سعيد الشحات

أحمد بهاء الدين وروزاليوسف «4»

الثلاثاء، 07 مارس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أختتم قراءتى لكتاب «أحمد بهاء الدين.. وروزاليوسف» بإعادة التأكيد على أننا أمام عمل يدفع إلى إعادة اكتشاف «بهاء»، لأن مقالاته التى يتضمنها الكتاب ونشرها فى مجلتى رزواليوسف وصباح الخير منذ أكثر من نصف قرن، تبدو وكأنه يكتبها اليوم، فالهم هو نفس الهم، والإنسان العربى الذى توجه إليه «بهاء» لإنارته كى يطالب بحقوقه كاملة، مازالت المسافة طويلة بين أحلامه المشروعة وواقعه المؤلم.
 
يعبر عن أحوالنا الآن فى مقال له كتبه فى أغسطس 1949 بعنوان «عماد الديمقراطية»، يقول فيه»: «الناخب الفقير يشترى صوته بالمال، والناخب الجاهل يسهل التعزيز به وتضليله عن حقيقة مصالحه، والناخب المريض لا تتحمل كتفاه عبء المسؤولية، والحياة القاسية فى مجموعها تصرف الناخب عن حقه المقدس فى الانتخاب، وإلا فكيف نطلب من فلاح لا يكاد يرفع رأسه عن الأرض أن يهتم الاهتمام الواجب بمشاكل تبدو له، فى غمرة آلامه، نظرية مجردة».
 
 ويعبر أيضا عن أحوالنا الآن فى مقال «كيف تولد الأحزاب؟» المنشور فى إبريل من عام 1952: «ما أحرى من يريد أن ينشئ فى هذا البلد حزبا أن يسأل نفسه قبل أن يقدم هؤلاء الملتفون حوله، هل يلتفون حول فكرة راسخة أم حول سلطان؟، هل لهذا الحزب مذهب يمكن أن يكون عقيدة للملايين؟، هل له رأى كامل واضح فى تنظيم شامل للمجتمع أم أنه يحقق حاجات وقتية، جزئية، فحسب؟، هل له خطة مستقبلية يمكن أن يعيش عليها سنوات لا يقاس إليها عمر الزعيم مهما يكن مديدا؟ وأى فئات الشعب تلك التى يمكن أن تلتف حوله؟ 
 
تتنوع مقالات «بهاء» التى يتضمنها الكتاب، فتشمل، السياسة والثقافة والفن والاقتصاد، يكتب عن طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وفتحى رضوان، يكتب عن الكتاب الموهوبين الذين ينتهون سريعا لأنهم لا يقرؤن، يكتب عن الكتب الجديدة التى قرأها، وعن الفن ورموزه، وتزداد المتعة بقراءة مقالاته عن الحب والبنات والزواج والصداقة ومصروف البيت والأنوثة والرجولة ومشايخ الجامعة وبناتها. يتحدث إلى ابنته فى مناسبة عيد ميلادها الـ«16»، فى مقال شديد الجمال بعنوان «خطاب إلى ابنتى» كتبه عام 1957 بمجلة «صباح الخير». يتحدث إليها عن الحب والزواج والحرية والأصدقاء: «لن ألومك.. لو علمت يوما أنك تحبين، ولن أشترط عليك إلا أن يكون حبك جادا غير مستهتر».
 
رحم الله، أحمد بهاء الدين، وتحية إلى الذين تصدوا لإنجاز هذا العمل وفى مقدمتهم الكاتب الصحفى الكبير رشاد كامل. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة