لم يتخيل أحدا أن يعود الأمن لمصر مرة أخرى بعد أحداث جمعة الغضب في 28 يناير 2011، إلا أن المولى عز وجل هيأ لها رجالاً حافظوا على أمنها بمساندة شعبية كبيرة.
ومنذ تولى اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية حقيبة الوزارة في 5 مارس 2015 خلفاً للواء محمد إبراهيم، حرص على إعادة الأمن لهذا الوطن، خلال تبنيه الضربات الاستباقية المتكررة لوأد الجماعات الإرهابية، حيث نجحت الداخلية تصفية بعض الجماعات الارهابية والقبض على البعض الآخر، فتم ضبط أخطر خلية إرهابية، والتى تمركزت فى منطقة جنوب الجيزة، وضمت 17 متهماً اعتنقوا فكر تنظيم "داعش" الإرهابى، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 12 منهم، بينما تم تصفية 4 فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة أثناء القبض عليهم، أحدهم كان فى حلوان، بينما كان الـ3 الآخرين فى دمياط؛ وذلك قبل تنفيذهم عملية إرهابية كبرى.
وفى إبريل عام 2015، كانت الأجهزة الأمنية قد دقّت المسمار الأخير فى نعش الخلية الإرهابية المسماة ب"أجناد مصر"؛ وذلك بعد تصفية قائدها همام عطية، فى معركة مسلحة بمنطقة فيصل بالجيزة، تلك الخلية التى نفذ عناصرها عشرات من العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة فى أنحاء متفرقة من القاهرة الكبرى، لكن معظمها وأخطرها كانت فى الجيزة.
ومنذ اللحظات الأولى لظهور حركة "حسم" الإرهابية، أيقنت الأجهزة الأمنية، أنها تتعامل مع خلية عنقودية رئيسية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، ومن الضرورى بذل جهد مكثف لتقويض نشاط كوادرها وإفشال مخططاتهم الإجرامية ضد مؤسسات الدولة، وأعلنت وزارة الداخلية أن تحريات الأجهزة الأمنية أكدت أن الخلية نتاج مخطط قيادات الإخوان الهاربة بالخارج، بتطوير هيكلها التنظيمى بالداخل، وتشكيل كيانات مسلحة بمسميات جديدة، منها (حركة سواعد مصر - حسم - لواء الثورة)، واستغلالها كواجهة إعلامية تنسب إليها عمليات العنف التى تنفذها الجماعة الإرهابية.
وتم كشف غموض جرائم "حسم" الإرهابية، بعد ضبط عناصرها، فى ضربة قوية لقوى الشر فى البلاد، والذين اعترفوا بارتكاب العديد من العمليات الإرهابية، من أبرزها محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، فى هجوم بالأسلحة الخفيفة على شخصه، بأحد أحياء مدينة 6 أكتوبر، واغتيال العميد عادل رجائى قائد الفرقة التاسعة مدرعات، أمام منزله بمدينة العبور بالقليوبية، ومحاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز، بحى البنفسج بالقاهرة الجديدة، باستخدام عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد بالقرب من موكبه.
ومحاولة اغتيال القاضى أحمد أبوالفتوح، عضو محكمة الجنايات، التى أصدرت حكما على الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان، بمحاولة تفجير سيارته أثناء توجهه لصلاة الجمعة بأحد أحياء مدينة نصر بالقاهرة، فضلاً عن اغتيال أمين شرطة بقطاع الأمن الوطنى بمحافظة البحيرة، واغتيال أمين شرطة بمباحث تنفيذ الأحكام بأكتوبر، وتفجير مقر نادى الشرطة بمحافظة دمياط، وأخيراً تبنيها لحادث استهداف كمين أمنى بالهرم، باستخدام عبوة متفجرة، تسببت فى استشهاد 6 من قوات الأمن بينهم ضابطان، وحرص وزير الداخلية على تدعيم منطقة سيناء بكوادر أمنية كبيرة وزارها بنفسه عدة مرات وووجه ضربات استباقية نجحت في ضبط العديد من الخلايا الارهابية.
ولم يغفل وزير الداخلية الجريمة الجنائية، حيث تم ضبط مرتكبي ألفين و824 جريمة، شملت 1293 قضية قتل عمد، و726 قضية سرقة بالإكراه، و197 قضية خطف، و608 قضايا حريق عمد، بزيادة قدرها 6% في مجال ضبط تلك الجرائم مقارنة بعام 2015، وضبط 37 ألفا و448 قطعة سلاح ناري و246 ألفا و690 طلقة مختلفة الأعيرة، و100 ورشة لتصنيع الأسلحة النارية، و67 ألفا و999 قطعة سلاح أبيض، و74 قطعة سلاح ناري من الأسلحة المستولى عليها من المواقع الشرطية؛ حيث ساهمت تلك الجهود في انخفاض معدل الجريمة بمجال تجارة وحيازة الأسلحة النارية والبيضاء والذخائر.
كما أسفرت الجهود في مجال ضبط التشكيلات العصابية، عن ضبط ألف و278 تشكيلا عصابيا، ضمت 4 آلاف و197 متهما، اعترفوا بارتكاب 5 آلاف و732 حادثا متنوعا، بزيادة قدرها 4% في مجال ضبط تلك الجرائم مقارنة بعام 2015، فضلاً عن اقتحام أخطر البؤر الاجرامية مثل الجعافرة والسحر والجمال والبلابيش وحمرا دوم.
واهتم وزير الداخلية بالقطاع الخدمي، فتم إصدار 33 مليونا و222 ألفا و468 بطاقة تحقيق شخصية مميكنة، ووثائق مميكنة، وخدمات يقدمها القطاع للمصريين المقيمين بالخارج، وفحص ألف و33 شكوى وإزالة أسبابها، بزيادة قدرها 76%، وانخفاض قدره 28% فى الشكاوى الصادرة من المواطنين مقارنة بعام 2015؛ وذلك نظراً لعميات التحديث والتطوير، بالإضافة إلى تصوير 125 ألفا و608 مواطنين بمحال إقامتهم، وأماكن التجمعات، واستخراج بطاقات الرقم القومى الخاصة بهم، بزيادة قدرها 544% مقارنة بعام 2015.
ولاحق وزير الداخلية المتلاعبين بقوت المصريين ووجه باطلاق الحملات التموينية فتم ضبط 386 ألفا و652 قضية تموينية متنوعة خلال عامين، وتم التوسع في افتتاح منافذ أمان لمواجهة الغلاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة