخدمات الضرورية والملحة لأبناء القرية وتجاهل المسئولين التام لها ومنها عدم وجود مركز شباب ولا وحدة بيطرية.
وتتبع فى إدارتها الوحدة المحلية لقرية الصفيحة، هذه القرية إلى الآن لم يدخلها الصرف الصحى، ومازال السكان يعانون من البيارات والحشرات والروائح الكريهة المنبعثة منها، وجرارات الكسح تقوم بتصريف المياه فى الترع والمصارف التى تسقى منها الأراضى الزراعية وهو ما يمثل خطرا على الصحة العامة والوحدة المحلية عاجزة عن حل هذه المشكلة لأن ذلك غالبا يتم فى فترات الليل.
وتعيش القرية مأساة مستمرة، حيث النقص الشديد فى الخدمات وتجاهل المسئولين لهم ناهيك عن أن القرية لا يوجد بها مركز شباب أو وحدة بيطرية ومياه الشرب ملوثة وشبكة الكهرباء متهالكة وبدون صرف صحى والطرق غير ممهدة كل هذه المشاكل وغيرها الكثير، واستغاثات المواطنين لا تتوقف وسياسة طرق الأبواب لا تسمن ولا تغنى من جوع والمسئولون فى تجاهل تام.
وتعانى القرية من عدم وجود مركز للشباب لممارسة الأنشطة المختلفة مما يجعل الشباب يجلسون على المقاهى وهذا يجعلهم عرضة للانحراف ومخالطة العاطلين ورد السجون كما يجعلهم عرضة للإدمان وتعاطى المخدرات.
والجدير بالذكر ،أن القرية يوجد بها مساحات كبيرة من الأراضى المملوكة للدولة ، يمكن من خلالها إقامة بعض المشروعات الخدمية.
كما أنه تم افتتاح الوحدة الصحية للقرية، بتكلفة تزيد عن مليونى جنيه ولكن للأسف أصبحت مجرد لافتة ووحدة الأسنان معطلة، لوجود عجز بالأطباء والفنيين مما يعوقها عن تقديم الخدمة الصحية لأبناء القرية ويضطر الأهالى إلى الذهاب إلى مستشفى طهطا العام التى تبعد عن القرية أكثر من 10 كم، مما يعرض الحالة المصابة للخطر وأصبح دور الوحدة يقتصر على تسجيل المواليد واستخراج شهادات الوفاة والتطعيمات.
ويقول أهالى القرية، إن الوحدة الصحية الموجودة فى القرية لا تقدم الخدمة الطبية اللازمة للمواطنين ولا توجد بها امكانيات تمكنها من ذلك، ويوجد بها طبيب غير مقيم، يقوم بتحويل الحالات المرضية إلى مستشفى طهطا العام، وتكتفى الوحدة الصحية فقط بتقديم خدمات التطعيم وتسجيل المواليد والوفيات، مطالبين بتوفير الخدمات الصحية على مستوى القرى المحرومة وتوفير الإمكانيات اللازمة للمستشفيات.
ويوجد بالقرية مدرسة واحدة للتعليم الأساسىى والتى تعانى من تكدس التلاميذ داخل الفصول، والتى وصل عدد التلاميذ بها أكثر من 800 تلميذ ،ووصلت كثافة الفصل أكثر من 50 تلميذًا، وذلك بعدما اضطرت إدارة المدرسة إلى التخلى عن بعض غرف النشاط، وبعض المعامل والمكتبة لتوفير هذا العدد من الفصول.
وقال الأهالى: "لم نر من الحكومات المتعاقبة فى البحث عن حل مشكلة العشوائيات إلا التصريحات الحارة التى يعتبرها البعض أنها ما هى إلا مجرد مسكنات لا أكثر، دون أن يعلموا أنها مشكلة اجتماعية مركبة تزايدت حتى أدت إلى انتشار الفقر والحياة غير الكريمة، فضلا عن إهمال سكان تلك المناطق فى الصحة وقطاع المستشفيات فضلا عن تدنى الأخلاقيات وانتشار الجريمة وتفشى البطالة وانتشار السلوك العنيف مما يجعلها بؤرًا اجتماعية للأمراض وقنابل موقوتة قابلة للانفجار فى أى وقت وبأى شكل من الأشكال.
وناشد أهالى القرية والمحافظ وأعضاء مجلس النواب من وضع القرية ضمن أولوياتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة