سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 4 مارس 1946.. استشهاد 28 وجرح 342 برصاص الاحتلال الإنجليزى فى «يوم الشهداء» بالإسكندرية

السبت، 04 مارس 2017 10:10 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 4 مارس 1946.. استشهاد 28 وجرح 342 برصاص الاحتلال الإنجليزى فى «يوم الشهداء» بالإسكندرية يوم الشهداء بالإسكندرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتجبت الصحف عن الصدور.. اقتصرت الإذاعة على القرآن الكريم والأناشيد الوطنية، شارك الأجانب فى الحداد وغطوا محالهم التجارية بلفتات مكتوب عليها بالإنجليزية، شارك الموظفون والقضاة ورجال النيابة وأعلنت وزارة الأوقاف حدادها، وأعلن الشعب فى سوريا ولبنان والأردن الحداد العام، وشارك محامو سوريا ومجلس نواب العراق والهيئة العربية العليا فى فلسطين وعمال السودان، وسقط فى مدينة الإسكندرية 28 شهيدا، وجرح 342، وقتل اثنان من الجنود البريطانيين وجرح أربعة يوم 4 مارس «مثل هذا اليوم» 1946، حسب عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «فى أعقاب الثورة المصرية، ثورة 1919» عن «دار المعارف - القاهرة»، وفاروق القاضى فى كتابه «فرسان الأمل - تأمل فى الحركة الطلابية المصرية» عن «مركز البحوث العربية - القاهرة».
 
هو اليوم المعروف فى تاريخ مصر الحديث بـ«يوم الشهداء»، الذى شهد ألوانًا متعددة فى ممارسة الوطنى ضد الاحتلال البريطانى لمصر، وضد استبداد الحكم ممثلا فى حكومة إسماعيل صدقى»، لم تبدأ أحداث «4 مارس» من صباحه، وإنما من يوم 21 فبراير، حيث اندلعت المظاهرات استجابة لدعوة اللجنة الوطنية للطلبة والعمال، وحسب الرافعى، وضع المواطنون على اختلاف طبقاتهم شارة تحمل فى عروة الجاكتة، سميت شارة الجلاء، وهى عبارة عن قطعة مستديرة من البرونز كتب عليها «الجلاء، ولم تكد المظاهرات تصل إلى ميدان الإسماعيلية «التحرير» حتى تصدت لها سيارات بريطانية مسلحة، واقتحمت جموع المتظاهرين فى غير مبالاة، مما أدى إلى إزهاق أرواح عدد كبير من المتظاهرين وإصابة الكثيرين منهم بجروح بالغة، فبلغ عدد القتلى 23 قتيلا والجرحى 121 جريحا، ويذكر «القاضى»، أن الفاجعة التى وقعت فى هذا اليوم هزت أفئدة الشعب المصرى، وفى يوم 24 فبراير دعت اللجنة التنفيذية للطلبة المصريين إلى الحداد العام يوم 4 مارس.
 
استجابت القوى الوطنية لهذه الدعوة، ويلتقط «القاضى» موقف الطائفة اليهودية، مؤكدًا أن المستنيرين منها وقفوا إلى جانب الحركة الوطنية وشاركوا فيها، وعقدت جمعية الشبان اليهود المصريين مؤتمرًا، وأصدروا بالإجماع قرارًا بتضامنهم فى المطالبة بالجلاء ووحدة وادى النيل، ومشاركة أسر الشهداء فى مصابهم، الذى هو مصاب الأمة جمعاء، كما نشر الجامعيون المصريون اليهود بيانا وقعه فرج نسيم طالب الطب، وليون كرامر الطالب فى كلية الآداب، وروبير شاؤول يوسف الطالب بكلية الهندسة، قالوا فيه: 
 
«تحت خرافة الوطن المقدس وأرض الآباء والأجداد غررت الصهيونية التى ليست إلا حياة للعشرات تعزيزا بملايين العمال والفلاحين اليهود، بهذه النداءات المعسولة صورت الصهيونية أن اليهود سيضطهدون دائما، ولن ينقذهم غير أرض الميعاد كما يدعون، وليس هذا التضليل إلا تنفيذا لخطة الاستعمار المدبرة، ها نحن المثقفون اليهود وقد تبينا لعبته وأدركنا خطره وخطر الصهيونية لن نسمح أن تفرق صفوفنا نحن المصريين، ولنكن يدا واحدة مسلمين ومسيحيين ويهودا، يدا قوية تدك صرح الاستعمار، نكافح مع المناضلين العرب للتحرر من الاستعمار وذنبه الصهيونية، حتى تسقط الصهيونية، وتبقى فلسطين حرة، هانحن الطلبة اليهود المصريون ننزل إلى الميدان مع زملائنا العمال والطلبة لنعلن احتجاجنا وسخطنا على الاستعمار والصهيونية.. عاشت مصر حرة.. عاشت فلسطين حرة».
 
كاد يوم «4 مارس» أن يمر بسلام، لكن وحسب فاروق القاضى: «بدأ البوليس التحرش فى الإسكندرية منذ الصباح إذ قام بتشتيت جموع الطلبة والعمال بالقوة، رغم أنها كانت صامتة، ومرت أمام منشآت بريطانية عديدة دون أى اعتداء، رغم هذا التحرش المشبوه، عادت المسيرة للتجمع بشارع «سعيد الأول»، ولما وصل المتظاهرون أمام فندق «أتلانتيك» الذى كان مخصصًا لإقامة بعض رجال البحرية البريطانية، شاهدوا العلم البريطانى، وكان رفعه فى هذا اليوم بالذات تحديا بالغا للكرامة القومية، مد أحد المتظاهرين يده لإنزال العلم فأطلق عليه الرصاص من داخل الفندق، فسقط ونجح فى جذب العلم منه وإنزاله من على ساريته، كان من الممكن أن ينتهى الأمر عند ذلك الحد، لكن قوات البوليس أخذت فى تفريق المسيرة بعنف، مع صدور طلقات نارية من العمارة رقم 14 بشارع «سعيد الأول»، سقط من جرائها شهداء آخرون فاستشاط الجمهور غضبا وتوجهوا إلى ميدان سعد زغلول، حيث هاجموا موقع الشرطة العسكرية البريطانية ونزعوا لافتته، فأطلق الجنود الإنجليز النار عليهم، لكنهم لم يبالوا بالرصاص المنهمر وأحرقوا «الكشك» ودارت معركة حامية، وأصبح هذا اليوم فى الإسكندرية يوم الشهداء وسمى شارع «أفيروف»، الذى سقط فيه معظم الضحايا، شارع «الشهداء».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة