خالد أبو بكر يكتب: مصر الباكية المستعصية.. ليلة حزن في كل البيوت المصرية .. وتحد واصرار علي الانتصار .. صلى علي النبى أو مجد سيدك هانعيش ونموت فيها.. والإرهاب لن ينجح فى التفرقة بين المسلمين والمسيحيين

الثلاثاء، 11 أبريل 2017 04:00 م
خالد أبو بكر يكتب: مصر الباكية المستعصية.. ليلة حزن في كل البيوت المصرية .. وتحد واصرار علي الانتصار .. صلى علي النبى أو مجد سيدك هانعيش ونموت فيها.. والإرهاب لن ينجح فى التفرقة بين المسلمين والمسيحيين خالد أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل المقالات واحدة وكل العبارات متشابهة، الحقيقة أن كل مصرى أراد أن يعبر عما يدور بداخله، يوم الأحد الماضى كانت لغة التعبير واحدة، وتساوت المشاعر، وأصبحت هناك حالة من النار المشتعلة داخل كل بيت مصرى، نار الرغبة فى الانتقام، وقد غلبت هذه الرغبة على كل مظاهر الحزن، فقد كتم المصريون الحزن من كثرته، ولكن ما ظهر فى نفوسهم الأحد الماضى هو الرغبة فى الانتقام، لكن الانتقام من أى جماعة وبأى طريقة؟ لا أحد يعلم.
 
الشىء العجيب والمحير، إذا كان الفكر المتطرف الإرهابى يضرب الكنائس ويحرقها منذ عشرات السنوات، لماذا لم تنجح هذه الطريقة فى التفرقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر؟ ولماذا لم نجد هذه الفتنة الطائفية داخل مجتمعنا التى قتلوا وحرقوا من أجلها؟
 
الواقع أن كثيرا منا يردد كلمة انظر إلى الشعوب الأخرى، وماذا حدث بها، وأنا أقول أعرف أولا طبيعة الشعب المصرى جيدا وتركيبته المجتمعية وستجد نفسك بعيدا تماما عن الشعوب الأخرى التى يضربون بها المثل فى سرعة الانهيار والانقلاب على بعضها البعض.
 
المصريون من أصل واحد، واستطاع المسلمون والمسيحيون منهم العيش سويا بشكل به اندماج كبير، ولم يعرف أماكن للمسلمين وأخرى للمسيحيين داخل القطر المصرى، فكل الشوارع والقرى والمدن يسكنها هؤلاء وهؤلاء، وأصبح انتماؤهم للوطن وانغماسهم فى العادات والتقاليد المصريه والذكريات المشتركة هو السمة الغالبة على كلة منهما.
 
وأكيد مش هاقولك وأنت مسلم كام مسيحى أثر فى حياتك أو وأنت مسيحى كام واحد من صحابك مسلم، لإن القصة دى إحنا عارفينها كويس، وبالمناسبة فى حاجات بتتقال فى المقالات شكلها مرتب وممكن ماتكونش حقيقة، لكن فى حاجات تانية إحنا عارفين كويس جدا إنها فعلا حقيقة، فحكاية أن ينجح البعض فى طمس كل ذلك وإغراق المصريين فى فتنة طائفية أمر تستطيع وبكل ثقة أن تؤكد أنه لن يحدث، ولا تسمح لأحد يقول لك انظر ماذا حدث للشعوب الأخرى، فأنت لا أصولك ولا ماضيك ولا حاضرك مثل هذه الشعوب الأخرى.
 
لكن السؤال اللى حاول المصريون مسلمون ومسيحيون الإجابة عن الأحد الماضى هو إلى متى؟ وماذا نفعل كى نحمى أولادنا من هذا الخطر؟
 
والحقيقة أن شعوبا كثيرة الآن تحاول الإجابة عن هذا السؤال، الفرنسيون يسألون كيف مات المئات من الأبرياء منهم فى قلب باريس، وشعوب كثيرة، وعواصم كبيرة تسأل نفس السؤال، ده حتى السويد اللى شعبها مالوش فى أى حاجة، لم تسلم من هذا الإرهاب.
 
وما حدث فى مصر لن تكون آخر المرات ولن يكون هذا المقال هو الأخير فى مثل هذه الظروف فكل مرة سنبكى ثم نكتب ثم ننسى.
 
لابد أن نعلم جميعا أن لعبة المصالح تحكم العالم الآن، ولا توجد رغبة حقيقية تجاه محاربة ظاهرة الإرهاب على مستوى العالم، ولا يمكن أن أقتنع إطلاقا أن مخابرات الدول الكبرى لو أرادت لكشفت كل من يمولون هذا الإرهاب.
 
وهانروح بعيد ليه، أمير قطر أمام كل الملوك والرؤساء العرب قال أن بعض ممن تعتبرهم الدول العربية إرهابيين تعتبرهم قطر من المختلفين فى الرأى وليسوا إرهابيين، يعنى باختصار الفكر الذى يقتل ويدمر فى شوارعنا فى دولة مسلمة عربية اسمها قطر تعتبره فكرا مختلفا، وليس تيارا قاتلا، وبالتالى فهى تساعد هذا الفكر وتتبناه، وإحنا بنشيل جثث ولادنا هنا، وفى النهاية يقولك مسلمين وعرب، وإلى أن يفوق العالم ويبدأ فعلا فى مكافحة هذه الظاهرة، كل بلد عليها أن تحمى نفسها، بأى طريقة.
 
والقيادة المصرية الآن فى موقف صعب، فكل مرة تحدث فيها حادثة إرهابية ينتظر الشارع كلاما جديدا وردود أفعال مختلفة، والحقيقة أنه لا يوجد أبلغ رد أكثر من أن القوات المصرية جيش وشرطة وقيادتهم على خط النار، فلا يوجد أدنى شك فى الاستعداد للتضحية، وأكيد طبعا كل مصرى بيقول لو حركنا ده يمين وجبنا ده شمال وطبقنا النظرية الفلانية كان قدرنا على موضوع الإرهاب ده، الحقيقة لا، وإلا كانت دول كتير قدرت.
 
الواقع إننا لسنا فى حرب ميدانية تعتمد على القوة، بل نحن فى حرب معلوماتية تعتمد على المعلومة، شوية بودرة ومسامير وعيل دماغه مغسولة أنت ممكن بيهم تفجر أى مكان، وامشى بقى فى كل العواصم فى العالم فتش كل واحد شايل كيس صغير، مستحيل طبعا، فلو عندك أكبر قوات خاصة فى الشارع ده ليس هو المقياس فى محاربة هذه الظاهرة، بل بالعكس قد تكون كثرة القوات يجعلها فى مرمى نيران الإرهاب.
 
ويبقى السؤال: ماذا نفعل؟ والأمانة تقتضى منا أن نجيب أنه لا أحد يعرف ولا أحد يملك الحل.
 
كل ما يمكن أن تقوم به فى هذه المرحلة ألا تكفر بما أنت فيه، بمعنى أن تداوم على إيمانك بالحياة وإيمانك بضرورة أن تعمر فى الأرض، وأن تعرف أنه لا يوجد شعب واحد على الأرض تستطيع حكومته أن تؤكد له أنه فى معزل عن الإرهاب.
 
واقعد بقى هنا فى مصر اتكلم على تجديد الخطاب الدينى واخبط فى الأزهر اللى العالم الإسلامى بيحسدك عليه، أو اتكلم عن التقصير الأمنى، فى الوقت اللى ولادك فى الجيش والشرطة بيتسابقوا علشان يبقوا فى الصفوف الأولى فى هذه الحرب فبالمرة كسر معنوياتهم، لا وألف لا، ما حدش قادر على الظاهرة دى واللى يقول قادر يقولنا حمى شعبه إزاى.
 
هو ضغط كى ترضخ وأنت وصلابتك، إما أن تتفكك كمجتمع من ضعفك وإما أن تمارس نوع من المواءمة السياسية من أجل أن تأمن.
 
الغريبة بقى والمحير فى الشعب المصرى أنه قلبت معاه بعند، والكام سنة اللى فاتوا كل حادثة كانت الدنيا بتولع ومع ذلك الحياة بتمشى، أنا يوم استشهاد النائب العام اعتقدت إننا رجعنا للخلف مائة خطوة، لكن الحقيقة لم يحدث، وتغلبنا على الأمر واستمرت الدولة بكل أركانها، لا وارجع بقى من أول يناير ٢٠١١ لحد النهاردة شوف كم المحن اللى تعرضنالها وأنت تعرف أن صعب جدا الشعب ده يقع.
 
فى الوقت ده بقى وعلى ما كل الدول تلاقى حل لهذه الظاهرة حاول بس تتقى الله فى بلدك، وتتغلب على لغة الإحباط لو كنا مليون مات مننا خمسين ألف لازم الباقى يعيشوا، ومش لازم نموتهم وهما أحياء، بلاش تكسر عزيمتنا وإحنا فى وسط الحرب، لو عندك معركة جانبية بلاش تستخدم الأوقات دى علشان تحقق مصالحك، عيب وقلة أصل.
 
أما الرد على كل من يقفون خلف هؤلاء فسيكون بالفعل وليس بالكلام، فعل البقاء والتماسك والرغبة الحقيقية فى استمرار الحياة، وأكيد أنا وأنت عندنا أخطاء تعالى نحاول نصلحها بسرعة على الأقل عشان نقلل من خسايرنا اللى بتموت ولادنا ليل نهار.
 
يا كل مصرى مسلم ومسيحى البلد دى هى اللى لينا يانعمرها ونحافظ عليها لولادنا يا نموت فيها قبل ما يخدوها مننا.
 
ويا ما دقت على الراس طبول، ويا إحنا يا هما، صلى على النبى ومجد سيدك وخللى بالك على بلدك.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة