قدَّم فضيلة الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - فى كلمة متلفزة خالص العزاء فى شهداء الوطن العزيز من أبناء هذا الشعب الواحد، الذين فاضت أرواحهم الطاهرة الزكية شهداء لهذا الوطن العزيزِ فى حادِثتى تفجيرِ كنيستى طنطا والإسكندريةِ، مؤكدًا أن أهل مصر جعلهُم الله فى رباطِ الرحمةِ والمودةِ والتكاتفِ والتآلفِ إلى يومِ القيامةِ.
وقال مفتى الجمهورية فى كلمته: "لتعلم تلك التنظيماتُ الإرهابيةُ الخسيسةُ ومن يدعمُهم من الدُّولِ والأفرادِ - أنَّ مصابَ شعبِ مصرَ واحدٌ، وألمنَا واحدٌ ودماءَنا الزكية التى سُفكت غدرًا وخيانةً واحدةٌ، هذه الدماءُ الزكيةُ الطاهرةُ التى امتزجتْ وهى تَروى ترابَ هذا الوطنِ لتزيد الأرضُ قوةً وصلابةً تحتَ أقدامِ المجاهدينَ من أبناءِ الشَّعبِ والجيشِ والشرطةِ والمسلمين والمسيحيين".
وأضاف: "وليعلمَ هؤلاءِ أيضًا أنَّ شعبَ مصرَ العظيمِ قد تغلب بفضل الله تعالى على كل الصِّعابِ والأشواكِ والعقباتِ والفتنِ التى وضعتْ فى طريقِهِ حتى تتمزقَ أوصاله ويهتز كيانه، وتجاوز بفضل الله مرحلةَ الاهتزازِ إلى مرحلةِ الثباتِ والصمودِ التى أبهرت العالم أجمع، وهو على مرِّ الأيامِ والحوادثِ والخطوبِ لم يزددْ إلا صلابةً وقوةً واتحادًا وعزيمةً".
وأكد مفتى الجمهورية أن دار الإفتاءِ المصريةِ على نفسِ درجةِ الاستنفارِ والتأهبِ والاستعداد التى دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسى وجميع علمائها يلتفُون حولَ هذا القائدِ الوطنى الشجاعِ حتى نحقق الانتصار الكامل على الإرهابِ ونقضى على جيوبه وفلوله كما قال اللهُ تعالى: {وإن جندنا لهم الغالبون}.
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن هذه الحرب فى المقامِ الأولِ هى حربُ وعى وإدراكٍ كما لا يَخفى، وإنَّ جهادَنا الفكرى والعلمى والثقافى لا يقلُّ أهميةً عنِ الجهادِ المسلحِ الذى يقومُ به أبطالُ الجيشِ والشرطةِ المصريةِ على كافةِ الأصعدةِ.
وقال مفتى الجمهورية : "اعلموا أن الإرهاب يريد الخراب والشعوب تريد التعمير والبناء، والإرهاب يريد الفناء والدمار، والشعوب تريد الحياة والأمل، الإرهاب يريد الفوضى وعدم الاستقرار، والشعوب تريد الأمن والأمان، الشعوب تريد الخير، والإرهاب يريد الشر والفساد كما قال تعالى : {إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.
ووجه فضيلة المفتى خطابه لشعب مصر وشعوب العالم أجمع حثهم فيه على السير فى طريق الخير والجهاد ضد الإرهاب صابرين محتسبين وجه الله تعالى فى أبنائنا البررة.
